«تمور السعودية».. رافد رئيسي يعزز الإيرادات غير النفطية

تتصدر المملكة العربية السعودية قائمة أكبر الدول المنتجة للتمور في العالم، حيث تمثل التمور تاريخيا جزءا مهما من الثقافة السعودية.

 تعتبر التمور رمزا للضيافة، وهي قيمة أساسية تشكل الثقافة السعودية، سواء كان ذلك تجمعا اجتماعيا، أو حدثا افتتاحيا لمعرض فني، أو حفل زفاف أو اجتماع عمل.

وفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، واصلت المملكة, تصدّرها المركز الأول عالميا في تصدير وإنتاج التمور للعام 2023، وفقا للتقرير الصادر من المركز الوطني للنخيل والتمور، حيث بلغت قيمة الصادرات أكثر من 1.463 مليار ريال, استنادا لبيانات مركز التجارة العالمي (Comtrade)، بينما تجاوز حجم الإنتاج 1.9 مليون طن مستندا على بيانات الهيئة العامة للإحصاء.

وحققت التمور السعودية، انتشارا واسعا في الأسواق الدولية، إذ وصلت إلى 119 دولة حول العالم بنهاية العام 2023، وتضاعفت قيمة صادرات التمور بنسبة 152.5% منذ عام 2016، مُحققة نموًا تراكميًا سنويًا بلغ 12.3%.

 وسجلت الصادرات السعودية، نموا بارزا في أسواق عدة، مما يعكس هذا الإنجاز الكبير الدعم المستمر من الدولة لقطاع النخيل والتمور، بوصفه قيمة ثقافية تعكس الهوية التراثية والحضارية للمملكة، إلى جانب الجهود المشهودة بين منتجي ومصدري التمور السعودية والقطاعات الحكومية لتسهيل الإجراءات الخاصة بتصديرها وتسويقها عالميًا وذلك بالعمل والشراكة مع القطاع الخاص، مما يُحقق استراتيجية المركز الوطني للنخيل والتمور بزيادة قدرة التمور السعودية على التنافس عالميًا.

وأسهمت خطط وجهود المركز الوطني للنخيل والتمور، في ترسيخ مكانة التمور السعودية، كمنتج متميز وعالي الجودة، بما يتماشى مع الأولويات الوطنية في رؤية المملكة 2030، لجعل قطاع النخيل والتمور أحد الروافد الرئيسية لتعزيز الإيرادات غير النفطية، ضمن القطاعات المستهدفة لتنويع الاقتصاد الوطني.

هناك أكثر من 400 نوع من التمور المزروعة في جميع أنحاء العالم، منها أكثر من 300 نوع يتم إنتاجها في المملكة العربية السعودية.

أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في نخيل التمر هو طول عمره، والذي يمكن أن يمتد حتى 120 عاما ويتطلب ما يصل إلى 15 عاما لإنتاج محصوله الأول. ومن المثير للاهتمام أن صنف نخيل البرهي يمكن أن ينتج 500 كيلوغرام من التمر في المرة الواحدة.

كانت محافظتا الأحساء والقصيم السعوديتين مراكز لزراعة التمور لعدة قرون حيث كانت التمور سلعة مهمة للتجارة والتبادل التجاري في شبه الجزيرة العربية.

في شهر أغسطس/آب من كل عام، تستضيف محافظة بريدة بمنطقة القصيم أكبر مزاد للتمور في العالم، حيث يتجمع مئات المزارعين المحليين عند الفجر حاملين منتجاتهم ويبيعون الصناديق الكرتونية المحملة في شاحناتهم الصغيرة.

أهم ما يميز المهرجان هو ملاحظة بائعي المزاد وهم يعلنون عن عروضهم التنافسية للمشترين المحتملين، ويمكن أن تصل المبيعات في المزاد إلى 5 ملايين دولار أمريكي يوميا خلال موسم الذروة.

من ضمن الفعاليات الأخرى المعلقة بالتمور في المملكة، معرض الرياض الموسمي للتمور من أغسطس/آب، وحتى سبتمبر/أيلول، ومهرجان العلا للتمور من 8 سبتمبر/أيلول وحتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023)، ومهرجانتمور الفنخاء في أكتوبر/تشرين الأول.

في جوهرها، تظل التمور جزءا لا يتجزأ من الثقافة السعودية، مما يعكس التقاليد وكرم الضيافة والتراث الزراعي الغني للبلاد.