بلينكن في السعودية.. غزة ولبنان والعلاقات الثنائية

في محطة ثانية ضمن جولته بالمنطقة، وصل وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض.

وحط بلينكن في الرياض آتيا من إسرائيل حيث استهل جولة إقليمية هي الحادية عشرة له منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من عام، هدفها الدفع باتجاه وقف النار في غزة واحتواء التصعيد العسكري في لبنان والمنطقة.

وقال بلينكن لصحفيين في مطار بن غوريون قرب تل أبيب قبيل توجهه إلى السعودية "رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماما".

ونوّه إلى أن "السعودية ستكون في قلب التغيير بما يشمل احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

إلا أن مساعي بلينكن الطموحة قد تكون مرهونة بالشرط الذي شدد عليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عندما أكّد الشهر الماضي أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل "قيام دولة فلسطينية".

وبعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار، قال بلينكن إن "الوقت حان لإنهاء الحرب في غزة".

وصرح بلينكن "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول قبل عام، حققت إسرائيل معظم أهدافها الاستراتيجية في ما يتعلّق بغزة.. حان الوقت الآن لتحويل هذه النجاحات إلى نجاح دائم واستراتيجي".

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أعلنت الأردن تأجيل زيارة الوزير بلينكن التي كانت مقررة للمملكة اليوم الأربعاء.

وكشف مسؤول أمريكي أن بلينكن سيزور السعودية لإجراء مباحثات ضمن جولة إقليمية يسعى خلالها إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "بلينكن سيتوجه الأربعاء إلى الرياض بدلاً من محطته المقررة سابقًا في الأردن بسبب مقتضيات الجدولة".

فيما بحث أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، ونظيره الأمريكي هاتفياً "التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة".

وشدد وزير الخارجية الأردني على "وجوب إنهاء الكارثة التي تفاقمها إسرائيل في شمال غزة".

وبحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن بلينكن على رأس جولة جديدة من المفاوضات في الشرق الأوسط خلال الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وذكرت الخارجية في بيانها أن بلينكن سيناقش في جميع أنحاء المنطقة أهمية إنهاء الحرب في غزة، وكذلك تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

كما سيواصل المناقشات بشأن التخطيط لفترة ما بعد الصراع، ويؤكد على الحاجة إلى رسم مسار جديد يمكّن الفلسطينيين من إعادة بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم.

وسيؤكد بلينكن أيضًا على ضرورة تسليم المزيد من الغذاء والدواء، وكذلك المساعدات الإنسانية الأخرى إلى المدنيين في غزة.

كما سيناقش الوزير الحاجة إلى التوصل إلى حل سياسي للنزاع بين إسرائيل وحزب الله، ينفذ بشكل كامل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم.

وحث بلينكن إسرائيل على اقتناص فرصة سانحة لإنهاء الحرب بعد مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وتفكيك أغلب قدرات الحركة على مدار أكثر من عام من الحرب في قطاع غزة.

وقال بلينكن إن إسرائيل نجحت في ضمان عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023.

وأضاف بلينكن أن إسرائيل بحاجة إلى بذل المزيد لإتاحة وصول إمدادات إنسانية كافية لمن يعيشون في ظروف صعبة.

ولم تضع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي رؤية واضحة بشأن ما بعد الحرب في قطاع غزة، بخلاف الإعلان صراحة عن الحاجة إلى التفكيك الكامل للقدرات العسكرية لحركة حماس وكذلك قدرتها على إدارة القطاع.

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ترفض أي احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، وقال إنه تلقى تأكيدات من نتنياهو بأن إسرائيل ليس لديها مثل تلك الخطط، على الرغم من الضغوط التي يمارسها الكثير من أعضاء حزبه للسماح للمستوطنين بالعودة.

وقال بلينكن: "هذه سياسة الولايات المتحدة، وستظل كذلك، وهي أيضًا على حد فهمي سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ما سمعته من رئيس الوزراء الذي يملك القول الفصل في هذه الأمور".