المسكنات بلا وصفة طبية.. راحة مؤقتة قد تتحول إلى خطر دائم

تعتبر المسكنات من الأدوية الشائعة التي تلعب دورًا أساسيًا في تخفيف الألم، ويستخدمها الكثيرون للتعامل مع الأوجاع الطفيفة أو الحادة.

ومع ذلك، فإن تناول هذه الأدوية دون استشارة طبية قد يسبب مخاطر صحية جدية قد تؤثر على الصحة العامة. في هذا المقال، سنتناول أبرز هذه المخاطر بناءً على معلومات من مصادر طبية موثوقة.

أحد أكبر المخاطر المرتبطة بتناول المسكنات من دون إشراف طبي هو احتمال التسمم، خاصة مع المسكنات التي تحتوي على مادة الباراسيتامول.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يمكن أن يؤدي تجاوز الجرعة الموصى بها من الباراسيتامول إلى تلف الكبد الحاد، الذي قد يكون مميتًا في بعض الحالات.

الكبد هو العضو المسؤول عن معالجة السموم، وعند تحميله بكمية زائدة من هذه المادة، تتعرض خلاياه للتلف مما قد يؤدي إلى فشل الكبد.

المسكنات من فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك قد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، بما في ذلك القرحة والنزيف المعوي.

وفقًا لدراسات طبية، تؤثر هذه الأدوية على بطانة المعدة والأمعاء مما يزيد من خطر الإصابة بتهيج الجهاز الهضمي.

استخدام هذه الأدوية بانتظام ودون إشراف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف الداخلي أو الثقب المعدي.

تستخدم بعض المسكنات في حالات الألم المزمن، لكن تناولها بكثرة يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الكلى والقلب.

أظهرت دراسة منشورة في مجلة The Lancet أن استخدام المسكنات بانتظام يمكن أن يرفع من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل الكلى.

في بعض الحالات، قد يؤدي الاستخدام المفرط إلى الفشل الكلوي المزمن، مما يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً.

تتفاعل المسكنات مع أدوية أخرى بشكل قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. فمثلاً، قد تتفاعل مسكنات الألم مع أدوية مضادة للتخثر أو أدوية أخرى تستخدم لعلاج أمراض مزمنة، مما يزيد من خطر حدوث نزيف أو تقليل فعالية الأدوية الأخرى.

من الضروري دائمًا استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مسكن، خاصة إذا كنت تتناول أدوية متعددة.

يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لبعض المسكنات مثل المسكنات الأفيونية (مثل المورفين أو الأوكسيكودون) إلى الإدمان.

تُظهر تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن استخدام المسكنات الأفيونية بشكل غير مسؤول قد يزيد من خطر الإدمان وتطور اضطرابات استخدام المواد، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية قد تتطلب العلاج طويل الأمد.

بعض الأشخاص قد يكونون عرضة لتفاعلات حساسية تجاه مكونات معينة في المسكنات.

قد تتضمن هذه التفاعلات الطفح الجلدي، الحكة، أو حتى ردود فعل شديدة مثل صدمة الحساسية (الأنفلاكس).

في حال حدوث أي من هذه الأعراض، يجب التوقف عن تناول الدواء وطلب الرعاية الطبية فورًا.