مساعد وزير التعليم لـ«الشروق»: الكتاب المدرسي آخر محطة في عملية تطوير المنهج

قال الدكتور أكرم حسن مساعد وزير التربية والتعليم لشئون تطوير المناهج التعليمية، إن الوزارة تتابع بشكل مستمر التعليقات والاعتراضات التى تصدر فى أول كل عام دراسى بعد تطبيق المنهج المطور لأول مرة، والذى وصل هذا العام إلى الصف الأول الإعدادى، موضحا أن التغيرات التى تطرأ على الحياة بكل جوانبها تحتم تطوير المناهج، لتكون مواكبة لهذه التغيرات.

وأضاف حسن، فى حوار مع «الشروق»، أن التقييم جزء أساسى من العملية التعليمية، كاشفا تأثير تطبيق نظام التقييم الجديد لأول مرة هذا العام على طلاب سنوات النقل من الثالث الابتدائى حتى الثانى الثانوى، على مستوى الطلاب التعليمى.

ــ فى البداية، نؤكد أن الكتاب الذى يصل إلى أيدى الطلاب هو آخر محطة من محطات تطوير المنهج، ويسبقها عدة مراحل تسير بشكل متتابع، أولها بحث وتحديد الدواعى والأسباب التى تجعلنا فى حاجة ملحة وضرورية لتطوير المنهج، ومن هذه الأسباب التغيرات التى تطرأ على الحياة بكل جوانبها، والتطور الذى يفرض نفسه فى مرحلة ما، وأيضا ما يطرأ على فروع العلوم والمعارف من تطور، فضلا عن ذلك التطور الهائل فى مجال التكنولوجيا والبرمجة والذكاء الاصطناعى.

ثم تأتى المرحلة الثانية، وهى مراجعة الدراسات والبحوث التى أجريت على المناهج المطبقة بالفعل، ومدى استيفائها لحاجات الطلاب المستقبلية، وتحديد موقعها من المناهج الدولية، خاصة فى فروع العلوم والرياضيات، كما نود أن نؤكد أن مقاومة التغيير سلوك طبيعى ضد أى جديد، فدائما التمسك بالمعتاد والقديم هو الاختيار الأيسر لدى الإنسان بصفة عامة، لذلك من الضرورى اتخاذ إجراءات تتعلق بتهيئة المجتمع وأصحاب المصلحة الأساسية من التطوير، ويكون ذلك عن طريق شرح وتوضيح ضرورة التطوير، وما تتطلبه المرحلة من احتياجات جديدة، وأن التطوير فى صالح مستقبل الطالب، لتمكينه من مهارات ضرورية له فى مستقبله، ولا ننسى فى هذا المقام التنمية المهنية والتدريب للمعلمين.

ــ من هنا تبدأ المرحلة الثالثة من محطات تطوير المنهج، وهى رصد القضايا المستهدف تضمينها فى المناهج الدراسية محليا وعالميا، وكذلك القيم المراد إكسابها للطلاب، وكذلك المهارات التى ينبغى إتقانها، وبناء مصفوفة بالقضايا والمهارات والقيم لكل صف دراسى حسب المرحلة العمرية.

ثم المرحلة الرابعة، وهى البدء فى إعداد الإطار العام للمناهج، والذى تنبثق منه الأطر النوعية الخاصة بكل مادة دراسية، وأخيرا، مرحلة إعداد المحتوى المناسب، والذى يترجم كل ما سبق ويبنى فى ضوء الإطار النوعى، كما يتم اختيار المحتوى المناسب للطلاب المتضمن القضايا المحلية والعالمية، المتضمن للقيم والمهارات اللازمة.

ــ بالطبع، بعد إعداد المحتوى وتطبيقه فى العام الأول، نقوم بتقييم تنفيذ المنهج باستخدام عدة أدوات، منها إنجاز الطلاب للتقييمات التى تجرى على المنهج خلال العام الدراسى، واستبيانات موجه للمعلمين والموجهين عن تطبيق المناهج الدراسية، وما تتطلبه من تعديل سواء بالتخفيف أو الإضافة أو التوضيح، ومع المراجعة الدورية للكتب كل عام يتم مراعاة هذه التغذية.

ــ بالطبع، ساهم فى انتظام الطلاب فى المدارس، وهذا ما نلمسه فى جميع المدارس على مستوى الجمهورية، فوجود الأداءات الصفية بشكل منتظم جعل حضور الطلاب إلى المدرسة أمرا مهما بالنسبة لهم ولأولياء الأمور، وبالتالى ظهر حرصهم على حضور أولادهم، وكذلك التقييمات جعلت الطلاب يهتمون بالمذاكرة، والمقصود بالأداءات الصفية كل ما يكلف به المعلم الطلاب أثناء الحصة وتحقق تفاعلهم مع العملية التعليمية، وتجعل عمليتى التعليم والتعلم متمركزة بشكل فعال على الطالب، وهو ما يزيد من كفاءة التحصيل الدراسى للطالب، وتحقيق نواتج التعلم المقصودة.

ــ يتم تنفيذ برامج كثيرة لتحسين قدرة التلاميذ على القراءة والكتابة، سواء داخل الكتب المدرسية بتخصيص أنشطة وتدريبات تعمل على تحسين مهارة التلاميذ أو برامج منفصلة تعمل بشكل متوازٍ مع المناهج الدراسية، وتقوم الوزارة بالعديد من المبادرات التى من شأنها رفع مستوى التلاميذ فى القراءة والكتابة.

ــ يعد التقييم جزءا أساسيا من العملية التعليمية، حيث يلعب دوريا محوريا فى قياس مدى تقدم الطلاب وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، فمن خلال التقييم المستمر يمكن للمعلمين تعديل أساليب التدريس وتقديم الدعم اللازم للطلاب، من خلال برامج علاجية لتحقيق أفضل النتائج، والتقييم لا يقتصر فقط على الاختبارات والامتحانات التقليدية، بل يشمل أيضا التقييم العملى والمشاريع والأنشطة الفنية، مما يتيح للطلاب فرصة التعبير عن مهاراتهم وإبداعاتهم بطرق متنوعة.

وهو أداء فعالة لتحقيق التميز الأكاديمى وضمان جودة التعليم، مما يسهم فى إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بمهارات ومعرفة راسخة، ومما لا شك فيه أن عمليات التقييم تأتى نتائج إيجابية حيث تجعل كل المعلمين والتلاميذ وأولياء الأمور يهتمون بإكساب التلاميذ المهارات اللازمة، مما ينعكس على إتقان التلاميذ لمهارات القراءة والكتابة.

ــ تم استحداث مادة جديدة وهى العلوم المتكاملة، يدرسها جميع الطلاب فى الصف الأول الثانوى قبل فصلهم إلى دراسات علمية ودراسات أدبية، وتعد هذه المادة مهمة لجميع الطلاب باعتبارها تتضمن معالجة لقضايا علمية مهمة، ويمكن اعتبار أن هذه المادة إضافة جديدة وليس على حساب نواتج التعلم الخاصة بفروع العلوم (الكيمياء، الفيزياء، الأحياء).

ــ إن هذا التكامل يعزز من قدرة الطالب على تطبيق المعرفة العلمية فى سياقات متعددة، ويؤهلهم لمواجهة التحديات التى تتطلب تفكيرا، ويأتى هذا المنهج استجابة للحاجة المتزايدة إلى تعليم الطالب كيف يعمل العالم من حوله بشكل متكامل وشامل، وقد تم تناول المنهج من خلال مدخل مهم للتكامل وهو المدخل البيئى، حيث يواجه كوكب الأرض العديد من المخاطر التى تهدد استمرار الحياة فيه، ومن أبرز القضايا التى يعنى بها هذا المنهج تغيير المناخ والظواهر الجوية العنيفة وفقدان التنوع البيولوجى والتلوث البيئى واستنزاف الموارد الطبيعية والتلوث البلاستيكى واضطراب الأمن الغذائى، وغيرها.

لذلك يعد منهج العلوم المتكاملة الذى تم إقراره على الصف الأول الثانوى للعام الدراسى الحالى نقلة نوعية فى تدريس العلوم من خلال قضايا تهتم بها جميع دول العالم.