رئيس المخابرات الفلسطينية يهاجم حماس ويدافع عن «عملية جنين»

هاجم رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، السبت، ضمنا حركة "حماس" في دفاعه عن العملية الأمنية في جنين في شمالي الضفة الغربية.

ووجه فرج، خلال زيارة وفد عشائري من بيت لحم إلى جنين، انتقادات حادة إلى قادة حركة "حماس"، دون أن يسميهم، معتبرا إنهم اختاروا أن يوصفوا بالأبطال على حساب إبادة الفلسطينيين من غزة.

وهذه هي من المرات الفريدة التي يوجه فيها مسؤول فلسطيني انتقادات إلى حركة "حماس" إثر هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 على غلاف قطاع غزة.

ويبدو أن اللواء فرج، الذي لم يتحدث علنا إلا في مرات قليلة جدا، وجد نفسه مجبورا على التحدث لصالح العملية الأمنية الفلسطينية في جنين التي ينقسم الفلسطينيون بشأنها بين مؤيد ومعارض.

وبدأت العملية قبل أكثر من أسبوعين وهي تجد تأييدا من قبل حركة "فتح"، التي يقودها الرئيس محمود عباس، ومعارضة من قبل العديد من الفلسطينيين كما يتم التعبير عنها في تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقول السلطة الفلسطينية إنها تريد إنهاء ظاهرة "الفلتان الأمني" و"الخارجين عن القانون" في مدينة جنين ومخيمها ولكن الكثير من الفلسطينيين يصفونهم بـ"المسلحين".

وتعرض مخيم جنين على مدى السنوات الأخيرة للعديد من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي لم تنجح في إنهاء ظاهرة المسلحين الفلسطينيين.

غير أن السلطة الفلسطينية تقول إن هؤلاء المسلحين يعملون من أجل "أجندة إيرانية" بما يهدد بمصير مشابه لما حدث في قطاع غزة في الضفة الغربية.

وقال فرج، في كلمته التي تابعتها "العين الإخبارية": "إن غزة هي الوجع والجرح النازف الذي سنتوارثه جيل بعد جيل، ففي حياتنا كلنا لا بثقافتنا ولا بأخلاقنا ولا في دينا سمعنا عن إبادة كما يحدث الآن في غزة".

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية اتخذت قرارا بأن بقاء الفلسطيني على أرضه هو الأهم حتى وإن كان ذلك لا يرضي كل الناس.

وقال: "اتخذنا هذا القرار بوجع غزة وبوجع الضفة وبوجع الشتات، اتخذنا قرارا لا نخجل منه".

وأضاف في إشارة إلى منع تكرار نكبة عام 1948: "نتحمل بطش الاحتلال والجوع والقهر ولكن لا نتحمل أن نرمى في الصحاري كما تم تشريدنا بعد حرب 1948، لا نحتمل أن نرى شعبنا يكرر التجربة (..)، إن غزة جرح والضفة جرح والقدس جرح وغير قادرين على أن نحمي غزة، ولم نتمكن نحن جميعا من أن نحمي غزة".

وألمح إلى أن قادة حركة "حماس" فضلوا أن يوصفوا بالقادة على حساب ما جرى لاحقا في قطاع غزة.

وقال: "كان يمكننا نحن هنا في الضفة أن نقول أننا نريد أن نكون قادة، ولكن على حساب دمكم جميعا، وعلى حساب أرضنا وأطفالنا وبدلا من التفكير في أبنائنا بالمدارس نبحث عن غطاء لستر عورتنا فيها".

وفي إشارة إلى إيران على ما يبدو، فقد ذكر فرج أن ما جرى في غزة ويجري في جنين هو بأجندة "غير فلسطينية".

وقال: "كلنا عجزنا بسبب أجندة ليست فلسطينية وغير فلسطينية، لا يوجد فلسطيني يبيد شعبه من أجل أن يكون قائدا، فالقائد يموت من أجل شعبه مثلما فعل أبناء الأجهزة الأمنية على الأقل في الأيام الأخيرة".

كما ألمح إلى بعض من قادة "حماس" المتواجدين خارج الأراضي الفلسطينية.

وقال إن الرئيس الفلسطيني الراحل: "أبو عمار (ياسر عرفات) دفع الثمن محاصرا في المقاطعة (مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية) ولم يغادر من أجل أن يقول إن فلسطين هنا وليس في العواصم، كان بإمكانه أن يذهب إلى أفضل عاصمة في العالم كما أن الرئيس محمود عباس في رام الله".

وأضاف: "نشاهد الاجتياحات الإسرائيلية إلى رام الله وبيت لحم ونابلس والخليل وجنين وكل الأماكن، يريدوننا أن نرحل ونحن لا نريد أن نرحل فلا وطن لنا إلا هذا الوطن ولن نذهب إلى أي مكان ولا كرامة لنا إلا فيه".

وتابع: "أن يحاكمنا ربنا على أن شعبنا بقي على أرضه ولا أن يحاكمنا البشر بأننا أبطال، فليأخذوا صفة البطولة ولكن ليبقى الشعب الفلسطيني على أرضه".

وقال: "نحن لسنا ضد جنين ولسنا ضد المخيم فهو أيقونة وهو على رؤوسنا، إنه مخيمنا وعزتنا وكرامتنا ولكن أن يكون مخيمنا ليس بأيدي مخطوفة".

وأضاف اللواء فرج: "إذا ما تحدثنا عن المحاور (في إشارة لما يسمى بمحور المقاومة الذي تتزعمه إيران ويضم مليشيات موالية لها في العراق واليمن ولبنان وفلسطين) فقد رأينا النتيجة، مشهد غزة ومشهد لبنان وما جرى في غزة وجنوب لبنان أكبر دليل".

وينظر على نطاق واسع للمواجهة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل باعتبارها هزيمة استراتيجية لمحور المقاومة بعد مقتل قادة الحزب وفقدانه جزء من ترسانته الصاروخية.

ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومسلحين.