إضعاف حزب الله و«حصاد» حماس.. رئيس الأركان الإسرائيلي يرسم التغيّرات

خارطة تغيرات رسمها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في كلمة متلفزة ألقاها، مساء الثلاثاء، بعد ساعات على إعلان استقالته.

واستقال هاليفي إقرارا بمسؤوليته عن "الفشل" في التصدي للهجوم الذي شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، وذلك في اليوم الثالث لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال هاليفي إن «الشرق الأوسط تغير وخارطة التهديدات تغيرت أيضا بشكل جذري».

وأضاف: «حاربنا إيران بشكل مباشر وضربنا وكلائها في المنطقة»، معتبرا أن طهران «تعرف اليوم مدى قوتنا وستشعر بها في الوقت الذي يتطلب ذلك».

وتابع: «من خلال ضربات جوية لاستهداف قدرات المحور الإيراني، غيرنا جذريا حجم التهديد المستقبلي من سوريا».

وأشار إلى أن «إضعاف قوة حزب الله في لبنان واضح جدا ومن واجبنا الحفاظ على ذلك في المستقبل».

في كلمته، أعلن هاليفي أن الجيش قتل نحو «20 ألف عنصر من حماس» خلال الحرب في قطاع غزة التي اندلعت قبل أكثر من 15 شهرا.

وأكد أن «الجناح المسلح لحماس تضرر بشكل كبير»، مضيفا أن إسرائيل قتلت كبار قادة الحركة و«نحو 20 ألف عنصر من حماس».

وكتب هاليفي في رسالة استقالته التي نقلها الجيش لوكالة فرانس برس "إقرارا بمسؤوليتي عن فشل الجيش في 7 أكتوبر (تشرين أول 2023)، وفي الوقت الذي يسجل فيه الجيش انتصارات كبيرة على كافة الجبهات وينفذ الاتفاق الجديد لإطلاق سراح الرهائن، أطلب إعفائي من مهامي في 6 مارس/ آذار 2025".

وأشار إلى أن "أهداف الحرب لم تتحقّق بعد جميعها، وسيستمرّ الجيش في القتال لتفكيك حماس بعد أكثر وقدراتها على الحكم وضمان عودة الرهائن" وعودة الإسرائيليين الذين نزحوا بسبب الهجمات المسلّحة.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال عندما شنّ الحرب على حماس في غزة إن الهدف هو القضاء بالكامل على حركة حماس.

وأقرّ هاليفي البالغ 57 عاما الذي يتولّى هذا المنصب منذ يناير/ كانون الثاني 2023 بأنه "خلال 40 عاما، كرست حياتي لحماية دولة إسرائيل"، لكن "صباح 7 أكتوبر، أخفق الجيش بإدارتي في مهمته حماية المواطنين الإسرائيليين".

وكشف أن "مسؤوليتي في هذا الفشل الفادح تلازمني كلّ يوم وستلازمني مدى الحياة".

وشكر نتنياهو هاليفي على "سنوات الخدمة والقيادة الطويلة في الجيش وخلال حرب على سبع جبهات حقّقت لدولة إسرائيل انتصارات كبيرة"، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

غير أن هذه الاستقالة شكّلت ضربة موجعة للحكومة الإسرائيلية التي هي أصلا في وضع سياسي حرج، وبعد دقائق من الإعلان عنها، دعا زعيم المعارضة إلى استقالة الحكومة.

وكتب يائير لبيد عبر منصة «إكس»، يقول: "الآن حان الوقت ليتحملوا المسؤولية ويستقيلوا - رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها".

وأكّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أنه سيلتقي بالمرشّحين المحتملين لخلافته "في الأيّام المقبلة"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وقال "سأختار أفضل مرشّح لتأدية هذه المهمّة".

وتطرّقت وسائل الإعلام المحلية إلى اسمين هما إيال زمير مدير وزارة الدفاع، وأمير برعام نائب رئيس أركان القوّات المسلّحة.

وأعلن الجيش أيضا عن استقالة الجنرال يارون فينكلمان قائد المنطقة الجنوبية.

وتعود آخر استقالة بهذا المستوى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى أبريل/ نيسان 2024 عندما تخلّى الجنرال أهالون هاليفا رئيس شعبة الاستخبارات عن منصبه.