رصاص وقيود.. ماذا يحدث على الحدود بين سوريا ولبنان؟

بين تدابير مؤقتة ورصاص مجهول يكتنف الغموض مصير العلاقات المعقدة أصلا بين سوريا ولبنان.

واليوم الجمعة، نشبت اشتباكات بين عناصر من الجيش اللبناني ومسلحين مجهولين قرب ما يعتقد أنه معبر غير شرعي بين البلدين.

ومنذ سيطرة الفصائل المسلحة على السلطة في دمشق، يسعى سوريون إلى العبور إلى لبنان في ظل مستقبل ضبابي في بلد أنهكه عقد من الصراع، لكن على الجانب الآخر بلد منهك أيضا بسبب الحرب مع إسرائيل والأوضاع الاقتصادية المتردية وعدم الاستقرار السياسي.

وأعلن الجيش اللبناني اليوم الجمعة، اندلاع اشتباك مسلح بين عناصره ومسلحين عند الحدود الشرقية في منطقة معربون الواقعة في محافظة بعلبك الهرمل.

وهي اشتباكات تجددت مساء الجمعة قبل أن تعلن السلطات اللبنانية عودة الهدوء، في ظل تأكيد الجيش اللبناني إصابة 5 من عناصره خلال تبادل لإطلاق النار.

وفيما الوضع الأمني هش، قال مسؤول أمني لبناني ومسؤول سوري اليوم أيضا إن الإدارة السورية الجديدة فرضت قيودا على عبور اللبنانيين للحدود المشتركة بينهما إلى سوريا.

وقال المسؤول الأمني اللبناني إن القيود التي تأتي في وقت يسعى فيه لبنان إلى تحسين العلاقات مع سوريا في ظل الإدارة الجديدة، تعني أن اللبنانيين الذين ليس لديهم إقامة أو عائلة داخل سوريا لن يتمكنوا من العبور، لكنه أشار إلى أن هناك بعض الاستثناءات لمن لديهم أنشطة أخرى داخل سوريا.

وقال المسؤول اللبناني إن هذه الإجراءات "مؤقتة" وجاءت نتيجة نزاع بين الجانبين عن سوء المعاملة الواضح من السلطات اللبنانية للسوريين الذين يدخلون لبنان أو يغادرونه.

ولم يتسن الحصول على تعليق من وزير الداخلية اللبناني.

ويعتقد أن هناك عشرات من نقاط العبور غير الرسمية على طول حدود وعرة وسهلة الاختراق بين البلدين يبلغ طولها 370 كيلومترا.

وقال لبنان إنه يتطلع إلى علاقات أفضل مع جارته سوريا بعد انتهاء حكم بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول وبدء صفحة جديدة بعدما شهدت العلاقات بين البلدين توترات في كثير من الأحيان منذ أن أصبحا دولتين مستقلتين في الأربعينيات من القرن الماضي.

ولعب حزب الله المدعوم من إيران دورا كبيرا في دعم الأسد خلال سنوات الصراع في سوريا.

وقبل ذلك، كانت الدولة السورية بقيادة عائلة الأسد مهيمنة على لبنان لمدة 15 عاما بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975-1990. وسيطرت بشكل فعلي على السياسة اللبنانية حتى عام 2005، وهو نفوذ كان يعارضه الكثير من اللبنانيين فيما أيده آخرون.

وأثار اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت عام 2005 احتجاجات حاشدة في لبنان وضغطا غربيا لتنسحب سوريا من لبنان.

وخلص تحقيق دولي أولي إلى تورط شخصيات سورية ولبنانية بارزة في عملية الاغتيال.

وفي حين نفت سوريا تورطها، قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام إن الأسد هدد الحريري قبل أشهر من اغتياله. وهو ما نفاه الأسد.

وبعد 15 عاما، أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة أعضاء من حزب الله غيابيا فيما يتعلق بالاغتيال. ونفى حزب الله أي دور له في الأمر.