• دليل المواقع

  • عربي ودولي

    ذوو الأسرى الفلسطينيين: الإبعاد أحلى الأمرّين وحريتهم أغلى


    814 قراءه

    2025-01-18 15:56:15
    174

    بمجرّد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والتوجه لعقد صفقة تبادل للأسرى، أخرجت الفلسطينية تغريد حجة رزمة كبيرة من صور عائلتها، وأخذت تنتقي أكثرها قربا، فيما يبدو استعدادا لمرافقته في إبعاده عن وطنه حال الإفراج عنه من سجون الاحتلال.

    وسليم حجة (52 عاما) المنحدر من قرية برقة قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، واحد من نحو 600 أسير فلسطيني محكومين بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، ويحضّر الاحتلال لإبعاد عدد كبير منهم إلى خارج وطنهم ضمن شروط الإفراج عنهم في الصفقة الجديدة. وهو خيار يبقى على صعوبته "أحلى الأمرّين"، خاصة للأسرى الذين تنعدم فرص الإفراج عنهم بغير صفقات التبادل.

    وتعيش تغريد حجة (أم عمر) حالة ترقّب عصيبة، ولا تريد أن تصدق أي خبر حول الإفراج عنه حتى تراه حرا؛ فقد اكتوت بنار الأمل بتحرره الذي لم يتحقق في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) عام 2011، لكنها لم تفقد هذا الأمل حتى وإن كان الثمن إبعاده خارج فلسطين.

    والإبعاد بالنسبة لأم عمر وعائلتها وعائلات الأسرى له ثمن قاسٍ، فهو يعني اضطرار عائلاتهم للحاق بهم والانسلاخ عن منازلهم ووطنهم أيضا. لكنه أخف الأمرّين، كما تقول، كي لا يبقى زوجها أسيرا يتجرع مر العذاب والعقاب بالتجويع والعزل والضرب والحرمان من رؤية ذويه وزياراتهم.

    إعلان

    وتضيف للجزيرة نت "ليس محبة في الغربة وترك الأهل والدار، لكنه الدواء المر الذي نضطر لأخذه لنخفف ألم الفقد والحرمان والشوق والانتظار سنين طويلة، وخاصة أن الألم كان مضاعفا طوال فترة الحرب".

    بيت العمر وذكرياته

    ومثل غيرها من زوجات وأمهات الأسرى، شيَّدت أم عمر بيت الزوجية، وأعدت غرفه مقسمة للإناث والذكور الذين لم تنجب منهم سوى ابنها عمر بعد أيام من اعتقال والده في أبريل/نيسان 2002.

    وفي البيت أيضا بنت أحلامها ببناء أسرتها وبرؤية زوجها حرا فيه، وزرعته بالأشجار المثمرة والورود لا سيما "وردة الياسمين"، التي يحبها سليم وتحمل اسمه "ياسمينة سليم".

    كل ذلك ستتركه أم عمر خلفها، ومعه كم كبير من الذكريات والأحلام إذا قرر الاحتلال إبعاد زوجها مقابل الإفراج عنه. وهي التي تمنت -كما تقول- أن يسمح له وهو في طريقه للإبعاد "لثوانٍ فقط، ليرى فيها المنزل وأهله"، لكن الأمل في الله لا ينقطع بأن يفرج عنه ويعود إلى داره وبلدته.

    وقضى سليم حجة نحو 30 عاما في سجون الاحتلال، ويواجه حكما بالسجن المؤبد 16 مرة و30 عاما إضافيا، وهو بذلك عاش أكثر من نصف عمره في السجون، وفقد والده وأحباء كثرا خلال ذلك "وآن الأوان" -حسب زوجته- أن يبصر النور ويعيش ما تبقى من حياته حرا.

    ورغم ذلك، يحاصر الخوف عائلة الأسير حجة وخاصة زوجته ونجله عمر الذي يرفض مجرد الحديث عن أمل الإفراج عن أبيه أو أن يعيش الشعور بذلك. "فليس سهلا أن نتفاءل بشيء رغم تداول مواقع إعلامية اسم سليم، وكل ما قمت به أنا حتى الآن هو جمع الصور التي سنأخذها معنا والأوراق الرسمية في حال إبعاده"، تقول الزوجة.

    والدة الأسير وائل الجاغوب (يمين) تترقّب الإفراج عنه في صفقة التبادل مقابل وقف إطلاق النار في غزة (الجزيرة) الحرية أثمن

    شعور بالخوف، رغم الأمل الكبير، يجثم على الفلسطينية صباح الجاغوب والدة الأسير وائل الجاغوب (48 عاما) الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة أيضا، فالإبعاد أمر صعب عليها وعلى نجلها الذي أمل بأن يعود لوطنه وأرضه وأهله، لكن "الحرية لا تقدر بثمن" كما تقول، وتضيف أن الأسرى أنفسهم لا خيار لهم.

    إعلان

    وفي ميادين الاعتصام والتضامن ومؤازرة الأسرى في مدينة نابلس وغيرها، عرفنا أم وائل (65 عاما) وهي تتصدر الاحتجاجات والمسيرات للمطالبة بالإفراج عن نجلها المعتقل منذ 24 عاما، ولم تحتضنه مرة واحدة حتى الآن، ولم يشهد فرحة واحدة معهم من زواج ونجاح وغيرهما.

    وتقول أم وائل للجزيرة نت "التسفير خارج الوطن قرار جائر من الاحتلال، لا يملك الأسير وأهله منه شيئا، لكن حرية وائل أغلى وأثمن، ولأجلها أضحي بأشياء كثيرة، فكلنا يدرك أن أسرى المؤبدات تحديدا لا فرص أمامهم، ونحن والأسرى نعيش على الأمل".

    وعام 2001 اعتقل وائل الجاغوب للمرة الثانية، وحكم بالسجن مدى الحياة، بينما حكم بالسجن لست سنوات عام 1996، ليصبح مجموع ما قضاه بسجون الاحتلال 30 عاما.

    وبدموع الفرح تنتظر أم وائل الإفراج عن نجلها الأسير الذي لم تزره منذ نحو عامين، أي قبل اندلاع الحرب بشهور. وتقول إنها تعيش فرحة لا يضاهيها أي أمر آخر، على الرغم من أنها ستكون منقوصة لعدم وجوده بينهم.

    وتقول "آن لوائل أن يعيش حياته ويتزوج ويكوّن أسرة مثل غيره، لكن حياتنا نحن الفلسطينيين تبقى تحت احتلال وسيظل بيننا الشهداء والجرحى والأسرى، ولذا لن أغادر ميادين التضامن معهم حتى وإن تحرر ابني وائل".

    ويقضي اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى بإفراج المقاومة عن 33 أسيرا إسرائيليا مقابل 1735 أسيرا فلسطينيا، بينهم عدد كبير من "أسرى المؤبدات"، الذين من المقرر أن يطال الإبعاد معظمهم، وسيطال أيضا أسرى بأحكام عالية.

    ملصق للأسير عبد الناصر عيسى خلال فعالية تضامنية مع الأسرى بمدينة نابلس (الجزيرة) الخيار الأفضل

    ولدى عائلة الأسير عبد الناصر عيسى (56 عاما) من مخيم بلاطة بمدينة نابلس، تغيّر مخطط استقبال كبير كانت تعدّ له بعد توقع صدور اسمه في قائمة المبعدين.

    إعلان

    هذا الإبعاد ترى فيه عائلته "الخيار الأفضل" رغم صعوبته، كما تقول شقيقته تمام عيسى، وتضيف "أوضاع الضفة الغربية غير مستقرة بفعل الاحتلال الذي سيظل وجوده يهدد حياة هؤلاء الأسرى، خاصة وأن عبد الناصر قضى 34 عاما بسجون الاحتلال منها 30 متواصلة".

    المصدر


    مشاهدة ذوو الأسرى الفلسطينيين: الإبعاد أحلى الأمرّين وحريتهم أغلى

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ذوو الأسرى الفلسطينيين: الإبعاد أحلى الأمرّين وحريتهم أغلى قد تم نشرة ومتواجد على الجزيره وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24