بينهم شخص مفاجأة.. هؤلاء قد يعفو عنهم ترامب كرئيس

مستغلا سلطة العفو، التي تتجاوز الأنظمة القضائية الفيدرالية والعسكرية وكذلك الكونغرس، سيتمكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب من تنفيذ سلسلة من الوعود التي أطلقها بحق مدانين ومتهمين.

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الرئيس المنتخب سيتمكن مرة أخرى من إصدار العفو من البيت الأبيض، وهي واحدة من أقوى صلاحيات الرئاسة.

ويستطيع الرئيس أن يمنح العفو لأي شخص أدين بارتكاب جريمة فيدرالية، في محكمة مقاطعة أمريكية أو المحكمة العليا في مقاطعة كولومبيا أو محكمة عسكرية.

لكن المفارقة أن ترامب لن تكون لديه القدرة على العفو عن نفسه بعد إدانته في نيويورك لأن التهم لم تكن فيدرالية، كما لا يستطيع الرؤساء العفو عن الأشخاص المدانين بجرائم الدولة.

لكنه من غير المرجح أن تتم محاكمة ترامب، الذي من المقرر أن يكون أول مدان في البيت الأبيض، عن دوره في السادس من يناير/كانون الثاني، لكنه تعهد بالعفو عن المئات الذين وجهت إليهم اتهامات بسبب تورطهم.

ومن المتوقع أن يؤدي فوزه في السباق الرئاسي إلى قلب المحاكمات الجنائية الثلاث الأخرى ضده رأساً على عقب.

خلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس المنتخب ترامب بـ«تحرير» مثيري الشغب في 6 يناير/كانون الثاني المشاركين في الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي، كأحد أول أعماله الرئاسية.

وقال ترامب خلال مقابلة أجريت معه في يوليو/تموز الماضي: "إذا كانوا أبرياء فسوف أعفو عنهم".

وعندما ردت راشيل سكوت من شبكة «إيه بي سي نيوز» قائلة إن «مثيري الشغب أدينوا»، قال: «حسنًا، لقد أدينوا بنظام صارم للغاية».

ووفقًا لوزارة العدل الأمريكية، فقد تم توجيه اتهامات لأكثر من 1400 متهم في أحداث 6 يناير/كانون الثاني في جميع أنحاء البلاد تقريبًا، وبحلول شهر أغسطس/آب، تم البت في قضايا أكثر من 900 شخص وإصدار أحكام بحقهم.

لكنه فور فوز ترامب فإن بعض مثيري الشغب المدانين أو محاميهم بدأوا في التصرف بناءً على هذا الأمر، وفق صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية.

وطلب كريستوفر كارنيل، أحد المتهمين، من قاضٍ فيدرالي تأجيل جلسة الاستماع، وقال إنه «يتوقع أن يحصل على العفو من ترامب».

ومن المرجح أن يحاول الرئيس السابق لمجموعة "براود بويز" إنريكي تاريو، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 22 عامًا، اتخاذ خطوة مماثلة، كأطول عقوبة بتهمة تدبير مؤامرة لوقف انتقال السلطة السلمي من ترامب إلى جو بايدن.

وقال محامي تاريو، نايب حسن، في بيان: "نتطلع إلى ما يحمله المستقبل، سواء فيما يتعلق بالعملية القضائية لعميلنا أو المشهد السياسي الأوسع في ظل الإدارة الجديدة".

كما حُكم على ديفيد نيكولاس ديمبسي، الذي هاجم ضباط شرطة الكابيتول مرارا بأعمدة الأعلام والأسلحة البدائية الأخرى في 6 يناير/كانون الثاني 2021، بالسجن لمدة 20 عامًا في أغسطس/آب من هذا العام.

ويعد عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز (ديمقراطي) الذي وجهت إليه اتهامات بالرشوة والاحتيال على المستوى الفيدرالي في سبتمبر/أيلول من بين المتهمين الذين قد يعفو عنهم ترامب.

ورغم أن آدامز قال إنه لم يكن على اتصال مع ترامب، لكنهما يشتركان في شبكة من الأصدقاء والحلفاء، حسبما ذكر موقع «بوليتيكو».

وكان ترامب أعرب عن تعاطفه مع آدامز في أكتوبر/تشرين الأول خلال العشاء السنوي الذي أقامه آل سميث في نيويورك قائلا: "لقد تعرضنا للاضطهاد يا إريك. لقد تعرضت للاضطهاد، وأنت أيضًا تتعرض للاضطهاد يا إريك".

وفي مؤتمر صحفي عقد، الأربعاء، تعهد آدامز بالعمل مع إدارة ترامب مع حماية مصالح سكان نيويورك، وتهرب من الأسئلة حول ما إذا كان انتخاب ترامب قد يفيده في المحكمة.

لكن المفاجأة المثيرة للجدل كانت في الشخص المحتمل بأن يعفو عنه ترامب كانت في هانتر بايدن، نجل الرئيس المنتية ولايته جو بايدن.

وخلال مقابلة أجريت معه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع المذيع الإذاعي المحافظ هيو هيويت، قال ترامب إنه سيفكر في العفو عن هانتر، مضيفا: "لن أزيل هذا الأمر من السجلات".

ولم يستجب المتحدث باسم ترامب لطلب "أكسيوس" للتعليق.

وكان البيت الأبيض أكد، الخميس الماضي، أن "بايدن لن يعفو عن ابنه"، الذي أصبح أول ابن لرئيس أمريكي في السلطة يُدان بارتكاب جريمة عندما أُدين في يونيو/حزيران بتهم تتعلق بحيازة أسلحة على المستوى الفيدرالي.

وكان ترامب قد أصدر قبل ساعات من انتهاء ولايته الأولى، عفواً عن 74 شخصاً وخفف أحكام 70 آخرين، بمن فيهم الموالون له.

وكان ستيف بانون، كبير استراتيجييه السابق، أبرز الشخصيات التي تم العفو عنها.

وخلال عامه الأول في منصبه، أصدر ترامب عفواً عن شخص واحد: حليفه ورئيس شرطة مقاطعة ماريكوبا السابق جو أربايو، أريزونا، الذي كان متهما بازدراء المحكمة لمخالفته أمر صدر عام 2011.