|
عربي ودولي
ترامب وبوتين في شوط ثان.. مباراة «العمالقة» على مستقبل النفوذ العالمي
مع مطلع العام 2025 سيتولى الرئيس الأمريكي المنتخب رئاسة الولايات المتحدة لولاية ثانية، ليكون العالم على موعد مع شوط ثان من مباراة «العمالقة» بين دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ففي أحد أركان الملعب سيكون الرئيس الأمريكي، المتعطش لاتفاق سلام في أوكرانيا من شأنه أن يجعله يبدو وكأنه صانع سلام عالمي، فيما سيكون في الزاوية الأخرى، نظيره الروسي فلاديمير بوتن، الذي يأمل في إغراء ترامب بإنشاء نظام عالمي جديد قائم على المعاملات التجارية دون قواعد. وتقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن بوتين يسعى إلى إبرام صفقة كبرى بشأن الأمن الأوروبي من شأنها أن تترك أوكرانيا تحت قبضته، وتضعف حلف شمال الأطلسي، وتعزز مكانة روسيا كقوة عالمية.
وقبل أي محادثات، يقوم الكرملين بتقييم رسائل ترامب وطموحاته ونقاط ضعفه بعناية، مع الحفاظ على الحذر من عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته. وتشمل نقاط ضعف ترامب، وفقًا للمحللين الروس، السذاجة الجيوسياسية، وقصر فترة الانتباه، والميل إلى الاعتماد على الحدس وليس العقل.
وقال كونستانتين ريمتشوكوف، رئيس تحرير صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا: «أعتقد أن ترامب يلتزم الصمت عمدًا لأنه لا يعرف. لقد شاهدنا حملته. إنه ليس مفكرًا عميقًا في الأمور الجيوسياسية». وستكون القضية الأكبر بين الرجلين هي الصراع في أوكرانيا، الذي وعد ترامب بإنهائه خلال 24 ساعة.
لكن بوتين وضع شروطا صارمة لأي اتفاق، بما في ذلك إبقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي بشكل دائم، وخفض قوتها العسكرية بشكل كبير، والتمسك بالأراضي الأوكرانية.
ويرى المحللون أن الأمل ضئيل في التوصل إلى اتفاق سلام، نظرا لموقف بوتين، محذرين ترامب من الظهور بمظهر الضعيف إذا أعطى الكثير لروسيا.
ويقول جوشوا هومينسكي، نائب الرئيس الأول في مركز دراسات الرئاسة والكونغرس: «إن ترامب، مثل أي زعيم عالمي، يريد التفاوض من موقف القوة. فهو لا يريد أن يُنظر إليه على أنه ضعيف ولا يريد أن يُنظر إليه على أنه خاضع لبوتين».
لكن حتى الآن، لا تشير الإشارات المتبادلة بين بوتين وترامب بشكل مباشر إلى بداية عصر جديد من العلاقات الدافئة. فقد حذر بوتين الشهر الماضي من أن ترامب "ليس آمنًا"، في إشارة واضحة إلى اغتياله المحتمل: "لسوء الحظ، حدثت حوادث مختلفة في تاريخ الولايات المتحدة"، كما قال.
وفي الوقت نفسه، أعلن ترامب بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، أن روسيا أصبحت في «حالة ضعف» بسبب الحرب الأوكرانية والاقتصاد المتعثر، مضيفًا: «هذا هو وقته للتحرك»، مطالبا بوتن بالمضي قدما في وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإجراء محادثات السلام.
ومع ذلك، فإن هناك العديد من الأماكن التي يتفق فيها الرجلان، فبوتين لا يتسامح مع الليبرالية الغربية ــ الزعماء الأجانب الذين يتحدثون عن القيم العالمية مثل حقوق الإنسان.
وقال ريمتشوكوف «إن هذا النهج القائم على القيم شكل أكثر ما يكرهه بوتين، وهو النظام القائم على القواعد. ويبدو أن ترامب في هذا الصدد شخص لا يهتم بالقيم، ولا يهتم بالأيديولوجية، ولا يوعظ أو يوبخ بشأن أي من هذه القضايا. يقول ترامب، لا يهمني ما تفعله داخليًا».
وبعد أيام من فوز ترامب، قال بوتين إن نظامًا جديد أصبح على وشك الظهور، مضيفا: «أمام أعيننا مباشرة، ينشأ نظام عالمي جديد تماما، لا يشبه أي شيء رأيناه من قبل، هناك صراع شرس لا هوادة فيه لتشكيل النظام الجديد».
وقال الكاتب الروسي البارز ميخائيل زيغار، المقيم في الولايات المتحدة والذي أدين في روسيا في يوليو/تموز بسبب انتقاداته للحرب، إن بوتين بدا وكأنه يخاطب ترامب بشكل مباشر عندما قال إن الغرب عاجلاً أم آجلاً سوف يفهم الحاجة إلى «نهج عملي ورصين، يرتكز على تقييم قاسٍ إلى حد ما، وساخر في بعض الأحيان، ولكن عقلاني للأحداث وقدراته الخاصة».
وقال بوتن الذي استخدم بعد يومين صاروخا متوسط المدى جديدا يسمى أوريشنيك ضد أوكرانيا: «القوة تصنع الحق، وهذا المبدأ يعمل أيضا. يتعين على الدول الدفاع عن مصالحها عسكريا، وتأكيدها بأي وسيلة ضرورية». ومنذ ذلك الحين هدد باستخدام الصواريخ لتدمير مراكز صنع القرار السياسي والعسكري في كييف.
وقد اختار ترامب، بصفته مبعوثه إلى أوكرانيا، الفريق المتقاعد كيث كيلوج، الذي زعم أن نهج ترامب التعاملي في ولايته الأولى سمح له «بتخفيف التوترات مع بوتين مع الوقوف بثبات على المصالح الأمنية الأمريكية».
وفي الوقت الذي يستعد فيه بوتين وترامب لمباراة الملاكمة، فإن الزعيم الروسي يعاني من قيود زمنية تتعلق بمدى قدرة اقتصاد موسكو الذي يعاني من العقوبات على الصمود في وجه الحرب، لكنه يراهن على أن الأمر سيستغرق وقتا أطول مما تستطيع أوكرانيا الصمود فيه ــ وخاصة إذا كانت تسليمات الأسلحة الغربية سوف تنخفض تحت حكم ترامب، كما تعتقد موسكو.
وفي مقابلة، قالت تاتيانا ستانوفايا، وهي زميلة بارزة في مركز كارنيغي روسيا وأوراسيا، إن «بوتين يعتمد على أن يكون قادرا على اتخاذ قرار مع ترامب»، مضيفة أن بوتين يأمل في «أن يكون قادرا على إقناع ترامب بأن الحرب يجب أن تنتهي - بشروط [بوتين] بالطبع».
وأضافت «إذا لم تنجح هذه الخطة، فسوف يستمر في القتال كما كان من قبل. وهو يعتمد على عدم قدرة أوكرانيا على المقاومة لفترة طويلة».
وقال أكاديمي روسي مقرب من كبار الدبلوماسيين الروس إنه لا يوجد مزاج للتسوية في الكرملين، حيث تتقدم قواته بشكل مطرد في شرق أوكرانيا ولا يتوقع أحد انهيارًا اقتصاديًا.
وقال المسؤول، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن «روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات، ولكن من موقع القوة وليس الضعف».
وتشير تصريحات ترامب حول قدرته على إبرام الاتفاق بسرعة إلى نفاد صبره، لذلك يصر المسؤولون في موسكو على أن الاتفاق يجب أن يعالج «الأسباب الجذرية» للحرب، مما يشير إلى أنهم سوف يغرقون المحادثات في مفاوضات طويلة ومعقدة حول اتفاقية أمنية أوروبية أوسع نطاقا.
وقد عبر أحد رجال الأعمال المحافظين المقربين من الكرملين، كونستانتين مالوفييف، عن رغبة بوتين في التوصل إلى صفقة كبرى بشأن البنية الأمنية الأوروبية، حيث حذر في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز هذا الشهر من أن بوتين سيرفض أي صفقة يبرمها ترامب ما لم تتضمن ليس فقط أوكرانيا بل أوروبا والعالم.
وقال الأكاديمي الروسي إن موسكو قد تقترح أنها مستعدة لأن تكون «مرنة» بشأن بعض مطالبها الإقليمية في أوكرانيا مقابل التنازلات بشأن التركيبة المستقبلية للهيكل الأمني في أوروبا، ما يعني في الأساس عقد قمة بين ترامب وبوتين يتفقان فيها على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، مع ضمان تفوق روسيا على أوكرانيا وجورجيا وغيرهما من جيران الاتحاد السوفييتي السابقين غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. ومن شأن هذا أن يكبح جماح حلف شمال الأطلسي ويهدد أمن أوروبا.
وقال دبلوماسي أمريكي كبير سابق وخبير في الشؤون الروسية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته للالتزام بقواعد مؤسسة الفكر الأمريكية التي يعمل بها: «آمل ألا يقع ترامب في هذا الفخ لأن الأوروبيين سيعترضون عليه وأعتقد أن الأوكرانيين سيعترضون عليه أيضا». وأضاف أن بوتين «كان يرغب دائما في فرض نوع من السلام بين الولايات المتحدة وروسيا في هذا الشأن».
مشاهدة ترامب وبوتين في شوط ثان.. مباراة «العمالقة» على مستقبل النفوذ العالمي
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ترامب وبوتين في شوط ثان.. مباراة «العمالقة» على مستقبل النفوذ العالمي قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.