|
عربي ودولي
دونالد ترامب.. الرجل الذي لا يغادر المشهد
قبل أربع سنوات، غادر دونالد ترامب العاصمة الأمريكية واشنطن، رافضاً الاعتراف بهزيمته في الانتخابات التي فاز فيها منافسه -آنذاك- جو بايدن.
وبينما ساعده اسمه المألوف وأسلوب حملته المثير للجدل في هزيمة السياسيين المخضرمين، فإن فترة ولايته المثيرة بالجدل أدت للإطاحة به من منصبه بعد فترة رئاسية واحدة. إلا أنه بأدائه اليمين الدستورية، بات دونالد ترامب الرئيس 45 للولايات المتحدة، لتتاح له فرصة نادرة، لـ«إعادة تشكيل البلاد على صورته».
في عهد ترامب تحولت أعمال العائلة من الوحدات السكنية في بروكلين وكوينز إلى مشاريع فاخرة في مانهاتن.
وأصبح شارع فيفث أفينيو الشهير موطنا لبرج ترامب، الذي يعتبر أشهر ممتلكات قطب الأعمال ومسكنه لسنوات عديدة، كما تم ترميم فندق كومودور المتهالك وتحويله إلى فندق جراند حياة.
أنشأ دونالد ترامب عقارات أخرى تحمل العلامة التجارية له، بالإضافة إلى شقق سكنية، وملاعب غولف وفنادق - من أتلانتيك سيتي وشيكاغو ولاس فيغاس إلى الهند وتركيا والفلبين.
عالم الترفيه لم يكن بعيدا عن قطب العقارات، فاشتهر أولا كمالك لمسابقات ملكة جمال الكون، وملكة جمال الولايات المتحدة، وملكة جمال مراهقات الولايات المتحدة، ثم كمقدم لبرنامج تلفزيون الواقع The Apprentice على قناة «إن بي سي».
أعلن ترامب إفلاس شركاته في ست مناسبات منفصلة، كما انهارت العديد من مشاريعه، بما في ذلك ترامب ستيكس وترامب يونيفرسيتي.
كما قام ترامب بحماية معلوماته الضريبية من التدقيق، وكشفت تقارير نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» في عام 2020 عن سنوات من التهرب الضريبي على الدخل والخسائر المالية المزمنة.
عرف ترامب بحبه للنساء، فقد تزوج في 1977 عارضة الأزياء والرياضية التشيكية الأصل إيفانا زلينكوفا ورزق منها بثلاثة أبناء: دونالد ترامب جونيور، إيفنكا وإيريك، قبل أن ينفصل عن زوجته عام 1992.
تزوج مجددا في 1993 من الممثلة ومقدمة التلفزيون الأمريكية مارلا آن مابلس بعد سنة واحدة من طلاقه. ورزق ترامب بطفلة من الممثلة أسماها تيفاني، ودام زواجه ست سنوات قبل أن ينفصل عن زوجته الثانية في 1999.
وفي 2005، تزوج رجل الأعمال الأشهر في أمريكا من الحسناء السلوفانية وعارضة الأزياء ميلانيا كنوس والتي رزق منها بولد اسمه بارون وليام.
ترامب واجه عدة مصاعب في إدارة مشاريعه العقارية العملاقة خلال التسعينات، وكاد أن يشهر إفلاسه خلال أزمة العقارات في 1990 نتيجة ارتفاع قيمة ديونه التي بلغت مليارات الدولارات، لكنه استطاع التغلب على هذه المصاعب والإشعاع مجددا.
وواجه أزمة جديدة كادت تعصف بإمبراطوريته في 2005 بعد أن سجلت كازينوهاته في مدينة «أتلانتيك سيتي» خسائر فادحة قبل أن ينقذ مجددا مجموعته من الانهيار في آخر لحظة.
ورغم أن العديد من شركاته أفلست، فإن دونالد ترامب كثيرا ما يتباهى بثروته التي يضخمها أحيانا، ويقول إنها تناهز 10 مليارات دولار.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن الإقرار الضريبي لعام 1995 لترامب، والذي أفاد بأنه أعلن عن خسائر بقيمة 918 مليون دولار، ليتجنب بذلك دفع ضرائب على دخله لأكثر من 10 سنوات.
في مقابلة أجريت معه عام 1980، وصف ترامب البالغ من العمر 34 عاماً السياسة بأنها «حياة بائسة للغاية»، قائلا إن «الأشخاص الأكثر كفاءة» يختارون بدلاً من ذلك عالم الأعمال.
وبحلول عام 1987، بدأ في الترويج لترشحه للرئاسة، وقد فكر لفترة وجيزة في دخول سباق عام 2000 مع حزب الإصلاح، ثم فكر مرة أخرى في عام 2012 كجمهوري.
كان ترامب من بين أبرز المؤيدين لنظرية المؤامرة التي تشكك في ميلاد باراك أوباما في الولايات المتحدة، ولم يعترف ترامب بأنها كذبة حتى عام 2016، ولم يعتذر عنها قط.
ولم يعلن ترامب رسميا عن ترشحه للبيت الأبيض إلا في يونيو/حزيران 2015، حيث أعلن عن موت الحلم الأمريكي لكنه وعد بـ«إعادته أكبر وأفضل». وفي خطابه، تفاخر ترامب بثروته ونجاحه التجاري، واتهم المكسيك بإرسال المخدرات والجريمة إلى الولايات المتحدة، ووعد بجعل البلاد تدفع ثمن بناء جدار حدودي.
تحت شعار حملته «جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» نجح ترامب بسهولة في تجاوز منافسيه في الحزب الجمهوري ليواجه الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وقد شابت حملته الانتخابية الكثير من الجدل، بما في ذلك تسريب شريط صوتي له وهو يتفاخر بالاعتداء الجنسي، كما كان متخلفا في استطلاعات الرأي طول الانتخابات العامة.
لكن ترامب كان له الضحكة الأخيرة على المعلقين وخبراء استطلاعات الرأي بفوزه المذهل على سياسي مخضرم، وقد أدى اليمين الدستورية كرئيس خامس وأربعين للبلاد في العشرين في يناير/كانون الثاني 2017.
منذ الساعات الأولى من توليه منصبه جلب دراما مثيرة إلى وظيفته، فكان غالبا ما يصدر إعلانات رسمية على «إكس» ويصطدم علنا مع الزعماء الأجانب.
ولقد انسحب ترامب من اتفاقيات رئيسية تتعلق بالمناخ والتجارة، وحظر السفر من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وأصدر قيودا صارمة أخرى على الهجرة، وشن حربا تجارية مع الصين، ونفذ تخفيضات ضريبية قياسية، وأعاد تشكيل العلاقات في الشرق الأوسط.
وعلى مدى ما يقرب من عامين حقق محقق خاص في مزاعم تواطؤ بين حملة ترامب الانتخابية في عام 2016 وروسيا، وواجه أربعة وثلاثون شخصا اتهامات جنائية في مسائل مثل القرصنة الحاسوبية والجرائم المالية، لكن ليس ترامب، ولم يثبت التحقيق وجود تواطؤ جنائي.
وبعد فترة وجيزة أصبح ترامب ثالث رئيس أمريكي في التاريخ يخضع للعزل، بسبب اتهامات بأنه مارس ضغوطا على حكومة أجنبية لكشف معلومات مسيئة لمنافسه الديمقراطي جو بايدن، وقد عزله مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون، لكن مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون برأه.
كانت جائحة فيروس كورونا هي السائدة في عام انتخابه 2020، وواجه ترامب انتقادات شديدة بسبب تعامله مع الأزمة، حيث أصبحت الولايات المتحدة الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات والإصابات في العالم، وبسبب تعليقاته المثيرة للجدل، مثل اقتراح إجراء بحث حول ما إذا كان من الممكن علاج الفيروس عن طريق حقن الجسم بمطهر.
واضطر إلى أخذ استراحة من حملته الانتخابية في أكتوبر/تشرين الأول بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا، وعلى الرغم من أنه حصل في النهاية على 74 مليون صوت -أكثر من أي رئيس أمريكي آخر- فإنه خسر السباق أمام بايدن بفارق أكثر من سبعة ملايين صوت.
ومن نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إلى يناير/كانون الثاني 2021، عزز مزاعم سرقة الأصوات والاحتيال الانتخابي على نطاق واسع، وهي مزاعم تم إسقاطها في أكثر من 60 قضية أمام المحكمة.
ورفض ترامب قبول النتائج، وحشد أنصاره في واشنطن في 6 يناير/كانون الثاني، وحثهم على التجمع في مبنى الكابيتول، حيث كان من المقرر أن يتم التصديق رسميا على فوز بايدن من قبل الكونغرس.
وتحولت تلك المظاهرة إلى أعمال شغب عرضت المشرعين ونائب الرئيس للخطر، وأدت إلى محاكمة تاريخية ثانية لترامب، وبرأ مجلس الشيوخ ترامب مرة أخرى، وإن كان بأغلبية ضئيلة، وأفعاله في ذلك اليوم أصبحت الآن محور قضيتين جنائيتين.
بدت مسيرة ترامب السياسية وكأنها في حكم الميت بعد اقتحام مبنى الكابيتول، فقد تعهد المانحون والمؤيدون بعدم دعمه مرة أخرى، بل حتى أقرب حلفائه تبرأوا منه علناً.
ولقد تخطى حفل تنصيب خليفته وانتقل مع عائلته إلى فلوريدا، لكن بفضل جيش مخلص من المعجبين الذين ما زالوا يدعمونه احتفظ بنفوذه الهائل على الحزب الجمهوري.
ولعل الإرث الأكثر ديمومة لرئاسته جاء بعد انتهائها عندما ساعد القضاة الثلاثة اليمينيين الذين رشحهم للمحكمة العليا خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، في إنهاء ما يقرب من خمسين عاما من حقوق الإجهاض الوطنية.
وعلى الرغم من إلقاء اللوم عليه بسبب النتائج الضعيفة للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، أعلن ترامب ترشحه مرة أخرى للرئاسة وسرعان ما أصبح المرشح الأوفر حظا بين الجمهوريين.
وتحداه أكثر من اثني عشر منافسا -بمن في ذلك نائبه السابق- لكنهم فشلوا، إذ تجنب ترامب مرحلة المناظرة ووجه نيرانه نحو بايدن.
ولقد اتسمت فترة ولاية الرئيس الديمقراطي -الذي كان غير محبوب تاريخيا- بالانتعاش الاقتصادي بعد الوباء ومكاسب البنية التحتية، لكن أيضا بالتضخم المرتفع، وأزمة على الحدود وفوضى في السياسة الخارجية.
وفي يوليو/تموز الماضي توج الجمهوريون ترامب رسميًا كمرشح رئاسي للمرة الثالثة على التوالي، مما مهد الطريق لمباراة إعادة في انتخابات عام 2020، إلا أن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي تسبب في تعديل على جولة الإعادة لتكون بينه وبين نائبة الرئيس كامالا هاريس. وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، حقق دونالد ترامب عودة دراماتيكية، بفوزه على منافسته كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية. وفي 6 يناير/كانون الثاني الحالي، صدق الكونغرس، على فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، خلال جلسة ترأستها كامالا هاريس نائبة الرئيس التي خسرت الانتخابات، ليؤدي اليوم الإثنين 20 يناير/كانون الثاني اليمين الدستورية رسميًا رئيسا للولايات المتحدة.
مشاهدة دونالد ترامب.. الرجل الذي لا يغادر المشهد
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ دونالد ترامب.. الرجل الذي لا يغادر المشهد قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.