|
عربي ودولي
لاجئون سوريون في مخيم الزعتري بالأردن.. التردد يرجئ خيار العودة (صور)
لاجئون سوريون بمخيم الزعتري في الأردن لا يزالون متردد حيال العودة بسبب ما وجدوا في البلد المضيف من استقرار طوال سنوات الأزمة. فرغم مرور حوالي شهر ونصف الشهر على سقوط نظام بشار الأسد، إلا أن العديد من هؤلاء اللاجئين بأكبر مخيمات اللجوء السورية في العالم، يترددون في حسم قرار يبدو صعبا أكثر مما كانوا يظنون. ويبدو شارع "الشانزليزيه" بالمخيم الواقع على بعد حوالى 70 كيلومترا شمال-شرق العاصمة الأردنية عمان، والذي سُمي تيمنا بالجادة الباريسية الشهيرة لما يشهد من حركة تجارية ومطاعم ومحال مختلفة، أقل ازدحاما مما كان عليه في سنوات سابقة. ويقول يوسف الحريري البالغ 60 عاما، وهو صاحب محل مواد بناء في الشارع لوكالة فرانس برس: "لا يمكنني العودة. العودة تعني الخسارة من كل الجوانب وبيع المحل صعب". ويضيف: "الوضع الداخلي غير مناسب في سوريا حاليا، فهناك غلاء فاحش وعناصر مسلحة متمردة. بيوتنا هناك مدمرة" ، مشيرًا إلى أن "الرؤية لما يجري في سوريا غير واضحة حتى الآن، والأفضل أن أبقى هنا أنا وعائلتي بأمان". وسقط حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما دخلت فصائل معارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام" إلى دمشق إثر هجوم خاطف. وبعدما اندلع النزاع في سوريا العام 2011 الذي خلف ملايين اللاجئين، افتتح مخيم الزعتري في 2012 بمحافظة المفرق، وأصبح سريعا أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم. وحينها، كان المخيم مجرد خيام نصبت على عجل في أرض خالية، قبل إيصال الخدمات إليه واستبدال الخيام ببيوت جاهزة ليتحول إلى ما يشبه مدينة. وبعدما وصل عدد قاطنيه إلى 140 ألفا في بضع السنوات، بات الآن يأوي 75 ألفا، وفقا للناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في الأردن رولان شونبور. معظم قاطني المخيم فروا سيرا من درعا في جنوب سوريا الحدودية مع الأردن، أي من حيث انطلقت شرارة أحداث أدت لاندلاع الحرب. ويتساءل خالد الزعبي (72 عاما)، صاحب متجر في المخيم الذي يقيم فيه منذ 13 عاما: "إلى أين نعود؟ 90% من الدور مهدمة والجو بارد جدا والحالة المادية لمعظمنا لا تسمح بالعودة، فلا أحد يعرف كيف سيكون الوضع هناك". ويضيف متكئا على عكاز خشبي: "هنا في الأردن.. شعرت أنني إنسان وأفضل البقاء الآن". ويقول الرجل الذي كان يعمل "مخللاتي" في درعا، إن عائلته كانت مؤلفة من ستة أفراد عندما وصل، وباتت الآن تضم 18 فردا ما يصعب العودة إلى "وضع مجهول (..) خصوصا أن المفوضية (الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين) لا تقدم أي مساعدة للعودة". وتتوفر خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والصحة والتعليم بالمجان في الزعتري، ويتلقى كل سوري مساعدات نقدية للغذاء مع إمكانية المغادرة للعمل خارجه والعودة، ما يجعل قاطنيه مترددين تجاه العودة. يقول رضوان الحريري (54 عاما)، وهو أب لثلاثة أبناء وجد لـ12 حفيدا ولدوا جميعا في الأردن، إن عائلته تحصل شهريا على مساعدة مادية من المفوضية. ويضيف الرجل الذي كان عامل بناء في درعا وهو اليوم إمام مسجد في المخيم، أن في سوريا "لا أحد يساعدك ولا يوجد عمل، وكل من نتصل به هناك ينصحنا بعدم العودة الآن". ويؤكد: "منذ جئنا إلى المخيم تعودنا على الحياة هنا، من الصعب أن نتركه". وتقول عمان إن عدد السوريين الذين غادروا الأردن عبر معبر جابر الحدودي مع سوريا تجاوز 52 ألفا منذ سقوط الأسد. وقدّرت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن مليون لاجئ سوري قد يعودون إلى بلدهم من دول اللجوء بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2025. إلا أنها ترى أن الظروف قد تكون غير ملائمة لعودتهم إلى بلدهم. ويقول رولان شونبور: "انعدام الأمن لا زال مقلقا، وهناك الكثير من عدم الاستقرار واشتباكات مسلحة في بعض المناطق، وعدد متزايد من الضحايا المدنيين بسبب مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة". لكنه يؤكد أن "لكل لاجئ الحق في العودة إلى وطنه والمفوضية تقدم المشورة والمعلومات له، لكنّ تحديد الوقت المناسب للعودة الطوعية يبقى قرارهم". وتفيد لأمم المتحدة أن الأردن استضاف منذ بدء النزاع السوري نحو 680 ألف سوري مسجلين كلاجئين لديها، بينما تؤكد المملكة أنها استقبلت 1,3 مليون سوري. يشوب الحزن صوت مريم مسالمة البالغة 63 عاما عندما تتحدث عن المخيم الذي لجأت اليه قبل 12 عاما، بينما تحزم أمتعتها استعدادا للمغادرة، "حنينا للوطن". وتقول مسالمة التي ارتدت ثوبا أسود مطرزا بالورود: "أنا حزينة على فراق الزعتري، فقد أصبح وطني". وتؤكد بينما تتفقد حديقة زرعتها بجانب منزلها بشجيرات ورد وتفاح وفاكهة، أن أبناءها عادوا إلى سوريا بعد سقوط الأسد لذا قررت العودة مع زوجها. ويتحرق آخرون للعودة إلى سوريا على غرار محمد عتمة (50 عاما) الذي يستعد للمغادرة مع أفراد أسرته الثمانية. ويقول: "حان الوقت للعودة، لم أر أمي وإخوتي منذ 13 عاما". ويضيف "عوملنا هنا بكل لطف واحترام وكرامتنا كانت محفوظة (..) لكن مصير الإنسان العودة إلى بلده". aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg جزيرة ام اند امز
مشاهدة لاجئون سوريون في مخيم الزعتري بالأردن.. التردد يرجئ خيار العودة (صور)
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ لاجئون سوريون في مخيم الزعتري بالأردن.. التردد يرجئ خيار العودة (صور) قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.