أهم كتب الخيال العلمي التي توقعت المستقبل

الخيال العلمي هو نوع من الأدب يصوّر علماً وتكنولوجيا حقيقية أو متخيلة، وهو نوع من الأدب التأملي الذي يحتوي علي عناصر متخيلة غير موجودة في العالم الحقيقي، وهو يحدث في المستقبل، ويمنحنا الخيال العلمي مكانًا للتفكير في المستقبل الذي نريده، والمستقبل الذي لا نريده، بأمثلة واقعية لخيالات علمية كتب عنها في الألفية الأولى، وتحققت في الألفية الثانية، فالأفكار والمخترعات التي كتب عنها العلماء وذكرت في الكتب التاريخية، لتتحقق اليوم في عالمنا، فروايات الخيال العلمي تلهمنا حباً جديداً للعلم وتزيد من شغفنا.

A post shared by مشوق - Moshawiq (@moshawiq_)

كتب المخترع والروائي الأمريكي (مورجان روبرتسون) رواية حطام سفينة التيتان: أو "العبث" في عام 1898، وفيها روى قصة سفينة سياحية تغرق في شمال الأطلسي بعد إصطدامها بجبل جليدي، وبعد 14 عامًا بالضبط، غرقت سفينة تيتانيك في نفس المكان وبنفس الطريقة، وفي الرواية، كان اسم السفينة تيتان وكانت، مثل تيتانيك، توصف بأنها أكبر سفينة تطفو البحار في ذلك الوقت، كان حجم وطول وسرعة كلتا السفينتين متشابهتين في القصة، أُطلق على تيتان لقب "غير القابلة للغرق"، لكنها غرقت، كذلك، في إحدى ليالي شهر نيسان الباردة. وكان لدى كل من عابرتي المحيطات هاتين نقص كبير في قوارب النجاة.

وهي إحدى روايات الخيال العلمي المدهشة فقد كُتبت قبل إجراء أول تجارب صنع القنبلة الذرية بحوالي 30 عاماً، الأكثر من ذلك أن ويلز تنبأ بأن آثار هذه القنابل سوف تؤدي إلى مشاكل صحية، وهو الأمرالذي لم ينتبه له صانعو القنبلة الذرية واكتُشف بعد استخدامها، وتُعد الرواية من أهم روايات الخيال العلمي في التاريخ الحديث، فقد تنبأت منذ أكثر من قرن بالقفزات العلمية التي ستحققها البشرية. كان ويلز عبقريًا ذا بصيرة، كما برهنت أعماله الكثيرة الأخرى، إلا أن هذا الكتاب كان أحد أفضل كتبه، فقد تنبأ بالحروب الذرية قبل عدة عقود من بداية أي أبحاث في المجال، ووصف التفاعل التسلسلي والإشعاعات الناتجة عنها؛ وأسهب في وصف سلاحٍ ذي قوة تدميرية هائلة، يلقى من السماء ليقضي على كل شيء على مساحة عدة كيلومترات؛ ليس ذلك فحسب، بل إن هذه الرواية هي التي أطلقت اسم "القنبلة الذرية" لأول مرة على هذا السلاح الجديد، وهذه الرواية كانت على أقل تقدير جزءًا من الإلهام لتطوير الأسلحة الذرية، بالإضافة إلى عرض العديد من الأفكار العلمية والثورية الأخرى التي تحققت مع الزمن.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى: الثقافة العلمية ومصادرها

الرواية من الخيال العلمي، قام بتأليفها الكاتب الفرنسى جول فيرن فى عام 1865، وفقاً لقصة الكاتب من الأرض إلي القمر، نجد أن أول رحلة إلى القمر انطلقت من فلوريدا، وكان الطاقم يتكون من ثلاثة أشخاص، وقد كانوا يستقلون كبسولة مصنوعة من الألومينيوم، وعادوا إلى الأرض عن طريق الهبوط في المحيط الهادي كل هذه التفاصيل تكررت بحذافيرها بعد مائة عام، فقبل صعود أمريكا إلى سطح القمر بنحو قرن، كتب أديب الخيال العلمي الفرنسى جول فيرن رواية شهيرة بعنوان "من الأرض إلى القمر" تخيل فيها الرحلة الحقيقية قبل حدوثها بـ113 عاما، ومن المثير للإندهاش أن الرواية توقعت الكثير من الأحداث الحقيقية بالأرقام، ما جعل العلماء يشيدون بعبقرية مؤلفها الذى تخطى الزمن بخياله ليعرف ما سيحدث.

في عام 1968 قدم كاتب الخيال العلمي المرموق آرثر سي كلارك وصفا للجرائد الرقمية في روايته أوديسا الفضاء2001، في مجرد فقرة واحدة، قدم كلارك وصفًا تفصيليًا للجرائد الرقمية تمامًا كما نعرفها اليوم، ويعتبر الكاتب من أهم وأبرز كُتاب روايات الخيال العلمي الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، والرواية هي من أهم وأبرز الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تم ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على نشرها سنة 1968م، ولقد تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول مجموعة من المواضيع ومن أبرزها مخاطر التكنولوجيا، والتي بدورها بينت الجانبين الإيجابي والسلبي، كما تناولت موضوع المخاطر التي تتبع الحرب النووية، بالإضافة إلى المخاطر التي تتعلق بالإشعاع الذري والأسلحة النووية وكيفية اختبار قوتها ومدى تأثيرها على كوكب الأرض، كما تناولت الرواية موضوع استكشاف الفضاء والذكاء الإصطناعي، بالإضافة إلى التجهيزات التي تتم من أجل السفر إلى الفضاء.
 

في روايته 20 ألف فرسخ تحت الماء، يصف لنا جول جيرن عملية الغوص بمعدات، عن طريق ارتداء بدلة غوص خاصة متصلة بأنبوب هوائي يمتد لسفينة طافية بالأعلى، بشكل يمكّن الغواص من التنفس على مسافات كبيرة تحت الماء، ويبدو نظام جول جيرن للغطس شديد الشبه بما يحدث في عالم اليوم، ورواية "عشرون ألف فرسخ تحت الماء" مثال رائع للخيال الخصب الخلاق، حيث تختفي السفن في عرض البحار أو تتحطم دون سبب معروف، حين يتبين وجود وحش بحري لا مثيل له وراء هذا الاختفاء، و الروائي جول جيرن أكثر كاتب ترجمت رواياته في العالم في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ومازالت رواياته يعاد ترجمتها مرات ومرات إلى كل اللغات الحية حتى الآن.
ونحو المزيد يمكنك التعرف على أدب الخيال العلمي: ماهيته وكيف تنبّأ ببعض الاختراعات