مجموعة العشرين.. تحالف استراتيجي نحو عالم بلا تحديات

يلتقي قادة أكبر الاقتصادات العالمية يومي الإثنين والثلاثاء في 18 و19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، لعقد النسخة التاسعة عشرة من قمة مجموعة العشرين.

وأشار الرئيس البرازيلي إلى أنه يضع رئاسته الحالية لمجموعة العشرين تحت شعار "مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة".

وتتزامن قمة مجموعة العشرين مع انعقاد مؤتمر الأطراف بشأن المناخ «COP29» في باكو، أذربيجان، في ختام عام شهد أزمات مناخية شديدة، كان أبرزها في البرازيل مع الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات. 

وتشهد الجلسة العامة الأولى للقمة يوم الإثنين إطلاق "التحالف العالمي ضد الجوع والفقر"، وهو مبادرة كبرى أطلقها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي نشأ في عائلة فقيرة. 

ويهدف التحالف إلى جمع دول من مختلف أنحاء العالم ومؤسسات دولية لتعبئة الموارد المالية اللازمة لمكافحة الجوع، واستنساخ مبادرات محلية تحقق نتائج ملموسة في هذا المجال.

وتقدم "العين الإخبارية" في السطور التالية كل ما تريد معرفته عن مجموعة العشرين "نشأتها، الدول الأعضاء، أهميتها، دورها".

مجموعة العشرين هي منتدى دولي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية التي تلعب دورًا رئيسيًا في الاقتصاد والتجارة العالمية. 

وتعقد القمة سنويًا في أحد الدول الأعضاء لمناقشة قضايا الاقتصاد العالمي وتنسيق السياسات.

تأسست مجموعة العشرين في سبتمبر/أيلول عام 1999 بهدف دعم آليات النمو الاقتصادي العالمي. 

في قمة مجموعة السبع الكبرى عام 1999، قرر وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية من سبع من أكبر اقتصادات العالم في واشنطن، توسيع المجموعة وضم نظرائهم من دول مجموعة العشرين. 

وشارك في الاجتماع أيضًا ممثلون عن بريطانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا.

وجاء هذا القرار في ظل الاضطرابات التي شهدتها أسواق المال العالمية بسبب الأزمة الآسيوية التي بدأت بانهيار عملة تايلاند.

ومع الأزمة المالية العالمية التي وقعت في عام 2008، تم رفع مستوى المشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين ليشمل رؤساء الدول والحكومات، وذلك في محاولة لتنسيق الجهود على المستوى السياسي لمواجهة الأزمات الاقتصادية. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2008، انعقدت أول قمة لمجموعة العشرين في واشنطن، ومنذ ذلك الحين تم توسيع جدول أعمال المجموعة ليشمل قضايا اجتماعية واقتصادية وتنموية إلى جانب القضايا الاقتصادية.

تضم المجموعة 19 دولة هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يمثل المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي.

وتجتمع مجموعة أصغر من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين تحت اسم مجموعة السبع.

تمثل اقتصادات دول مجموعة العشرين مجتمعة نحو 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، و75% من التجارة الدولية؛ وفق بيانات الموقع الإلكتروني للمجموعة.

كما تشكل الدول الأعضاء ثلثي سكان العالم وتغطي نصف مساحة الأرض.

اعتبارًا من عام 2021، تتألف المجموعة من 20 دولة عضو هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة. كما تُعد إسبانيا ضيفًا دائمًا في المجموعة.

تعتبر مجموعة العشرين منتدى للتعاون الاقتصادي الدولي، حيث تهدف إلى مناقشة القضايا الاقتصادية العالمية.

ومن أبرز مهام المجموعة تنسيق السياسات الاقتصادية بين الدول الأعضاء لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام، إلى جانب تعزيز النظام المالي العالمي لتقليل المخاطر ومنع الأزمات المالية، بالإضافة إلى العمل على إنشاء هيكل مالي جديد.  

وتوسعت القضايا التي يناقشها زعماء مجموعة العشرين في السنوات الأخيرة لتشمل مواضيع تتجاوز الاقتصاد، مثل تغير المناخ، والطاقة المستدامة، وإعفاء الدول من الديون الدولية، وفرض الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات.

وكل عام، تتولى دولة عضوة في مجموعة العشرين رئاسة القمة وتحدد جدول أعمال الاجتماعات.

في قمتي 2008 و2009، خلال الأزمة المالية العالمية، اتفق زعماء مجموعة العشرين على مجموعة من التدابير الهادفة إلى إنقاذ النظام الاقتصادي العالمي.

ومع ذلك، يرى بعض المنتقدين أن القمم اللاحقة لم تحقق نفس النجاح، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة للتوترات بين القوى العالمية المتنافسة. 

ورغم ذلك، أثبتت الاجتماعات الثنائية خلال القمة في كثير من الأحيان أنها كانت مثمرة. وعلى سبيل المثال، في قمة 2019 في أوساكا، اتفق الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ على استئناف المحادثات لحل نزاع تجاري كبير بين البلدين.