مفتاح كيميائي لتجديد الأعصاب المريضة.. السر في نباتات الجاردينيا

كشف دراسة رائدة أجراها فريق من العلماء من عدة مراكز بحثية في الولايات المتحدة أن "الجينيبين"، وهو مركب مشتق من نبات الجاردينيا، قد يكون قادرا على تعزيز تجديد الأعصاب، مما يوفر أملا للمرضى الذين يعانون من الحالات النادرة للأمراض التنكسية العصبية.

وتركز الأبحاث على داء خلل التنسج العصبي العائلي، وهو اضطراب ناتج عن طفرة جينية تؤدي إلى تدهور الأعصاب الطرفية، مما يؤثر على وظائف الجسم الحيوية مثل التنفس وضغط الدم ونبضات القلب.

ويتم استخراج الجينيبين من ثمار (الجاردينيا الكيب)، وهو مركب معروف في الطب التقليدي، خصوصا لاستخداماته في علاج الالتهابات والاكتئاب والأرق، كما تم دراسته لخصائصه المحتملة في مكافحة السرطان.

تشير النتائج الأخيرة، التي نُشرت في مجلة العلوم الطبية الانتقالية، إلى أن الجينيبين قد يلعب دورا حيويا في تجديد الخلايا العصبية المتأثرة بداء خلل التنسج العصبي العائلي.

ويقول الدكتور كينجي سايتو-ديّاز، الباحث في جامعة جورجيا، والباحث الرئيس في الدراسة: "داء خلل التنسج العصبي العائلي هو اضطراب مدمر يؤثر بشكل خاص على النظام العصبي الطرفي، مما يؤدي إلى أعراض عصبية وقلبية خطيرة،وتظهر نتائجنا أن الجينيبين لديه القدرة على مقاومة تدهور الأعصاب وتعزيز التطور السليم للخلايا العصبية، حتى في المرضى الذين يعانون من هذه الحالة."

وعلى الرغم من أن المركب تم اختباره حتى الآن فقط في المختبرات ونماذج الحيوانات، إلا أن النتائج الأولية مشجعة.

وفي التجارب، نجح الجينيبين في تعزيز تطور الخلايا العصبية الحسية ومنع التدهور المبكر للخلايا من مرضى داء خلل التنسج العصبي العائلي، كما أظهر تأثيرات إيجابية في نموذجين حيوانيين لهذه المرض، مما شجع على تجديد الأعصاب الطرفية.

يعتقد الفريق البحثي أن الخصائص العلاجية للجينيبين تعود إلى قدرته على تقوية المصفوفة الخلوية الخارجية، وهي شبكة تدعم هيكل الخلايا، بالإضافة إلى تأثيراته على نمو الأعصاب، حيث وجد أن الجينيبين يساعد في تجديد المحاور المقطوعة، وهي امتدادات للخلايا العصبية أساسية للتواصل بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم.