• دليل المواقع

  • اخبار محلية

    القضية الجنوبية: تاريخ من النضال والتجاهل الدولي


    829 قراءه

    2025-01-25 22:49:48
    156

    4 مايو/ حافظ الشجيفي


    تتجذر قضية الجنوب العربي في تاريخٍ طويل من النضال والمقاومة، يمتد لعقود من الزمن قبل أن تنشأ الأزمة الحالية في اليمن. فمنذ عام 1990، حين تحققت الوحدة بين الشمال والجنوب، بدأ فصل جديد من المعاناة في حياة الجنوبيين، عندما انقلب نظام صنعاء على شركاءه في الوحدة ، ليفرض احتلال عسكري على الجنوب قادت اليه حرب مدمرة ضد شعب مسالم وأرض ذات تاريخ عريق.

    بينما شهدت الساحة اليمنية حالة من الفوضى السياسية بعد انقلاب الحوثي، يبقى السؤال الأهم: لماذا يُلقى الضوء على هذا الانقلاب وتُغفل القضايا الأكثر عمقاً وتعقيداً وعدالة مثل القضية الجنوبية؟ إن الحرب والحروب التي تشهدها البلاد ليست مجرد حرب بين أطراف سياسية، بل هي أيضاً صراعٌ شرس بين الحق والباطل، بين شعب يطمح لاستعادة دولته وهويته واحتلال يسعى للسيطرة عليها بالقوة .

    المجتمع الدولي، في تضاريسه المعقدة، يبدو مشغولاً بقضية الحوثيين، رغم أن هذا الانقلاب يُعتبر شأناً داخلياً بامتياز. بينما يُهمل بشكل غريب قضية الجنوب، التي تتطلب تفاعلاً حقيقياً وتدخلاً صارما من قِبل المجتمع الدولي، إذ يتعلق الأمر باحتلال عسكري لدولة أخرى، قضية تعكس تضحيات شعب يُطالب بحقوقه المشروعة.

    لقد عانى الجنوبيين من جورٍ لا يُمكن تجاهله ولم يتوقف نضالهم عند حدود قدرتهم على المقاومة، بل قدموا قوافل من الشهداء، وخرجوا في مليونيات حاشدة تترجم رغبتهم في الحرية والاستقلال. في حين أن الشعب في الشمال لم يشهد تحركاً احتجاجياً ضد الحوثيين، مما يعكس موقفاً مختلفاً تماماً، يجعل من قضية الجنوب ليست مجرد صراع على السلطة، بل قضية وجود وكرامة وهوية.

    وهنا يبرز التساؤل الجوهري: لماذا يتم تجاهل القضية الجنوبية رغم عدالتها وشرعيتها الدولية؟ أليس من الجائر أن يُهمل المجتمع الدولي نضالات شعب يُظهر للعالم بأسره رغبة قوية في استعادة هويته وسيادته، بينما يركز الضوء على قضايا داخلية تُعتبر جزءاً من الصراعات على السلطة؟

    لا بد من إعادة التفكير في السياسات الدولية تجاه هذه القضية، حيث أن التغاضي عن حقوق الجنوبيين وتضحياتهم ليس فقط جحوداً لارادة الشعب بل هو انتهاك للقيم الإنسانية التي تدعيها القوى الدولية. حيث يتطلب الأمر تعبئة دولية لدعم حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، ومواجهة حقيقة أن القضية الجنوبية هي قضية شعب يعاني الاحتلال والاضطهاد.

    إن الأمل يكمن في أن يدرك المجتمع الدولي أن الالتزام بقيم العدالة يعني الاعتراف بقضايا جميع الشعوب، وليس فقط قضايا الأقوياء. فكلما استمر تجاهل القضية الجنوبية، زادت الفجوة بين الشعوب والأمم، مما يُهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي. فالقضايا العادلة هي التي تخلق التضامن، والفرص الحقيقية للسلام، وليس العنف والفوضى.

    لذا، يبقى صوت الجنوبيين عالياً، ويجب أن يُسمع في كل محفل دولي، كنداء يرتفع لمواجهة الظلم والمطالبة بالحقوق. إن الوقت حان لتحقيق العدالة، وإعادة النظر في المعايير المزدوجة التي تحكم العلاقات الدولية، حتى ننعم بعالمٍ أكثر إنصافاً، يسعى لتقدير إنسانية كل الشعوب.


    مشاهدة القضية الجنوبية: تاريخ من النضال والتجاهل الدولي

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ القضية الجنوبية: تاريخ من النضال والتجاهل الدولي قد تم نشرة ومتواجد على 4 مايو وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24