ماكرون و«قهوة الجميزة».. أكثر من دبلوماسية

دخل إلى أحد المقاهي في شارع الجميزة ببيروت واشترى كوبًا من القهوة وبدأ باحتسائه قبل أن يلتقط الصور مع الموجودين في المكان.

هكذا ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشوارع العاصمة اللبنانية في إطار زيارة أجراها إلى بلد انتخب لتوه رئيسًا بعد أكثر من عامين من الشغور، ويستعد لتشكيل حكومة جديدة.

وعقب لقاءات رسمية، تجول ماكرون سيرًا في شارع الجميزة، الذي سبق أن زاره عقب انفجار المرفأ المدمر في الرابع من أغسطس/آب 2020، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصًا وإصابة أكثر من 6500 آخرين، وأحدث دمارًا هائلًا في بيروت.

وقدم أصحاب المقاهي والمطاعم لماكرون القهوة والمعجنات، بينما رفع شبان العلم الفرنسي إلى جانب العلم اللبناني. والتقط العشرات الصور معه بينما سار ببطء وسط مرافقة من حراسه والجيش اللبناني.

وبحسب مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل، دخل ماكرون إلى أحد مقاهي الشارع، واشترى كوبًا من القهوة قبل أن يبدأ باحتسائه، فيما لم يغفل رد التحية للجمع الغفير الذي كان يلوح له.

وشاهد مراسلو فرانس برس ماكرون وهو يصافح المارة ويلقي التحية على مواطنين أطلوا من شرفات منازلهم ويجري حوارات سريعة مع أصحاب المحال والمقاهي المنتشرة بكثرة في الشارع الذي يضم أبنية تراثية في بيروت.

واقتربت امرأة منه مع ابنتها الشابة التي تتابع دروسها في الخارج، منذ إصابتهما جراء انفجار المرفأ.

وقالت المرأة التي عانقت ماكرون: "سيدي الرئيس، فكروا بنا، وساعدونا على تشكيل حكومة جديدة قادرة على أن تعيد إلي ابنتي".

وكان ماكرون، الذي سعى جاهدًا في السنوات الأخيرة لإيجاد حل في لبنان الغارق في أزمات متلاحقة، قد زار بيروت مرتين عقب الانفجار، لدعم انفراج سياسي تعذر عليه تحقيقه حينها، وسط انقسام سياسي حاد بين حزب الله وخصومه.

لكنه واصل ممارسة الضغط على الأطراف اللبنانيين، وعيّن وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان مبعوثًا خاصًا في يونيو/حزيران 2023 في مسعى لتيسير انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

لكن كان لا بدّ من الانتظار سنة ونصف سنة قبل أن ينتخب البرلمان اللبناني الأسبوع الماضي جوزيف عون رئيسًا للبلاد، على وقع ضغوط خارجية أعقبت تغيّر موازين القوى في الداخل على خلفية النكسات التي مني بها حزب الله.

aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg

جزيرة ام اند امز