غزة.. دماء القصف تنسف فرحة الهدنة

الدماء تنسف فرحة سكان غزة وتحول احتفالاتهم بإعلان التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار إلى مآتم.

واليوم الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف "نحو 50 هدفا إرهابيا في قطاع غزة" خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وتأتي الغارات في وقت لا يزال فيه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن الأربعاء بانتظار مصادقة إسرائيل عليه.

وأورد بيان عسكري أنّ "سلاح الجو قصف خلال الساعات الـ24 الأخيرة نحو 50 هدفا إرهابيا في أنحاء مختلفة من قطاع غزة".

وأضاف أنه "من بين الأهداف التي هوجمت عناصر في منظمتي حماس والجهاد الإرهابيتين وبنى تحتية إرهابية ومستودعات ذخيرة ومواقع لإطلاق صواريخ ومواقع لصنع أسلحة ومراكز مراقبة".

هدنة غزة.. كشف موعد التصديق الإسرائيلي على الاتفاق3 تطورات أرجأت الموافقة الإسرائيلية على هدنة غزة

بعد أن سادت بهجة عارمة في غزة احتفالا بنبأ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني، استفاق سكان، الخميس على تصاعد أعمدة الدخان ومزيد من الأنقاض والقتلى، في أعقاب ضربات جوية إسرائيلية جديدة.

وقال سعيد علوش وهو من سكان غزة "كنا ننتظر الهدنة وكنا سعداء. كانت أسعد ليلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول" 2023 حين اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة بعدما أعلنت قطر والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار يفترض أن يدخل حيّز التنفيذ الأحد.

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة الخميس فرانس برس بمقتل 73 شخصا على الأقل في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، بعد إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وبين القتلى "20 طفلا و25 امرأة"، وفق بصل الذي أشار أيضا إلى وجود "أكثر من 230 إصابة".

وفي الصباح، تجمّعت حشود لتفقّد ركام مبنى وإزالة الأنقاض حيث تداخلت كتل خراسنية مع قضبان حديد وأغراض شخصية وتناثرت في أرجاء الموقع.

والمشهد نسخة مكررة عمّا يسجّل في أنحاء أخرى من القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وهؤلاء نزحوا بغالبيتهم مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب.

وفي مستشفى ناصر، المرفق الطبي الرئيسي في مدينة خان يونس الواقعة جنوبي القطاع، شاهد صحافيو فرانس برس نقّالات معدنية خاصة بالمشرحة ملطخة بالأحمر عمل أفراد من الطواقم الطبية على أن يزيلوا عنها آثار دماء القتلى الذين سقطوا في الغارة.

وفي مستشفى الأهلي بمدينة غزة، حيث نقل عدد من ضحايا الغارات، مكثت عائلات القتلى بجوار جثث أبنائها المكفّنة.

وعمل مسعفون استعانوا بمصابيح، وسكان محليون على البحث بين الأنقاض في وقت متأخر من الليل في شوارع مدينة غزة المدمّرة.

في مخيم البريج في وسط غزة، قال محمود القرناوي لفرانس برس إنّ الغزيين سيبقون عرضة للمخاطر إلى أن يسري الاتفاق.

وأضاف أنّ "إطلاق النار لم يتوقّف، الطائرات ما زالت في الأجواء والوضع صعب".

وأعرب القرناوي وغيره ممن تحدّثت إليهم فرانس برس في مدينة النصيرات عن قلقهم إزاء ما يمكن أن يحدث بانتظار بدء سريان الهدنة.

ومن المفترض أن توافق الحكومة الإسرائيلية الجمعة، على الاتفاق الذي تم التوصل إليه، إلا أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتّهم حماس بأنها "تراجعت عن جزء من الاتفاق".

وكانت قطر والولايات المتحدة أعلنتا الأربعاء أن إسرائيل وحماس اتّفقتا على وقف إطلاق النار في غزة اعتبارا من الأحد في صفقة تشمل الإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وفي حال تمت المصادقة على الاتفاق الهش، من المفترض الإفراج عن 33 رهينة في مرحلة أولى، وفق رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg

جزيرة ام اند امز