«المشاكس» مات غايتس.. سلاح ترامب «الصادم» للفتك بأعدائه

«مات غايتس لمنصب المدعي العام».. اختيار أعلن عنه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الأربعاء، اعتبره الجمهوريون وحتى المقربون منه «صادما بشدة»، وفق وصفهم.

ويعد منصب المدعي العام واحدا من أهم الوظائف في إدارة ترامب الثانية، كونه سيساعد في «قيادة تنفيذ أجندة ترامب وتوجيه أي جهود للتحقيق مع أعداء الرئيس المنتخب وملاحقتهم قضائيا».

ووفق موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن غايتس سيحتاج إلى 50 صوتًا على الأقل من أعضاء مجلس الشيوخ للحصول على تأكيد، مما يعني أنه لا يستطيع تحمل خسارة أصوات سوى 3 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.

ومات غايتس هو سياسي ونائب في مجلس النواب، ومن أشد المدافعين عن الرئيس المنتخب ترامب.

ولد في 7 مايو/أيار 1982 في هوليود بولاية فلوريدا، ووالده رجل الأعمال وسياسي جمهوري تزعّم مجلس الشيوخ ما بين عامي 2012 و2014.

حصل على دكتوراه في القانون، وانتخب في 2012 و2014 عضوا في مجلس نواب فلوريدا، ثم أصبح نائبا في مجلس النواب الأمريكي عام 2016.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلن عن تقدمه بطلب لإقالة رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي من منصبه.

وتمكن من عزل رئيس مجلس النواب لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد تصويت 216 نائبا على إجراءات عزل مكارثي مقابل 210 نواب صوتوا لصالح بقائه.

ويعد عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا، والمحامي، اختيارا مثيرا للجدل للغاية كونه له تاريخ من العلاقات المتوترة مع زملائه الجمهوريين في الكابيتول.

وقال ترامب في منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "سوف يعمل غايتس على حماية حدودنا، وتفكيك المنظمات الإجرامية، واستعادة ثقة الأمريكيين المهزوزة بشدة في وزارة العدل".

وأشاد ترامب به ووصفه بأنه "محامٍ موهوب للغاية ومثابر، ميز نفسه في الكونغرس من خلال تركيزه على تحقيق الإصلاح المطلوب بشدة في وزارة العدل".

فيما رد عليه غايتس في منشور على منصة إكس قائلا، إنه "سيكون شرفًا لي أن أخدم كمدع عام".

ويخضع غايتس للتحقيق المستمر من قبل لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب بشأن مزاعم سوء السلوك الجنسي وتعاطي المخدرات غير المشروعة، وغيرها من المزاعم، لكنه نفى مرارا ارتكاب أي مخالفات.

"أردنا إخراجه من مجلس النواب... هذا ليس ما كنا نفكر فيه"، هذا ما قاله أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين لـ«أكسيوس» عن اختيار غايتس.

وقالت السيناتور سوزان كولينز (جمهورية من ولاية ماين) إنها "صدمت" من الاختيار، مضيفة: "هذا يوضح سبب أهمية عملية المشورة والموافقة، وأنا متأكدة من أنه سيكون هناك الكثير من الأسئلة التي ستثار في جلسة الاستماع".

فيما شككت السيناتور جوني إيرنست (جمهورية من ولاية أيوا) في حصول "غايتس على تأكيد بالتعيين من مجلس الشيوخ".

فيما تهكم النائب ماكس ميلر (جمهوري من ولاية أوهايو) قائلا: "فرصة غايتس لتناول العشاء مع الملكة إليزابيث الثانية (في إشارة إلى الملكة البريطانية التي توفيت في عام 2022) أقرب من تأكيد مجلس الشيوخ على تعيينه".

ويأتي الانتقاد العلني الذي وجهه العديد من زملاء غايتس في مجلس النواب الجمهوري له خطوة نادرة، مما يؤكد عمق العداء تجاهه حتى بين الجمهوريين.

لكن على الجانب الآخر، قال بعض الجمهوريين إنهم سيقفون وراء الاختيار الرئيس المنتخب ترامب.

وقال النائب ديريك فان أوردن (جمهوري من ولاية ويسكونسن) لـ«أكسيوس»: "أنا أدعم الرئيس".

لكن حتى حلفاء غايتس يعترفون بأنه سيواجه صعوبة بالغة في الحصول على المنصب.

فيما أكد النائب الجمهوري ماكس ميلر من ولاية أوهايو أن العديد من أعضاء مؤتمر الحزب الجمهوري أصيبوا بالصدمة من اختيار مات غايتس لمنصب النائب العام.

لكن استدرك: «في الغالب هم سعداء كونه لم يعد عضوًا في المجلس الذي شغله لسنوات، وحرض فيه على كثير من المعارك بلغت ذروتها في جهوده الناجحة لإقصاء كيفن مكارثي من منصب رئيس مجلس النواب العام الماضي".

وأضاف ميلر أن "مجلس النواب سيكون مكانا أكثر وظيفية بدون غايتس".

وكان ترامب هدد أثناء حملته الانتخابية، بالتحقيق مع عدد من خصومه، بما في ذلك الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس والمدعين العامين المتورطين في قضاياه الجنائية الأربع، بما في ذلك المستشار الخاص جاك سميث.

وسيكون المدعي العام محوريًا في أي من هذه الجهود.

وقال نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس خلال حملته الانتخابية في أكتوبر/تشرين الأول: "أعتقد أن الشخص الأكثر أهمية في الحكومة بعد الرئيس لهذه الدورة سيكون النائب العام".