«حرب النجوم» تهدد العالم.. وماسك «رأس حربة»

يعتقد «البنتاغون» أن الفضاء قد يتحول إلى ساحة المعركة المقبلة، لأي صراع مستقبلي بين القوى العظمى الحالية والناشئة.

وحذر تقرير صادر عن الوزارة الأمريكية من مستقبل كئيب، حيث ستتنافس أنظمة الأسلحة الروبوتية في الفضاء، مما يؤدي إلى تدمير الأعداء الأرضيين دون أي تدخل بشري، وفقًا لصحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية.

وقال التقرير الصادر عن القوات الجوية الأمريكية: «نحن نتجه نحو حرب يتم التحكم بها عن بُعد، والتي قد تصبح واقعًا بحلول عام 2050».

كما توقع التقرير أن «يعتمد مستقبل الحروب على الأنظمة الإلكترونية ومستقلًا بدرجة كبيرة»، وأضاف أن «السيطرة على الفضاء في عام 2050 ستكون محل تنافس شديد – وهي بالفعل كذلك الآن».

وفي الوقت نفسه، وفي ظل هذا المشهد القاتم، تدور معركة أخرى من أجل الهيمنة على الفضاء بين أغنى رجلين في العالم.

وتخشى وكالة «ناسا» الفضائية، التي تعاني من نقص التمويل، من أن يتم تجاوزها من إيلون ماسك، مالك شركة "سبيس إكس"، وجيف بيزوس، مؤسس شركة "بلو أوريجين"، في إطار سباقهما للسيطرة على الفضاء.

وخلال حفل تنصيب دونالد ترامب في واشنطن، وقف رجل الأعمال على مقربة من الرئيس الجديد.

وأبدى ماسك، الذي أصبح أحد أكثر المستشارين الموثوقين لترامب، حماسه عند إعلان ترامب اعتزامه إرسال رواد فضاء أمريكيين إلى المريخ، حيث أظهر إشارة إبهام مشجعة بابتسامة عريضة، فيما اكتفى بيزوس، الذي لا يتمتع بنفوذ مشابه لدى الرئيس، بالتصفيق المهذب.

وإعلان ترامب يعمّق الخلاف بين وكالة ناسا وماسك، الذي يمتلك القدرة على تمويل ميزانية ناسا السنوية البالغة 25 مليار دولار لمدة 17 عامًا قبل أن تنفد أمواله.

واستعان ترامب بماسك، كرئيس مشارك لإدارة تحسين الكفاءة الحكومية، لخفض 2 تريليون دولار من الميزانية السنوية للحكومة الفيدرالية البالغة 6.3 تريليون دولار.

وهذا الأمر يضعه في موقع مميز لتقليل الهدر في ناسا بينما يمتلك الأموال الشخصية لجعل «سبيس إكس» القوة المهيمنة في مستقبل أمريكا الفضائي، مما يثير غضب بيزوس.

ولحظة الابتهاج التي أظهرها ماسك خلال التنصيب قدمت لمحة عن التعقيدات وراء السباق المتزايد لاستغلال الفضاء وتسليحه، والذي قد يصبح المسرح العالمي الجديد للحروب القاتمة.

وفي إحدى خطواته الأولى، أمر الرئيس الأمريكي السابع والأربعون برفع علم قوة الفضاء إلى جانب أعلام الفروع العسكرية الأمريكية الأخرى.

بعد ستة عقود من سباق الفضاء مع روسيا، تظهر الوقائع أن الصين ستكون أكبر عدو لأمريكا في أي صراع فضائي، وفقًا لتقرير البنتاغون.

ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي يستهدف فيه ترامب الصين بضرائب جمركية قاسية على الواردات، ردًا على مزاعم تتعلق بالتلاعب بالعملة، وتعطيل سلاسل الإمداد، وسرقة الملكية الفكرية، وفشلها في وقف تصدير الفنتانيل، والتدخل في الانتخابات.

رغم ذلك، تتوارى الحرب الفضائية القادمة مع الصين خلف خطاب مليء بالطموحات عن «القدر الواضح لأمريكا في النجوم»، كما أعلن ترامب في خطاب تنصيبه، متعهدًا بإرسال «رواد فضاء أمريكيين لزرع العلم الأمريكي على سطح المريخ».

وبدأت التحديات الفضائية تبرز في أواخر فترة ترامب الأولى، عندما أطلق «قوة الفضاء» في 2019 وسط موجة من السخرية والشك، وقال حينها: «وسط تهديدات جسيمة لأمننا القومي، تفوق أمريكا في الفضاء أمر بالغ الأهمية».

وبحلول 2050، ستحدد التكنولوجيا المتقدمة، خاصة الذكاء الاصطناعي، النصر في أي صراع فضائي، ومع اقتراب البشرية من استكشاف الفضاء العميق، يتزايد خطر استخدام الأسلحة الفضائية لتدمير الحضارة الأرضية.