اتفاق غزة يصل إلى مرحلة «المسودة النهائية»

بين عشية وضحاها، حققت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تقدما كبيرا وقدمت قطر "مسودة نهائية" من الاتفاق لحماس وإسرائيل.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول مطلع على المفاوضات قوله إن قطر سلمت حماس وإسرائيل "مسودة نهائية" لوقف نهائية" لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بهدف إنهاء الحرب في غزة.

وكشف المسؤول عن التوصل إلى انفراجة بعد منتصف الليل في العاصمة القطرية الدوحة بعد محادثات بين رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنياع ومبعوث الرئيس المنتخب ترامب إلى الشرق الأوسط ورئيس الوزراء القطري.

من جانبها، نقلت وكالة "أسوشيتدبرس" عن مسؤولين طلبوا عدم كشف هويتهم قولهم إن الوسطاء الأمريكيين والعرب أحرزوا تقدما كبيرا في المفاوضات لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.

وأقر 3 مسؤولين بإحراز تقدم بين عشية وضحاها وقالوا إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لإنهاء أكثر من 15 شهرًا من القتال.

وقال أحد المسؤولين الثلاثة ومسؤول من حماس إنه لا يزال هناك عدد من العقبات التي يتعين تجاوزها في حين أكد مصدر مطلع على المحادثات وقوع اختراق بين عشية وضحاها مشيرا إلى وجود صفقة مقترحة على الطاولة وقال إن المفاوضين الإسرائيليين وحماس سيعيدون الأمر الآن إلى قادتهم للحصول على الموافقة النهائية.

وقال المصدر إن الوسطاء من قطر مارسوا ضغوطًا متجددة على حماس لقبول الاتفاق، بينما كان تسيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يضغط على الإسرائيليين حيث انضم مؤخرًا إلى المفاوضات وزار المنطقة في الأيام الأخيرة وأضاف المصدر أن الوسطاء سلموا مسودة الاتفاق لكل جانب وأن الساعات ال24 القادمة ستكون حاسمة.

وأكد مسؤول مصري تحقيق تقدم بين عشية وضحاها لكنه رجح أن يستغرق الأمر بضعة أيام أخرى مشيرا إلى أن الجانبين يهدفان إلى التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني.

وقال مسؤول ثالث إن المحادثات كانت في وضع جيد لكنها لم تنته وقدر أن الاتفاق أصبح ممكنا قبل تنصيب ترامب.

ورغم التصريحات الإيجابية، قال مسؤول في حماس إن عددا من القضايا الخلافية لا تزال بحاجة إلى حل بما في ذلك التزام إسرائيل بإنهاء الحرب وتفاصيل انسحاب القوات الإسرائيلية وتبادل الأسرى وأكد المسؤول المصري أن هذه القضايا لا تزال قيد المناقشة.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض عن اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا خلاله الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرة بايدن لمنصبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن "شدد على الحاجة الفورية لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن مع زيادة المساعدات الإنسانية التي يتيحها وقف القتال بموجب الاتفاق".

وفي تصريحات لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أمس، قال مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، إن مستشار بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكجورك الموجود حاليا في قطر كان يعمل على التفاصيل النهائية للنص الذي سيتم تقديمه إلى الجانبين.

ورفض سوليفان التنبؤ بإمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول 20 يناير/كانون الثاني وقال "نحن قريبون جدًا جدًا ومع ذلك، فإن ذلك يعني أننا بعيدون لأنه حتى تعبر خط النهاية بالفعل، فلن نكون هناك".

ومنذ أكثر من عام سعت إدارة بايدن إلى جانب مصر وقطر للتوسط على أمل التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة ويؤدي لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس لمن المفاوضات تعثرت أكثر من مرة حيث ينقسم الجانبان حول تفاصيل تبادل الرهائن مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وأيضا حول طبيعة وقف إطلاق النار.

وقالت حماس إنها لن تطلق سراح الأسرى المتبقين دون إنهاء الحرب، في حين تعهد نتنياهو بمواصلة القتال حتى "النصر الكامل" على الجماعة المسلحة.

وحاليا، تدور المناقشات حول وقف إطلاق النار على مراحل لكن نتنياهو أشار دائما إلى التزامه فقط بالمرحلة الأولى، وهي إطلاق سراح جزئي للرهائن مقابل وقف القتال لمدة أسابيع وأن يتم التفاوض على إمكانية وقف إطلاق النار الدائم وقضايا أخرى بعد بدء المرحلة الأولى.

وطالبت حماس بالانسحاب الكامل والإنهاء الكامل للحرب، وتأمل أن تؤدي هذه المرحلة الأولى إلى هذه النتيجة.

وتضغط عائلات الرهائن الإسرائيليين على نتنياهو للتوصل لاتفاق في حين يخفف الفلسطينيون من آمالهم في وقف الحرب وقال مازن حماد، من مدينة خان يونس "نسمع أن هناك مفاوضات كل يوم، لكننا لا نرى شيئاً.. وعندما نرى ذلك على الأرض، فإننا نعتقد أن هناك هدنة".