الشعور بالدُّوَار بعد تناول الطعام يُعَدُّ من الأعراض التي قد تواجهها العديد من النساء، ويمكن أن يكون سببه مجموعة من العوامل الصحية أو الغذائية. اكتشفي بالتفصيل أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالدُّوَار بعد الأكل، مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب واختصاصية التغذية للحصول على التشخيص والعلاج المناسب، مع اختصاصية التغذية جنى حرب لـ"سيِّدتي".
اختصاصية التغذية جنى حرب
انخفاض ضغط الدم بعد الأكل "Postprandial Hypotension"
يحدث هذا الأمر عندما ينخفض ضغط الدم بشكل ملحوظ بعد تناول الطعام؛ ما يؤدي إلى ضعف تدفُّق الدم إلى الدماغ والشعور بالدُّوَار. غالباً ما يعاني من هذا الأمر كبار السن، ولكنه قد يحدث عند النساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الجهاز العصبي أو القلب.
أسباب انخفاض ضغط الدم بعد الأكل
تمدُّد الأوعية الدموية وزيادة تدفُّق الدم إلى
الجهاز الهضمي لهضم الطعام.
عدم قدرة الجسم على تعويض هذا الانخفاض بشكل كافٍ.
انخفاض مستوى
السكر في الدم "Reactive Hypoglycemia": انخفاض مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام يُعرف باسم "نقص السكر التفاعلي"، وهو حالة تحدث عندما ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل كبير بعد فترة قصيرة من تناول وجبة. تُعتبر هذه المشكلة أكثر شيوعاً عند النساء، خاصة إذا كُن يعانين من عوامل صحية أخرى مثل مقاومة
الإنسولين أو اضطرابات في التمثيل الغذائي.
كيف يحدث انخفاض السكر بعد الأكل؟
بعد تناول وجبة، يرتفع مستوى السكر في الدم نتيجة لهضم الكربوهيدرات وامتصاصها. استجابة لذلك، يفرز البنكرياس هرمون الإنسولين لمساعدة الخلايا على امتصاص السكر من الدم واستخدامه كمصدر للطاقة.
إفراز مفرط للإنسولين: يفرز البنكرياس كمية أكبر من الإنسولين؛ ما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل مفرط بعد ساعتين إلى أربع ساعات من تناول الطعام.
انخفاض حاد للسكر: هذا الانخفاض يسبِّب نقص الجلوكوز الذي يغذِّي الدماغ والعضلات؛ ما يؤدي إلى ظهور الأعراض.
من المفيد التعرُّف إلى: أخطاء شائعة يجب تجنُّبها عند ممارسة الرياضة وفق طبيبة.
الأعراض الشائعة لانخفاض السكر التفاعلي
قد تظهر الأعراض بعد فترة قصيرة من تناول الطعام -Image by 8photo on Freepik
قد تظهر الأعراض بعد فترة قصيرة من تناول الطعام وتشمل:
الشعور المفاجئ بالدوخة أو الإغماء.
التعرُّق المفرط حتى في حالة عدم بذل مجهود.
تسارع
ضربات القلب "الخفقان".
الضعف العام أو الارتجاف.
الجوع الشديد حتى بعد الأكل.
صعوبة في التركيز أو التشوش الذهني.
التوتر العصبي.
أسباب انخفاض السكر التفاعلي
تناول كميات كبيرة من
الكربوهيدرات المكرَّرة: الأطعمة مثل الحلويات، المشروبات الغازية، والخبز الأبيض؛ تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في السكر في الدم، يتبعه انخفاض سريع نتيجة الإفراط في إفراز الإنسولين.
اضطرابات في استجابة الإنسولين: قد تكون النساء اللواتي يعانين من مقاومة الإنسولين، مثل حالات تكيُّس المبايض أو
السمنة، أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
اضطرابات هرمونية: عدم توازن هرمونات الغدة الكظرية أو الغدة الدرقية يمكن أن يؤثر في قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم.
أمراض أخرى: مشاكل الكبد أو الكُلَى التي تؤثر في تخزين أو إفراز السكر.
وجود تاريخ مرضي مع جراحة في الجهاز الهضمي مثل تحويل المسار، حيث يقلُّ امتصاص الطعام بشكل طبيعي.
كيفية الوقاية والتعامل مع انخفاض السكر التفاعلي
تعديل النظام الغذائي وتناول وجبات صغيرة ومتكرِّرة: توزيع الوجبات على مدار اليوم يمنع التقلُّبات الحادة في مستويات السكر.
تجنُّب الكربوهيدرات المكرَّرة: التركيز على الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان، الكينوا والأرز البني.
إضافة البروتين والدهون الصحية: تناول البروتين "مثل البيض واللبن" والدهون الصحية "مثل الأفوكادو والمكسرات" يبطئ من امتصاص السكر.
شرب السوائل بكثرة: شرب الماء بانتظام يساعد في تحسين الدورة الدموية وتوازن السكر.
تجنُّب الكافيين المفرط: المشروبات التي تحتوي على الكافيين قد تزيد من اضطرابات السكر في الدم لدى بعض النساء.
الشعور بالدُّوَار بعد الأكل: متى تجب مراجعة الطبيب؟
رغم أن تعديل النظام الغذائي قد يساعد في السيطرة على نقص السكر التفاعلي، من الضروري استشارة الطبيب إذا:
استمرت الأعراض أو ازدادت شدَّتها.
كنتِ تعانين من أمراض مزمنة مثل السكري أو مشاكل الغدة.
إذا كان الشعور بالدُّوَار مصحوباً بفقدان للوعي أو صعوبة في التنفس.
الجفاف أو نقص السوائل: إذا كانت المرأة تعاني من الجفاف أو نقص السوائل في الجسم، فإن تناول الطعام قد يزيد من الضغط على الجهاز الهضمي؛ ما يؤدي إلى الشعور بالدُّوَار.
دور اختصاصية التغذية: ستساعد اختصاصية التغذية في تصميم خطة غذائية مخصَّصة لمنع انخفاض السكر وتحسين جودة الحياة. كما ستقدِّم نصائح حول اختيار الأطعمة المناسبة وتوزيع الوجبات بما يتناسب مع احتياجاتكِ الصحية.
عوامل تساهم في الشعور بالدُّوَار بعد الأكل
عدم شرب كميات كافية من الماء.
فقدان السوائل نتيجة التعرُّق المفرط أو المرض.
نصائح لتخفيف الدُّوَار بعد الأكل
تناول وجبات صغيرة ومتكرِّرة بدلاً من الوجبات الكبيرة.
تجنُّب الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون المشبَّعة.
شرب كمية كافية من الماء قبل الوجبات وبعدها.
الجلوس لفترة قصيرة بعد الأكل لتجنُّب انخفاض الضغط المفاجئ.
خاتمة
الشعور بالدُّوَار بعد الأكل قد يكون ناتجاً عن أسباب متعدِّدة، بعضها مرتبط بالحالة الصحية أو التغذية. لذلك، يُنصح دائماً بعدم تجاهل هذا العارض واستشارة الطبيب و/أو ختصاصية التغذية للحصول على التشخيص والإرشادات اللازمة لتحسين الصحة والوقاية من المضاعفات.
يُنصح بمتابعة: ما الأكل الممنوع لمرضى جلطة الساق لتقليل المخاطر وفق اختصاصية؟
* ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.