أبرز المعلومات عن سور جدة وبواباته التاريخية

بُنيت منطقة جدة التاريخية على أرض ساحلية جذابة، جعلتها مركزاً بشرياً يضم العديد من الثقافات عبر السنين؛ لتكشف لك هذه المنطقة الستار عن تراث إنساني، قاومت أسواره العوامل التاريخية بثماني بوابات عُرفت بقصصها التاريخية، إلى جانب أكثر من 10 بيوت أثرية يُشاد بتصاميمها المميزة وأسماء أسرها العريقة، تتألف جدة التاريخية من أحياء جدة داخل السور القديم والبوابات والحارات والمساجد والبيوت والأسواق والمباني والمقرات الحكومية والبراحات والمعالم والميادين والمتاحف الشخصية والمساجد التاريخية، وهي ضمن ستة مواقع سعودية أثرية مسجلة في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي.. ( 7 مواقع سعودية مسجلة ضمن قائمة اليونسكو)
وفي ظل احتضان مدينة جدة هذا العام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدورته الرابعة لعام 2024 خلال الفترة من 5 إلى 14 ديسمبر 2024  في مقر المهرجان الجديد والنابض بالحياة في "البلد" في قلب جدة الثقافي والتاريخي "جدة التاريخية"، إحدى المناطق المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، لنتعرف عليها في الآتي.

عند وصولك ستلحظ أن لمنطقة جدة التاريخية أبواباً عدة، فقد أحاط حارات جدة قديماً سور بثمانية أبواب، سور بُني في إطار تحصينها وحمايتها من السفن البرتغالية الحربية، وكانت تغلق قبيل الليل لحمايتهم وتأمين أسواقهم، ولكل جهة تقريباً باب، أشهرها من الشرق: "باب جديد"، حيث بُني هذا الباب بداية الأربعينات الميلادية في العهد السعودي ويعتبر آخر الأبواب لهذا السور، يليه في الأهمية "باب مكة" من الجهة الشرقية المقابلة لسوق البدو، ويعد محصناً لأسواقهم وحلقات بيعهم ومعبراً أيضاً، ثم "باب شريف" من المنطقة الجنوبية؛ إذ يستخدمه أهالي هذه الحارات كثيراً للتنزه والزيارات للأسواق الخارجية، مثل: "حراج العصر" واليوم تحول لسوق كبير شعبي.

أحاط بمنطقة جدة التاريخية سور بني للمرة الأولى في القرن العاشر الهجري، حيث أمر ببنائه السلطان أبو النصر قانصوه الغوري، آخر سلاطين المماليك البرجية في مصر عام 917هـ/1509م، كلّف ببنائه أحد قادته، وأحد أمراء المماليك في حملته حينها وهو حسين الكردي في إطار تحصينها ولحمايتها من غارات الغزاة البرتغاليين في سعيهم إلى السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر فشرع بتحصينه من خلال تزويده بالقلاع والأبراج والمدافع، كما عمل على إحاطة السور من الخارج بخندق زيادة في تحصين المدينة من الهجمات المعادية، وجعل له بابين: الأول من جهة البحر، والثاني من جهة مكة، وهو ما يعرف الآن "بباب مكة، وكانت هذه البوابات تقفل عند العشاء وتفتح عند الفجر.

بُني سور جدة التاريخية بمساعدة أهالي جدة، وكان السور يتألف من سبع بوابات بنيت على مراحل وفق الضرورة، وهي: باب مكة، وباب شريف، وباب الصبة ويسمى أيضاً "باب البنط"، وباب المغاربة، وباب صريف، وباب النافعة، وباب المدينة، ثم أضيف في بداية العهد السعودي باب ثامن سُمي بباب جديد، ويقع على الجانب الشمالي من سور جدة التاريخية، كما يشتمل السور على ستة أبراج كل برج منها محيطه 16 ذراعاً، وفي أوائل القرن الحالي أضيف بابان جديدان، وفي العام 1947م تمت إزالة السور وذلك لدخوله في منطقة العمران، واشتهر سور جدة القديم الذي يبلغ طوله نحو 2.5 كيلو متر، وارتفاعه زهاء أربعة أمتار، بأضلاعه الخماسية.
قد ترغبون في التعرف إلى: أبرز المهرجانات الثقافية بالسعودية.. دورها ومواعيدها

وتتكون بوابات السور الشمالي من:

وهو أول أبواب السور الشمالي لجدة، ويقع شمال حديقة مقر القائم مقام في حارة الشام المواجهة لبيت باجنيد من جهة الشرق، ويفصل بين الحديقة والبوابة شارع عريض أصبح فيما بعد جزءاً من شارع الملك عبدالعزيز الدائري، وكانت تستخدم البوابة لعدة أغراض، منها: الوصول إلى (القشلة)، وهي الثكنة العسكرية القائمة حتى يومنا هذا، ويستخدمها المسافرون إلى المدينة المنورة والقادمون منها، وكذلك للمسافرين إلى مكة المكرمة والقادمين منها، كما كان يستخدم لمرور العربات المحملة بالحجارة المستخرجة من المناقب الواقعة شمال مدينة جدة، والطين المستخرج من بحر الطين أو ما أصبح يُعرف ببحيرة الأربعين، والمستخدم في بناء بيوت جدة في ذلك الوقت.

يقع في السور الشمالي أيضاً، إحدى بوابات السور الشمالي وآخر البوابات التي بُنيت على السور، و بني في مطلع العهد السعودي ما بين نهاية الثلاثينيات أو بداية الأربعينيات الميلادية، وتعد آخر البوابات التي تم بناؤها على السور شرق بوابة المدينة.

بوابة جدة من ناحية الشرق، وتعد بوابة جدة الشرقية، وتقع أمام سوق البدو، وتؤدي إلى أسواق الحراج والحلقات الواقعة خارج السور، كما تُعدُّ معبراً للجنائز المتجهة إلى مقبرة الأسد الواقعة خارج السور.

بوابة جدة في السور الجنوبي، وتقع أمام برحة العقيلي، وتؤدي البوابة من الخارج إلى حراج العصر، إذ يقصدها الأهالي للخروج من الأسوار للتبضع، كما تُفضي البوابة إلى منطقة يقال لها "قوز" أو الهَملة (بفتح الهاء وتسكين الميم)، وهي تبة مرتفعة والذي كان متنفساً لأهالي جدة، خاصة كبار السن منهم، وتطل على منظر بديع لبرحة باب شريف وحراج العصر، كما أنها كانت معبراً يربط بعض أحياء جدة بالبلد كأحياء بيشة وبرة وغيرهما.
وإذا تابعت الرابط التالي ستعرفين أنه بعد انتهاء برنامج جدة التاريخية من ترميم وإعادة تأهيل بيت الكٌتاب.. تحتضن المنطقة مقهى ومتجر إرث التابع لهيئة فنون الطهي

يتكون السور الغربي من عدة بوابات هي:

وفي السور الغربي، يقع هذا الباب جنوب برج المحمل المواجه لمركز المحمل التجاري على شارع الملك عبدالعزيز، حيث كان معبراً للعاملين في البنط والبحر من سكان حارتي البحر واليمن، ويعرف أيضاً باسم "باب الفرضة"، وهو أولى البوابات الرئيسية في هذا السور من ناحية الجنوب.

ثاني بوابات السور الغربية ومن أهمها، وهو مدخل سوق البنط الواقع في برحة مسجد عكاش من ناحية ساحة البنط غرباً، ولقد سمي باب الصبة لأنه كانت تصب عنده الحبوب المستوردة حيث تتم تنقيتها ووضعها في أكياس ثم وزنها بواسطة القباني تمهيداً لنقلها إلى مستودعات التجار، ولقد اكتسب هذا الباب أهمية كبرى قديماً، إذ كان محاطاً بعدة إدارات حكومية هامة مثل (البلدية) شمالاً وإدارتي البريد والبرق ومخفر للشرطة جنوباً منه والمحكمة.

الواقع جنوب عمارة الجفالي مباشرة على شارع الملك عبد العزيز حالياً، وهو البوابة الثالثة في السور الغربي لجدة، وكان هذا الباب قبل فتح الجزء الغربي لشارع الملك عبد العزيز في منتصف أربعينيات القرن الميلادي الماضي هو المخرج الوحيد للحجاج القادمين عن طريق البحر للتوجه إلى كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر باب المدينة.

وهو باب فرعي في السور الغربي، عُرف أيضاً باسم (باب الأربعين)، إلا أن سبب تسميته بهذين الاسمين لازال مجهولاً حتى الآن ويقع بين مبنى فندق البحر الأحمر وعمارة الصالحية (الفيصلية) حالياً.
ويمكنك من الرابط التالي التعرف إلى: أهم أسواق ومطاعم منطقة جدة التاريخية