«اختفاء في «مثلث الموت».. تزايد خطر الإرهاب بغرب أفريقيا

واقعة لافتة شهدتها منطقة الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر في الأيام الأخيرة، تُظهر تمدد الإرهاب في المنطقة، المعروفة بـ "مثلث الموت".

وأعلنت "المنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط" (تجمع نقابي مقره الرباط)، اختفاء 4 سائقين مغاربة عند منطقة الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر، التي ينشط فيها تنظيما "القاعدة" و "داعش" الإرهابيان.

وقال رئيس الاتحاد الأفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك المتعدد الوسائط، والأمين العام للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك مصطفى شعون، في بيان نشره حساب المنظمة على موقع "فيسبوك" أمس، إن 4 سائقين مغاربة على متن ثلاث شاحنات دولية اختفوا منذ صباح السبت الماضي، عند الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر.

وأوضح شعون، أن السائقين الأربعة غادروا مرآبا للسيارات يقع على بعد حوالي 60 كيلومترًا من الحدود، قبل اختفائهم، لافتا إلى أن السلطات في بوركينا فاسو حذرت جميع سائقي الشاحنات، بمن فيهم المغاربة، من البقاء في الموقع بسبب مشاكل السلامة على الطرق إلى النيجر".

وأضاف أنه منذ مغادرتهم، انقطعت كل الاتصالات مع السائقين الأربعة، معربا عن اعتقاده بأنهم "خطفوا في غابة قرب الحدود، حيث تعمل عدة مجموعات إرهابية مسلحة".

وأعرب عن بالغ قلقه إزاء وضع السائقين، في ظل تكرار تلك الحوادث، مشيرا إلى أنه في بداية يناير/كانون الثاني، استُهدفت نحو 30 شاحنة مغربية بإطلاق نار في مدينة "نيورو" الحدودية بين مالي وموريتانيا.

وجاءت تلك الاستهدافات إثر اشتباكات بين عصابات مسلحة والجيش المالي في المنطقة القريبة من الحدود الموريتانية.

وفي وقت لاحق، نقلت مواقع مستقلة مغربية عن شعون قوله إنه أُبلغ بإطلاق سراح السائقين الأربعة، مؤكدا أن جماعات إرهابية خطفتهم.

وذكر أن تلك الجماعات استولت على الشاحنات التي كانت تنقل سلعا غذائية إلى دول أفريقية، لافتا إلى جهود تجرى لاسترداد الشاحنات.

وأظهرت تلك الواقعة تعاظم خطر الإرهاب في منطقة الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر، وأيضا بين الأولى ومالي، التي تشهد حوادث مماثلة.

وكان تقرير للجنة مجلس الأمن المعنية برصد نشاط تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قال إن تنظيمي "القاعدة" و "داعش" يسعيان إلى التوسع في غرب أفريقيا، والسيطرة على الممرات اللوجستية على الحدود بين دول الإقليم.

وحذر التقرير من أن زعزعة استقرار بلدان غرب أفريقيا بالكامل في الأجل المتوسط يظل "خطرا محتملا"، مع ترجيح "تشكيل محور يجذب المقاتلين الذين يسعون إلى تصعيد التهديد على الصعيد الدولي".

وحسب التقرير، فإن تنظيم "القاعدة"، الذي تمثله جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، يملك في غرب أفريقيا ما يقرب من 5 آلاف إلى 6 آلاف مقاتل، أما "داعش" فيتراوح عدد مقاتليه ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف.

وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة يتوسع في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

ولفت إلى قلق بشكل خاص إزاء الوضع في بوركينافاسو، التي يتمتع فيها التنظيم بِحُرية كبيرة في التحرك في جميع أنحاء البلاد ويُزيد من الضغط على مختلف البلدات مع تقدمه ناحية الممرات اللوجستية مع مالي والنيجر.

وأوضح أن تنظيم "القاعدة"، لا يتوقف عن شن الهجمات على المصالح الأجنبية في المنطقة مثل عمليات الاختطاف.

أما بخصوص تنظيم "داعش"، فقد ذكر التقرير أنه اتخذ من مالي والمنطقة الحدودية مع بوركينافاسو والنيجر معقلا له.

ويسعى تنظيم "داعش"؛ باستمرار إلى توسيع أراضيه، لاسيما عبر النيجر، حيث زاد من هجماته منذ بداية عام 2024، فيما تستمر حركة عناصره بمنطقة ليبتاكو الحدودية بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.