منظمة الصحة العالمية: نعمل على تقدير الخسائر في غزة.. وتنفيذ خطة مدتها 60 يومًا لاستعادة النظام الصحي

قال الدكتور عوض مطرية، مدير التغطية الصحية الشاملة بمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة تعمل حاليًا على تقدير الخسائر وتحديد المبالغ المالية التي يحتاجها إعادة بناء غزة، حيث تسعى المنظمة مع الشركاء وجميع مؤسسات الأمم المتحدة إلى الإسراع في عملية الإعمار بشكل عاجل.

وأضاف مطرية -في تصريحات خاصة لـ"الشروق"- أن المنظمة تواجه حاليًا كارثة إنسانية بكل المقاييس في غزة، حيث إن الدمار شامل لجميع المرافق. ووفقًا لممثل المنظمة في غزة الأسبوع الماضي، فإنه لا توجد حياة داخل القطاع.

وأكد مطرية أن المنظمة كانت تتابع النظام الصحي في غزة طوال فترة العدوان الإسرائيلي عليها، وكانت تعمل على تلبية احتياجات المستشفيات هناك بقدر المستطاع، خاصة في ظل النقص الشديد في الكوادر الطبية والمستشفيات والأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية.

ولفت مطرية إلى أن نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى يعمل جزئيًا، كما أن جميع المستشفيات تقريبًا قد تضررت أو دُمرت، ولا يعمل من مراكز الرعاية الصحية الأولية سوى 38% فقط.

وفي بيان لها، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها ستنفذ خطة مدتها 60 يومًا لدعم استعادة النظام الصحي وتوسيع نطاق الاستجابة في غزة.

ولفتت المنظمة إلى أن جميع سكان غزة واجهوا عمليات نزوح متعددة، وقد قُتل أكثر من 46 ألف شخص، وجُرح أكثر من 110 آلاف شخص، ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.

وتشير التقديرات إلى أن 25% من المصابين، أي حوالي 30 ألف شخص، يواجهون إصابات قد تغير مجرى حياتهم وسيحتاجون إلى إعادة تأهيل مستمر. تعد فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية المتخصصة محدودة للغاية، وتُجرى عمليات الإجلاء الطبي إلى الخارج ببطء شديد. وقد زاد انتقال الأمراض المعدية، وسوء التغذية آخذ في التفاقم، ولا يزال خطر المجاعة قائمًا، بحسب البيان.

وقالت المنظمة إن تدهور النظام العام، الذي تفاقم بسبب العصابات المسلحة، يثير مزيدًا من المخاوف. وتشكل تلبية الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة بالنظر إلى حجم الدمار والتعقيدات والقيود التنفيذية.

ولفتت المنظمة إلى الحاجة إلى ضخ مليارات الدولارات لدعم تعافي النظام الصحي، وهو ما سيتطلب التزامًا ثابتًا من المانحين والمجتمع الدولي.

وأكدت المنظمة جاهزيتها لتوسيع نطاق الاستجابة بالتعاون مع شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة، ولكن من الضروري إزالة العقبات الأمنية التي تعوق العمليات، حيث ستحتاج المنظمة إلى تهيئة ظروف ميدانية تسمح بالوصول المنتظم إلى السكان في غزة وتمكين تدفق المساعدات عبر جميع الحدود.

وتابعت المنظمة أنها وشركاءها يحتاجون إلى مزيد من التمويل لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة وبدء جهود استعادة النظام الصحي، مع التركيز على القوى العاملة وسلسلة الإمداد والبنية التحتية.

وأكدت المنظمة أن الظروف الراهنة تتطلب تعزيز عمليات الإحالة للحصول على الرعاية الحرجة داخل غزة، وتيسير عمليات الإجلاء الطبي عبر الحدود.

وتدعو منظمة الصحة العالمية جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزامها بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة في الأرض الفلسطينية المحتلة.