دراسة تربط بين كوفيد طويل الأمد ومتلازمة التعب المزمن

يستمر فيروس كورونا في التأثير على حياتنا لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الوباء بشكل كبير، وفي حين تسبب عدوى فيروس كورونا الحالية أصبحت خفيفة مقارنة بالماضى، إلا أن تأثير السلالات السابقة الأكثر فتكًا على أجسامنا يستمر في شكل كوفيد طويل الأمد، وقد وجدت دراسة حديثة أن الناجين من فيروس كورونا يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بمتلازمة التعب المزمن، وهي حالة يعاني فيها الشخص من إرهاق شديد على الرغم من حصوله على قسط كافٍ من الراحة، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف إنديا".

استخدمت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة يوتا هيلث الأمريكية، ونشرت في مجلة الطب الباطني العام معلومات من مبادرة المعهد الوطني للصحة للبحث في كوفيد لتعزيز التعافي والتي تضم 11785 مريضًا مصابًا بكورونا و1439 شخصًا غير مصاب، وأجرى الباحثون الدراسة باستخدام الأعراض المبلغ عنها ذاتيًا والأمراض المصاحبة المسجلة، وكذلك تشخيص متلازمة التعب المزمن بناءً على معايير معهد الطب (IOM)، والتي تتطلب ستة أشهر أو أكثر من التعب المستمر، والضيق بعد بذل مجهود، والنوم غير المنتظم، وكذلك الأعراض المرتبطة بالإدراك والصحة العقلية وغيرها، تم تقييم شدة الأعراض من خلال استبيانات محددة، بما في ذلك التقييمات المعرفية.

تم تحديد أربع مجموعات أعراض مميزة لدى المشاركين المصابين بمتلازمة باركنسون، تتراوح من خفيفة إلى شديدة، وأظهرت المجموعة الأكثر شدة، المجموعة 4، أعراضًا تشبه إلى حد كبير متلازمة التعب المزمن، بما في ذلك التعب الشديد، والضيق بعد بذل مجهود، وضعف الإدراك، مع وجود معظم حالات متلازمة التعب المزمن في هذه المجموعة.
وقد وجد أن 4.5٪ من المصابين بكوفيد-19 أصيبوا بالتهاب الدماغ والنخاع الشوكي المؤلم، المعروف أيضًا باسم متلازمة التعب المزمن بينما أصيب 0.6٪ فقط من غير المصابين بالمرض، وهذا يشير إلى دور الإصابة بفيروس كورونا في تطور المرض، كما كان معدل الإصابة بين الأفراد المصابين بشكل حاد لكل 100 شخص في السنة 2.66، وهو أيضًا أعلى بكثير من معدل 0.93 الملحوظ بين المشاركين غير المصابين.

كان الشعور بالضيق بعد بذل الجهد هو أكثر الأعراض شيوعًا بين الأفراد المصابين، حيث أبلغ عنه 24٪ من المشاركين، وشملت الأعراض الأخرى ضعف الإدراك، والنوم غير المنتظم، والشعور بالتعب، كما تم تصنيف 89 بالمائة من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمتلازمة التعب المزمن بعد الإصابة بكورونا على أنهم مصابون بكوفيد طويل الأمد، حيث تم تصنيف الغالبية منهم في مجموعة PASC 4، وهي المجموعة الفرعية الأكثر عرضةً للأعراض.

ووجدت الدراسة زيادة بمقدار أربعة أضعاف في خطر الإصابة بمتلازمة التعب المزمن لدى الأشخاص المصابين بعدوى SARS-CoV-2 مقارنة بالأفراد غير المصابين.

يمكن أن تحدث متلازمة التعب المزمن بسبب عدوى حادة، مثل كورونا وتسبب التهاب الدماغ والنخاع الشوكي وإرهاقًا شديدًا لا يتحسن بالراحة، ويمكن أن تؤثر هذه الحالة أيضًا على تركيزك وممارسة أنشطتك اليومية، وتؤدي إلى مشاكل في النوم، ودوار، وألم، بصرف النظر عن العديد من الأعراض الأخرى، ومن الصعب تشخيص الحالة لأنه لا يوجد اختبار لها، وقد لا يبدو الأشخاص المصابون بالاضطراب مرضى لكنهم غير قادرين على القيام بأنشطة طبيعية، ويمكن أن يزداد الأمر سوءًا بسبب أي نشاط بدني أو عقلي مرهق.

أصبحت متلازمة التعب المزمن شائعة بين مرضى كوفيد طويل الأمد، مما يعني أن أعراضها يمكن أن تمتد إلى عدة أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات بعد تعرضهم للإصابة بكورونا، حيث أن كوفيد طويل الأمد هو حالة مزمنة طويلة الأمد يسببها فيروس كوفيد-19، ويرتبط كوفيد طويل الأمد بأكثر من 200 عرض، وقد تظل كما هي بمرور الوقت، أو تزداد سوءًا، أو تختفي ثم تعود.

الشعور بالتعب الشديد وخاصة بعد القيام بأى نشاط، ومشاكل في الذاكرة، والتي غالبًا ما تسمى ضباب الدماغ، والشعور بالدوار أو الدوخة، ومشاكل في التذوق أو الشم وهى من الأعراض الشائعة أيضًا، بجانب مشاكل النوم، والسعال، والصداع، وضربات القلب غير المنتظمة، ومشاكل الجهاز الهضمي، ويمكن أن يسبب كوفيد-19 أيضًا مشاكل في القلب، واضطرابات المزاج، والقلق، والسكتة الدماغية، وجلطات الدم، والسكري.

في حين لا يستطيع الباحثون تحديد ما يسبب كوفيد الطويل بشكل قاطع، إلا أن هناك بعض النظريات حوله، حيث يتلاعب الفيروس المسبب لكوفيد-19 باتصالات الجهاز المناعي مما قد يؤدي إلى خطأ في الخلايا المناعية وتعتبر وقتها خلايا الجسم الطبيعية تهديدًا وتقوم بمحاربتها، وهو ما يسمى برد الفعل المناعي الذاتي، كما افترض البعض أن كوفيد-19 يوقظ الفيروسات التي لم يتم تطهيرها من الجسم، قد يكون الفيروس قادرًا على البقاء في الأمعاء ويمكن أن ينتشر من هناك، ويمكن للفيروس أن يُحدث إتلافًا في الاتصالات في جذع الدماغ أو العصب الذي يتحكم في الوظائف التلقائية في الجسم، والذي يسمى العصب المبهم.

إعطاء الأولوية للنوم، من خلال الحفاظ على جدول نوم ثابت وتوفير روتينًا هادئًا قبل النوم.

اتباع نظام غذائي صحى ومتوازن، من خلال التركيز على الأطعمة الكاملة، بما في ذلك البروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة والفواكه والخضروات.

ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، مثل الأنشطة منخفضة التأثير ومنها اليوجا أو المشي لتعزيز الطاقة.

إدارة الإجهاد، من خلال ممارسة اليقظة أو تمارين التأمل لتقليل التعب والتوتر.

حافظ على رطوبة جسمك، من خلال شرب الكثير من الماء لدعم مستويات الطاقة والصحة العامة.