أرض البحيرات..تشاد تستعد لطي صفحة المرحلة الانتقالية

تقويم انتخابي جديد تشهده القارة الأفريقية وهذه المرة في وسطها، حيث بلد البحيرات والواحات واللغات

إنها تشاد، الدولة الأفريقية التي تمضي في طي صفحة المرحلة الانتقالية، من خلال إجراء أول انتخابات برلمانية منذ 13 عاما، 

ووفق ما أعلنته المفوضية الوطنية لإدارة الانتخابات في تشاد, في أغسطس/آب الماضي، فإن البلاد ستشهد في الـ 29 من ديسمبر/كانون الأول القادم، أول انتخابات تشريعية منذ 2011.

استحقاقٌ برلماني يأتي بعد ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية التي أنهت فترة انتقالية استمرت ثلاث سنوات.

وفيما شككت أحزاب سياسية معارضة في ما اعتبرته "نزاهة" الانتخابات القادمة، كان رئيس المفوضية الوطنية لإدارة الانتخابات، أحمد باتشيريت، قد أكد على أهمية الاقتراع المرتقب، قائلا إنه سيسمح للبلاد "بطي صفحة المرحلة الانتقالية بشكل نهائي".

وفي السادس من مايو/أيار الماضي، شهدت تشاد انتخابات رئاسية فاز بها محمد إدريس ديبي بنسبة 61% من الأصوات، لتنهي البلاد فترة انتقالية استمرت ثلاث سنوات.

وتولى ديبي السلطة رئيسا انتقاليا، في 20 أبريل/نيسان 2021، إثر رحيل والده إدريس ديبي إتنو الذي قتله متمردون وهو في طريقه إلى الجبهة بعد أن حكم تشاد مدة 30 عاما.

وكانت آخر انتخابات أجراها مجلس الأمة (البرلمان) في تشاد، عام 2011. وكان مقررا تجديد المجلس في 2015 قبل أن يتم تمديده بموجب قانون دستوري.

ولاحقا تم إرجاء الموعد بسبب التهديد الإرهابي وبعده الصعوبات المالية، ثم جائحة كورونا، وصولا إلى المرحلة الانتقالية.

وتشاد هي أول دولة استولى فيها الجيش على السلطة في غرب ووسط أفريقيا في السنوات الأخيرة, بعد بوركينا فاسو ومالي والنيجر والغابون.

وديبي الابن، وُلد عام 1984 في العاصمة نجامينا، وينتمي مع والده لقبيلة الزغاوة المتمركزة على الحدود مع السودان، أما والدته فمن قبائل الغوران ويطلق عليها أيضا التبو، وهي مجموعة عرقية تنتشر في عدة مناطق من تشاد خصوصا جبال تبستي.

واشتهر ديبي الابن بلقب "محمد كاكا" أو الجدة باللغة التشادية، في إشارة إلى جدته لوالده التي ربّته.

في الثالث من مايو/أيار 2021 أعلن ديبي الابن تشكيل حكومة انتقالية من 40 عضوا بينهم شخصيات من المعارضة.

وكان مقررا أن تستمر المرحلة الانتقالية لمدة 18 شهرا بعد أن حل ديبي البرلمان والحكومة وألغي الدستور.

شارك ديبي الابن في حوار مع الجماعات المتمردة، واستحدث وزارة للمصالحة الوطنية، كما عين مستشارا برئاسة الجمهورية مكلفا بالمصالحة والحوار.

وفي أغسطس/آب 2022 انتهى الحوار بتوقيع الحكومة الانتقالية وممثلي هذه الحركات اتفاقية سلام بمشاركة نحو 40 حركة، بينما رفضتها 19 أخرى وفي مقدمتها جبهة التحرير والوفاق "فاكت"، كبرى الحركات المتمردة التي تقف وراء قتل الرئيس السابق.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أعلن منتدى "الحوار الوطني الشامل والسيادي" عن تمديد المرحلة الانتقالية عامين، وتعيين إدريس ديبي رئيسا للمرحلة تمهيدا لإجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة، يحق لديبي وأعضاء المجلس العسكري الترشح فيها.

في 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، وافق التشاديون بنسبة 86% في استفتاء شعبي على مشروع دستور جديد يمهد لإعادة الحكم المدني.

تشاد، هي دولة شبه صحراوية إلى حد كبير، غنية بالذهب واليورانيوم ومن المتوقع أن تستفيد من مكانتها التي اكتسبتها مؤخرا كدولة مصدرة للنفط.

أصبحت تشاد دولة منتجة للنفط عام 2003، مع اكتمال خط أنابيب بقيمة 4 مليارات دولار يربط حقولها النفطية بمحطات على ساحل المحيط الأطلسي.

ومع ذلك، فإن البلد الذي استقل عن فرنسا عام 1960، يعاني من البنية التحتية غير الكافية، والصراع الداخلي مع المتمردين في الشمال، والذي تفاقم بسبب التمرد في جميع أنحاء منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد.

عاصمتها: نجامينا، ومساحتها: 1,284,000 كم مربع، وسكانها: 18,278,568 مليون بحسب إحصاء لمجموعة البنك الدولي العام الماضي.

أما لغاتها فهي: الفرنسية والعربية، مع وجود أكثر من 100 لهجة محلية.

وتتقاسم تشاد مع ثلاثة دول أخرى هي الكاميرون ونيجيريا والنيجر، التربع على بحيرة تشاد التي تقع في المنطقة الشمالية الوسطى من قارة أفريقيا.

إلا أن الجزء الأكبر من مساحة البحيرة تقع ضمن حدود تشاد.

وفي عام 2012، أدرجت اليونسكو بحيرات أونيانجا ، في قائمتها للتراث العالمي.

وتضم أونيانجا 18 بحيرة تتوزع في شمال شرقي البلاد.