منتشر منذ 20 عاما.. لماذا تجددت المخاوف من فيروس HMPV؟

على الرغم من اكتشاف فيروس ميتا نيمو البشري (HMPV) منذ أكثر من 20 عامًا عاد الفيروس من جديد ليثير حالة من القلق على مستوى العالم بعد انتشاره في دول جنوب شرق آسيا، ومع تعرض المستشفيات في هذه الدول للضغط، بسبب تزايد الحالات، أثار فيروس ميتا نيمو البشرى المخاوف من جديد.. فهل يصبح الوباء القادم؟

وبحسب موقع "BBC" أكد خبراء الصحة العامة أن فيروس التهاب الرئة البشري HMPV ليس مثل فيروس كورونا،  مشيرين إلى أن الفيروس موجود منذ عقود، حيث يصاب به كل طفل تقريبًا بحلول عيد ميلاده الخامس.

ومع ذلك يمكن أن يسبب مرضًا أكثر خطورة لدى بعض الأطفال الصغار جدًا والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

فيروس التهاب الرئة البشري هو فيروس يؤدي إلى عدوى خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي - لا يمكن تمييزها عمليًا عن الأنفلونزا - بالنسبة لمعظم الناس.

تم التعرف على هذا الفيروس لأول مرة في هولندا عام 2001، وينتشر الفيروس من خلال الاتصال المباشر بين الأشخاص أو عندما يلمس شخص ما الأسطح الملوثة به.

تشمل الأعراض لدى معظم الناس السعال والحمى واحتقان الأنف.

وقال هسو لي يانج، طبيب الأمراض المعدية في سنغافورة، إن الأطفال الصغار جدًا، بمن فيهم الأطفال دون سن الثانية، هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، إلى جانب أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بما في ذلك كبار السن وأولئك الذين يعانون من السرطان المتقدم، إذا أصيبوا بالعدوى، فإن "نسبة صغيرة لكنها مهمة" بين المصابين بضعف المناعة ستصاب بمرض أكثر شدة حيث تتأثر الرئتان، مع الصفير وضيق التنفس وأعراض الخناق.

وأضاف الدكتور هسو: "سيحتاج الكثيرون إلى رعاية فى المستشفى، مع وجود نسبة أصغر معرضة لخطر الموت بسبب العدوى".

مثل العديد من التهابات الجهاز التنفسي، يكون فيروس HMPV أكثر نشاطًا خلال أواخر الشتاء والربيع - يقول بعض الخبراء إن هذا يرجع إلى أن الفيروسات تبقى على قيد الحياة بشكل أفضل في البرد وتنتقل بسهولة أكبر من شخص إلى آخر حيث يبقى الناس في الأماكن المغلقة في كثير من الأحيان.

الانتشار المتزايد من المرجح أن يكون الزيادة الموسمية الطبيعية التي نشهدها في الشتاء.

وتُظهر البيانات الصادرة عن السلطات الصحية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن هذه البلدان أيضًا تشهد ارتفاعًا في حالات فيروس HMPV منذ أكتوبر من العام الماضي.

قال الخبراء إن المخاوف من حدوث جائحة على غرار كورونا مبالغ فيها، مشيرين إلى أن الأوبئة عادة ما تكون ناجمة عن مسببات الأمراض الجديدة، وهو ما لا ينطبق على فيروس HMPV.

فيروس HMPV موجود عالميًا وكان موجودًا منذ عقود، وقال الدكتور هسو إن هذا يعنى أن الناس فى جميع أنحاء العالم لديهم "درجة معينة من المناعة الموجودة بسبب التعرض السابق".

وأكد الدكتور بول هانتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا في إنجلترا: "سيصاب كل طفل تقريبًا بعدوى واحدة على الأقل بفيروس الجهاز التنفسى البشرى بحلول عيد ميلاده الخامس، ويمكننا أن نتوقع أن يصاب بعدوى متعددة طوال الحياة لذا، بشكل عام، لا أعتقد أن هناك حاليًا أي علامات على وجود مشكلة عالمية أكثر خطورة".

وينصح الدكتور هسو باتخاذ الاحتياطات العامة مثل ارتداء قناع في الأماكن المزدحمة، وتجنب الحشود حيثما أمكن إذا كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بأمراض أكثر شدة من عدوى الفيروسات التنفسية، ونظافة اليدين الجيدة، والحصول على لقاح الأنفلونزا.