• دليل المواقع

  • عربي ودولي

    «إرث كارتر» في الميزان.. «قوض» السوفيات وجدد «القوة العسكرية»


    821 قراءه

    2024-12-30 12:13:53
    160

    يٌصنف رونالد ريغان كعراب تقويض الاتحاد السوفياتي بسبب سياساته المتشددة تجاه القطب العالمي السابق، لكن جيمي كارتر له فضل منسي.

    كارتر، الذي توفي يوم الأحد عن عمر يناهز 100 عام، عادة ما يذكر كزعيم ضعيف إلى حد ما، "كان يعظ بسذاجة" حول حقوق الإنسان، ويتباكى على نقص الطاقة، إلى أن طُرد عمليًا من البيت الأبيض بسبب أزمة احتجاز الرهائن في إيران، والتي استمرت 444 يومًا.

    لذا، قد يبدو من الغريب أن كارتر، حتى أكثر من ريغان، يحظى بالتبجيل حتى يومنا هذا بين أولئك الذين قاتلوا في الخطوط الأمامية الحقيقية للحرب الباردة: المنشقون السابقون عن الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية. لماذا؟

    "المخلص"

    وقالت سفيتلانا سافرانسكايا، وهي باحثة في الحقبة السوفياتية في جامعة جورج واشنطن: ”لا يزالون يرونه كالمسيح المخلص.. عيونهم تلمع عندما يتحدثون عنه".

    ربما كان البعد الأقل فهمًا في رئاسة كارتر، هو أنه غيّر طبيعة الحرب الباردة بشكل كبير، ممهدًا الطريق لانهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية المطاف.

    ووفق مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فعل كارتر ذلك من خلال مزيج صارم ولكن حاسم من القوة الناعمة والصلبة. فمن ناحية، فتح الباب أمام خلفه ريغان لنزع الشرعية عن النظام السوفيتي من خلال التركيز على حقوق الإنسان.

    ومن ناحية أخرى، موّل كارتر بقوة تطوير أسلحة جديدة عالية التقنية جعلت موسكو تدرك أنها لا تستطيع منافسة واشنطن، الأمر الذي أدى بدوره إلى سلسلة من التحركات المدمرة للذات في عهد الزعيم السوفيتي الأخير، ميخائيل جورباتشوف.

    وهكذا مهد كارتر لما أصبح يُنظر إليه، على نحو غير عادل، على أنه الانتصار الوحيد لخلفه ريغان، وفق فورين بوليسي.

    إذ اعتبر القادة السوفيات المذهولون في ذلك الوقت، أن تصريحات كارتر المتكررة عن حقوق الإنسان للشعوب الواقعة خلف الستار الحديدي تدخلاً شائنًا في الشؤون الداخلية، إذ قال وزير الخارجية السوفيتي السابق أندريه غروميكو متلعثمًا في إحدى المرات: ’أي نوع من الرجال هو هذا الرجل الذي يتحدث عن حقوق الإنسان.. إنه يطرح دائمًا حقوق الإنسان، حقوق الإنسان، حقوق الإنسان، حقوق الإنسان. لماذا؟".

    كما انتقد خبراء السياسة الأمريكية الذين بشروا بالسياسة الواقعية والانفراج، ومن بينهم وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر والدبلوماسي الأمريكي السابق جورج كينان، سياسة كارتر في ذلك الوقت، باعتبارها تبسيطية بشكل خطير.

    "رسالة"

    ولكن بالنسبة لأولئك الذين كانوا خلف الستار الحديدي، كانت كلمات كارتر بمثابة نفخة في بوق.

    في رسالة شخصية إلى المنشق الأول في الاتحاد السوفياتي، الفيزيائي أندريه ساخاروف، في عام 1977، كتب كارتر ”حقوق الإنسان هي الشغل الشاغل لإدارتي“.

    نقل سخاروف هذه الرسالة لاحقًا إلى الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف، ثم صُنف سخاروف كعدو للدولة، ونُفي في نهاية المطاف إلى منطقة غوركي (نيجني نوفغورود في روسيا حاليا).

    لكن في تلك اللحظة بدأت معركة داخلية كبيرة من شأنها أن تتوج، في نهاية المطاف، بتفكك الاتحاد السوفياتي.

    "مهد الطريق"

    إذن، قبل خطاب ريغان الشهير عن ”إمبراطورية الشر“ بوقت طويل، كان كارتر هو من حوّل سياسة الولايات المتحدة من سياسة الاحتواء والانفراج في الحرب الباردة إلى سياسة المواجهة الخفية، مما غيّر عالم القرن الماضي ومهد الطريق لهذا القرن.

    بل أن روبرت غيتس، كبير مستشاري الاستخبارات السابق لريغان (ولاحقًا وزير الدفاع في عهد الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما)، كتب في مذكراته الصادرة عام 1996: ”أعتقد أن المؤرخين والمراقبين السياسيين على حد سواء قد فشلوا في تقدير أهمية مساهمة جيمي كارتر في انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة".

    موضحا ”مهّد كارتر الطريق أمام ريغان في الساحة الاستراتيجية، وفي مواجهة السوفيات والكوبيين في العالم الثالث، وفي تحدي شرعية السلطة السوفياتية في الداخل. فقد اتخذ الخطوات الأولى لنزع قناع التفوق السوفياتي واستغلال ضعفه. ولسوء حظ كارتر، لم يعرف أحد حتى الآن سوى القليل.“

    وكما كتب المؤرخ دوغلاس برينكلي، فإن خط كارتر الصارم في مجال الدفاع، حيث كان أول رئيس يقترح نشر الصواريخ في أوروبا، وهي السياسة التي تبناها ريغان فيما بعد، قد تم نسيانه إلى حد كبير.

    وحقق كارتر نجاحات أخرى في السياسة الخارجية غيّرت وجه العالم والتي أصبحت بمرور الوقت تبدو "أكثر روعة وديمومة"، على حد قول فورين بوليسي. إذ غيّر اتفاق السلام في الشرق الأوسط الذي أبرمه عام 1978 بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن والرئيس المصري آنذاك أنور السادات مشهد الصراع العربي الإسرائيلي، مما سمح لإسرائيل بالحفاظ على السلام مع جارتها العربية لما يقرب من أربعة عقود.

    aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg جزيرة ام اند امز US


    مشاهدة «إرث كارتر» في الميزان.. «قوض» السوفيات وجدد «القوة العسكرية»

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ «إرث كارتر» في الميزان.. «قوض» السوفيات وجدد «القوة العسكرية» قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24