|
عربي ودولي
إسرائيل في 2025.. ترقب لسياسة ترامب والوضع الداخلي هو الأصعب
ستعتمد السياسة الخارجية الإسرائيلية في العام 2025 إلى حد كبير على سياسات الساكن الجديد في البيت الأبيض دونالد ترامب. وفي حين ترى إسرائيل أنها حققت إنجازات عسكرية كبيرة خلال العام 2024 في لبنان وغزة والضفة الغربية، فإن الشقاق الداخلي فيها اتسع بشكل غير مسبوق ستتضح أثاره خلال العام الجديد. واقتصاديا يترقب الكثيرون تأثيرات تكلفة الحرب على غزة ولبنان على المواطن الإسرائيلي في ظل الحديث عن رفع الضرائب وانخفاض المساعدات الحكومية للفقراء. وعالميا سيتعين على إسرائيل بذل جهود كبرى في محاولة الدفاع عن نفسها بعد وقف محتمل للحرب في قطاع غزة والسماح للصحافة العالمية بدخول القطاع لبث فظائع الحرب للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
وينتظر إسرائيل قرارات صعبة للغاية خلال العام 2025 على مختلف الجبهات في غزة ولبنان وسوريا واليمن ولكن بالأساس في إيران.
تفيد التقديرات بأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيدخل حيز التنفيذ خلال العام 2025 ولكن هل ستتقبل إسرائيل بوقف الحرب؟. من المرجح ألا إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ولا العالم سيقبل باستمرار الحرب في قطاع غزة إلى ما لا نهاية، وهو ما سيفرض على إسرائيل اتخاذ القرار الصعب بوجوب إنهاء الحرب، وعدم الاكتفاء بوقف مؤقت لإطلاق النار.
وسيتعين على الحكومة اليمينية الإسرائيلية اتخاذ القرار بين رغبة إدارة ترامب في إنهاء الحرب ودفع اليمين الإسرائيلي للبقاء في غزة إلى أجل غير مسمى وإقامة مستوطنات فيها، بل والدفع باتجاه هجرة السكان الفلسطينيين كما يقول الكثيرون في الحكومة بمن فيهم أعضاء في حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وسيتعين على إسرائيل أيضا أن تقرر من سيدير قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، فمع فشل محاولاتها ترك إدارة القطاع للعشائر المحلية وإصرارها على عدم حكم "حماس" أو السلطة الفلسطينية للقطاع وتحذيرات الجيش من دفع اليمين لإعادة الحكم العسكري الإسرائيلي للقطاع فإن على إسرائيل أن تقرر.
وسيمثل انتهاء الحرب انفراجة أولية للسكان الفلسطينيين ولكن بالنسبة لإسرائيل سيحمل تداعيات محلية ودولية، فمحليا فإن نهاية الحرب تعني بداية التحقيق في مسببات وسير الحرب وهو ما لا تريده الحكومة الإسرائيلية لأنه سيفضي حتما إلى انتخابات عامة تشير استطلاعات الرأي العام إلى أنها ستقصي أحزاب الحكومة، وعالميا فإن دخول الصحافة العالمية إلى غزة بعد انتهاء الحرب لبث مآسيها التي ما زالت مخفية بشكل كبير سيضع إسرائيل بأكملها في حساب مع شعوب العالم.
مع نهاية الشهر الأول من العام 2025، ستكون هدنة الـ60 يوما لوقف إطلاق النار قد انتهت ومعها يفترض أن ينتهي انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ليحل الجيش اللبناني في المنطقة التي هيمن عليها لسنوات حزب الله.
وفي ظل التقديرات باهتمام حزب الله باستمرار وقف إطلاق النار لإنقاذ ما تبقى من الحزب فإن لا توقعات باشتعال هذه الجبهة من جديد ربما لسنوات طويلة قادمة.
ويرجح أن تدفع الإدارة الأمريكية باتجاه اتفاق لترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان، على غرار اتفاق سابق لرسم الحدود المائية وهو ما سيضمن أيضا الهدوء على هذه الجبهة.
وتقول إسرائيل إن استيلائها على المنطقة السورية العازلة مؤقت إلى حين اتضاح سير الأمور في سوريا ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وبحسب تقديرات إسرائيلية فإن الجيش الإسرائيلي سيبقي على استيلائه على هذه المنطقة حتى نهاية العام 2025 على الأقل، أو التوصل إلى ترتيبات متفق عليها مع سوريا بشأن اتفاق 1974 للفصل ما بين القوات الإسرائيلية والسورية بما يسمح بانسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.
ويتم رسم سيناريوهين للوضع بين سوريا وإسرائيل
الأول، وهو أن تتشكل حكومة في سوريا تتعهد بالالتزام بتعهداتها بموجب اتفاق فصل القوات لعام 1974 وعدم تنفيذ هجمات من الجبهة السورية على إسرائيل، وبالتالي انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة العازلة.
الثاني، أن تحدث توترات جديدة في الداخل السوري، وبالتالي إبقاء الجيش الإسرائيلي على استيلائه على المنطقة العازلة إلى أجل غير مسمى وربما الدخول في مواجهة مع مسلحين في حال اقترابهم من المنطقة.
يعتبر الملف الإيراني هو الأعقد، ففي حين تعتقد إسرائيل أن إيران ضعفت كثيرا إثر ضعف حماس وحزب الله وتلاشي الوجود الإيراني في سوريا فإن إسرائيل ما زالت تخشى من البرنامج النووي الإيراني.
ومع قرب تسلم ترامب تسلمه لمهامه في البيت الأبيض فإنها تنتظر منه رسم سياسته في التعامل مع الملف الإيراني، وسط تقديرات بأنه لا يميل إلى حرب جديدة وإنما فرض عقوبات اقتصادية شديدة تقود إلى قبول إيران بوقف برنامجها النووي.
وتميل أحزاب يمينية إلى وجوب استغلال فرصة ضعف حماس وحزب الله من أجل توجيه ضربة إلى البرنامج النووي الإيراني ولكن إسرائيل بحاجة إلى تنسيق هذا الأمر مع واشنطن.
وفي غياب توجيه ضربة عسكرية إلى البرنامج النووي الإيراني، فإن إسرائيل تريد تحالفا دوليا ضد إيران تشارك فيه دول من المنطقة والعالم.
ما زالت إسرائيل تجد صعوبة في التعامل مع الحوثيين في اليمن بسبب بعد اليمن الجغرافي، وأيضا عدم وجود معلومات استخبارية إسرائيلية كافية عن هذه الجماعة.
وستعتمد إسرائيل على الولايات المتحدة وبريطانيا لمواصلة هجماتهما على الحوثيين في حال استمرار الهجمات على إسرائيل.
ويسود الاعتقاد في إسرائيل إنه حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة فإن هجمات الحوثيين ستتوقف.
تضغط جماعات اليمين الإسرائيلي المتطرف من أجل تحويل العام 2025 إلى عام الضم بالضفة الغربية ولكنها تواجه حتى الآن برفض غير معلن رسميا من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
واعتمادا على سياسات ترامب السابقة، فلا يتوقع أن تواجه هذه الجماعات معارضة أمريكية في موضوع الاستيطان بالضفة الغربية.
ولكن استمرار الضائقة الاقتصادية الشديدة التي يعاني منها المواطنون في الضفة الغربية مع استمرار هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي تترك الباب مفتوحا أمام احتمالات عدة.
يتوقع أن تحظى إسرائيل بدعم إدارة ترامب في المنظمات الدولية بما فيها إمكانية فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
كما ينتظر أن يحدد ترامب سياسته تجاه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بعد أن يدخل قرار إسرائيل حظرها حيز التنفيذ نهاية شهر يناير/كانون الثاني الجاري، علما بأن ترامب قرر في فترته الرئاسية الأولى (2017-2021) حجب التمويل المالي عنها.
لربما الأصعب الذي ستواجهه إسرائيل في العام 2025 هو الوضع الداخلي فيها
أولا: يعتمد الأمر إلى حد كبير على مصير الرهائن الإسرائيليين في غزة وهل سيتم إطلاقهم جميعا أم سيتم اتهام الحكومة بإهمالهم.
ثانيا: في حال انتهاء الحرب على غزة هل ستتشكل لجنة تحقيق رسمية وما هي النتائج التي ستخلص إليها بشأن إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ثالثا: في حال انتهاء الحرب على غزة فمن المرجح جدا إنه ستجري انتخابات عامة تكون فرص الحكومة الحالية بالنجاح فيها ضعيفة للغاية.
رابعا: عودة الحكومة إلى قوانين تضعف من سلطة القضاء من شأنه أن يحدث احتجاجات محلية واسعة.
خامسا: عدم توصل الحكومة إلى قانون بشأن تجنيد المتدينين اليهود قد يؤدي إلى سقوط الحكومة.
سادسا: استمرار الحكومة بسن تشريعات تمس بالمواطنين العرب قد تؤدي إلى توترات مع الأقلية العربية.
سابعا: ازدياد الضائقة الاقتصادية نتيجة رفع الضرائب وخفض المساعدات للفقراء قد يؤدي إلى المزيد من الاحتجاجات. وبالنسبة لنتنياهو فإن السيناريو الأمثل هو أن يطرح ترامب مبادرة تشمل إنهاء الحرب على غزة مقابل سلام مع عدد من الدول العربية والإسلامية.
ولكن نتنياهو سيواجه إشكالية في حال تضمنت المبادرة الإقرار بإقامة دولة فلسطينية في ظل المعارضة الشديدة بالحكومة الإسرائيلية لهذه الأمر.
مشاهدة إسرائيل في 2025.. ترقب لسياسة ترامب والوضع الداخلي هو الأصعب
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ إسرائيل في 2025.. ترقب لسياسة ترامب والوضع الداخلي هو الأصعب قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.