تمويل المناخ وضرائب الأثرياء.. تحديات حاسمة على طاولة مجموعة العشرين

سعى دبلوماسيون من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، أمس السبت، لتجاوز عقبات بشأن توفير تمويل للمناخ ومناقشة آليات فرض ضرائب على الأثرياء.

الدبلوماسيون ناقشوا أيضاً معالجة حرب أوكرانيا، وذلك خلال التفاوض على بيان مشترك قبل قمة قادتهم، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر لم تسمها.

تأتي قمة المجموعة في ريو دي جانيرو البرازيلية، يومي الإثنين والثلاثاء، في الوقت الذي تدخل فيه محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP29 في أذربيجان أسبوعها الثاني، حيث يناقش المفاوضون هدفاً جديداً لحجم الأموال التي ستقدمها الدول الأكثر ثراءً لمواجهة تغير المناخ.

عبر مسؤولون من الأمم المتحدة ومندوبون آخرون في باكو عن أملهم في أن تساعد رسالة قوية من زعماء مجموعة العشرين في توفير الزخم السياسي لإبرام اتفاق في COP29 بشأن تمويل المناخ.

وكانت دولة الإمارات قد مهدت الطريق لتمويل المناخ خلال رئاستها لقمة العام الماضي COP28، لتكلل جهودها بإطلاق "اتفاق الإمارات".

وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، إن "اتفاق الإمارات" التاريخي أصبح إنجازاً ملموساً، رغم أنه بدا مستحيلاً لكثيرين، وأنه تحقق من خلال جهود كافة المفاوضين في "COP28" الذين أثبتوا كفاءتهم وتميزهم وقدرتهم على إحداث نقلة نوعية عبر العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف، ونجحوا في تغليب العزم والإصرار على الشكوك والمخاوف ليتمكنوا من تحقيق العديد من الإنجازات العالمية الرائدة وإحراز تقدم استثنائي في العمل المناخي.

مع ذلك، قال أربعة دبلوماسيين يشاركون في المحادثات في ريو إنهم وصلوا إلى نقطة معتادة؛ وهي أن الدول المتقدمة تريد من بعض الدول النامية المساهمة في التمويل لمعالجة ارتفاع درجة حرارة الأرض لكن العالم النامي يقول إن الأمر متروك لأغنى دول العالم لسداد الفاتورة.

أيضا تمثل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة تحديا، لا سيما وأن ترامب قد يستعد مرة أخرى لسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

اصطدمت أيضاً قضية فرض ضرائب على الثروات الكبيرة بحجر عثرة، وهو اقتراح يهتم به الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، مُضيف قمة مجموعة العشرين.

وفي تغيير في اللحظة الأخيرة، رفضت الأرجنتين التوقيع على إدراج الاقتراح في البيان الختامي.

جاءت معارضة الأرجنتين القوية لفرض ضرائب على الأثرياء بعد زيارة رئيسها الليبرالي اليميني خافيير ميلي للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في منتجعه مار الاجو في فلوريدا، ما جعله أول رئيس أجنبي يزور ترامب بعد فوزه في انتخابات الرئاسة.

كان التعامل مع الحرب في أوكرانيا قضية شائكة أيضا بالنسبة لمجموعة العشرين منذ عام 2022، وقد زادت الحرب في غزة من الانقسامات الجيوسياسية بين المجموعة.

وحاول دبلوماسيون من مجموعة العشرين الذين يقودون المحادثات في ريو تجنب مناقشة الحربين في اجتماعات تحضيرية سابقة على مدار العام، ويقولون الآن إنهم يخططون لقصر أي نص على فقرة عامة تستند إلى مبادئ الأمم المتحدة والحاجة إلى احترام السلام، تليها فقرة عن أوكرانيا وأخرى عن فلسطين.