البداية من ترامب.. «جيف بيزوس» يتحدى «سبيس إكس» بـ20 مليار دولار

من المتوقع أن يلتقي جيف بيزوس، الذي كان هدفا لهجمات دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى، الرئيس المنتخب الأسبوع المقبل.

ويحتاج مؤسس شركة أمازون إلى مساعدة الإدارة الجديدة في سباق الفضاء ضد الملياردير إيلون ماسك.

وتعتزم "أمازون" التبرع بمليون دولار لصندوق حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ضمن مساعي شركات التكنولوجيا لبناء علاقات إيجابية مع الإدارة الجديدة.

أمازون لديها مشروعها الخاص لخدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية " كويبر"، الذي ينافس ستارلينك التي يمتلكها ماسك.

ولو سارت الأمور وفقا للخطة، لكان مشروع كويبر يقدم خدماته التجريبية الآن.

بدلاً من ذلك تأخر كويبر عن الجدول الزمني، فيما تواجه أمازون احتمال إدارة جديدة للبيت الأبيض تميل إلى سبيس إكس، شركة ماسك.

تم تأجيل إطلاق أقمار كويبر الاصطناعية مرتين في عام 2024، كان آخرها من قبل شركة United Launch Alliance المصنعة للصواريخ، التي قالت إنها في حاجة إلى إعطاء الأولوية لبعثات قوات الفضاء الأمريكية قبل نهاية العام.

ولا يزال الجدول الزمني غير مؤكد، وأكد متحدث باسم شركة ULA -مشروع مشترك بين شركة بوينغ ولوكهيد مارتن- أن الشركة لن تكمل عمليات إطلاق قوة الفضاء هذا العام لأنها تحقق في حادث وقع خلال مهمة في أكتوبر/تشرين الأول.

في الوقت نفسه ترتفع تكاليف كويبر إلى ما يصل إلى 20 مليار دولار، مقارنةً بالحد الذي تعهدت به أمازون في البداية عند 10 مليارات دولار، وفقاً لتقرير صادر عن شركة كويلتي سبيس، الذي قال إن الشركة العملاقة التي تتخذ من سياتل مقراً لها ستحتاج إلى "معجزة" للوفاء بالموعد النهائي الذي حددته الحكومة لتشغيل أكثر من 1600 قمر اصطناعي بحلول منتصف عام 2026.

خلال ولايته الرئاسية الأولى انتقد ترامب تغطية صحيفة "واشنطن بوست" المملوكة لبيزوس لإدارته، وردّت أمازون بدعوى قضائية تزعم أن ترامب أمر البنتاغون "بإفساد أمازون".

مؤخرا، اتبع بيزوس نهجا تصالحيا، وهنأ ترامب بالفوز في منشور نادر على موقع X.

وخلال ظهوره في قمة نيويورك تايمز ديل بوك مطلع الشهر الجاري، قال بيزوس إنه "متفائل جدا" بشأن عودة ترامب إلى البيت الأبيض. أضاف "ما رأيته حتى الآن هو أنه أكثر هدوءا مما كان عليه في المرة الأولى وأكثر ثقة واستقرارا".

وعلى عكس سبيس إكس، لا تمتلك أمازون صواريخها الخاصة لإطلاق الأقمار الاصطناعية، وستكون رحلتها الأولى على متن صاروخ أطلس V التابع لشركة ULA، كجزء من صفقة إطلاق تسعة صواريخ، التي تم الإعلان عنها في عام 2021.

بعد ذلك بعام، قالت أمازون إنها ستستخدم صواريخ جديدة من ULA، والمزود الأوروبي Arianespace وشركة Blue Origin LLC الناشئة الممولة من بيزوس لما يصل إلى 83 مهمة.

يقول كاليب هنري، مدير الأبحاث في شركة كويلتي سبيس: "تعتمد كويبر على ثلاث مركبات إطلاق جديدة تماماً، ولكي تدخل أمازون في الخدمة بأسرع ما يمكن فإنها تحتاج إلى جميع مزودي الإطلاق لزيادة عمليات الإطلاق المنتظمة بمعدل أسرع".

مع تأجيل مهمتين حتى العام المقبل لم تذكر ULA متى ستطلق أقمار أمازون، وقالت إن الأولوية لرحلات قوة الفضاء بسبب الأمن القومي.

تهدف أمازون إلى إطلاق الأقمار الاصطناعية في أوائل العام الجديد وبدء الخدمة بحلول نهاية عام 2025، وفقا لمتحدث باسم الشركة. وقالت أمازون إنها تتوقع زيادة نشر الأقمار الاصطناعية بعد المهمة الأولى والوصول إلى خدمة العملاء في عام 2025.

ووفقا لكريس موني المحلل في وكالة ستاندرد آند بورز فإن كويبر لديها القدرة على المنافسة.

وقال "لديك مالِك ذو أموال طائلة، وثقافة الوصول مباشرة إلى العميل".

أضاف أن ستارلينك لا تستطيع وحدها خدمة هذا السوق بأكمله، وهناك مساحة لكل من أمازون وكويبر.

مع ذلك، فإن الجدول الزمني المضغوط للإطلاق يمنح أمازون القليل من الوقت للوفاء بالموعد النهائي للجنة الاتصالات الفيدرالية لتشغيل نصف أسطول كويبر الذي يضم أكثر من 3230 قمراً اصطناعياً بحلول يوليو/تموز 2026. وبحلول ذلك الوقت من المرجح أن يكون لدى اللجنة المكونة من خمسة أعضاء، التي لديها سلطة تمديد هذا الجدول الزمني أو تعديل تصريح كويبر للعمل، أغلبية جمهورية.

قال كبير محللي بلومبرغ إنتليغنس جون ديفيز إن الحصول على تنازل من لجنة الاتصالات الفيدرالية لن يكون صعبا، وأضاف "تاريخيا.. كان المنظمون متساهلين جدا بشأن هذا الأمر عندما لا تكون هناك أي عوامل خارجية".