خطوة بخطوة.. مسار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان

ما لم تحدث مفاجأة اللحظة الأخيرة، فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سيعلن غدا الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.

وتم تبكير جلسة "الكابينت" إلى الساعة 16:00 بتوقيت إسرائيل (14:00 بتوقيت غرينتش)، وتم الطلب من الوزراء تخصيص ما لا يقل عن 3 ساعات ونصف الساعة لمناقشة الاتفاق.

وستجري المناقشات في المقر المحصن في "الكيريا" في تل أبيب لضمان عدم تسريب مجريات الجلسة.

ووفقا للمشاورات الجارية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دولة أو دول، ستعلن عن أن الاتصالات التي جرت مع إسرائيل ولبنان أثمرت التوصل إلى اتفاق.

وبعد ضمان موافقة إسرائيل ولبنان على الاتفاق، فإن الإعلان سيحدد ساعة الانطلاق لبدء تنفيذ "إعلان وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701".

ومن المقرر أن يصدر عن إسرائيل ولبنان بالتزامن، إعلان عن الالتزام بتنفيذ ما ورد من بنود في الاتفاق.

وتتضمن الخطوة الأولى التزام حزب الله وغيره من الفصائل في لبنان بوقف جميع الهجمات على إسرائيل، التي بدورها ستلتزم أيضا بوقف جميع الهجمات على لبنان برا وبحرا وجوا.

وما أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ستبدأ فترة أولية مدتها 60 يومًا لتنفيذ الخطوات الآتية:

يصبح الجيش اللبناني القوة المسلحة الوحيدة في جنوب نهر الليطاني.

أي مبيعات أو توريد للأسلحة والمواد ذات الصلة إلى لبنان سوف يتم تنظيمها ومراقبتها من قبل حكومة لبنان.

سوف توجه حكومة لبنان قوات الأمن اللبنانية بمراقبة وإنفاذ أي دخول غير منظم للأسلحة والمواد ذات الصلة إلى البلاد، بما في ذلك من خلال جميع المعابر الحدودية، وإلى المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني.

ستبدأ القوات اللبنانية بتفكيك جميع البنية الأساسية التي تتعارض مع التزامات الحكومة ومصادرة جميع الأسلحة غير المنظمة جنوب نهر الليطاني وفقًا لهذه التفاهمات.

بالتوازي مع ذلك ومنذ لحظة دخول الاتفاق موضع التنفيذ، وفي غضون فترة لا تزيد عن سبعة أيام، ستسحب إسرائيل أي قوات من لبنان على مراحل.

بالتوازي مع ذلك ستنتشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع يتم تحديدها جنوب نهر الليطاني.

لتسهيل عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني، ستقوم قوات اليونيفيل مع آلية مراقبة من 5 دول برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بالتنسيق مع الطرفين.

في غضون أيام يتم تحديدها ينشر الجيش اللبناني قواته على جميع المعابر البرية والبحرية والجوية في لبنان.

سيتم رفع عدد القوات اللبنانية المنتشرة في جنوب نهر الليطاني إلى 10 آلاف جندي لبناني وسيعمل المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية، على توفير ما يلزم للجيش اللبناني.

ستطور الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسرائيل ولبنان آلية دولية لغرض مراقبة تنفيذ وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة.

خلال فترة الـ60 يوما سيقوم الجيش اللبناني بتفكيك ومصادرة جميع الأصول العسكرية والأسلحة والبنية الأساسية لجميع الجماعات المسلحة غير الحكومية جنوب نهر الليطاني، وسيتم تقييم أداء الجيش اللبناني بهذا الصدد بعد انتهاء فترة الـ 60 يوما من قبل الآلية الدولية.

تطلب إسرائيل ولبنان من الولايات المتحدة، فور انتهاء فترة التنفيذ الأولية التي تبلغ 60 يوماً، وبالشراكة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تيسير المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان بهدف التوصل إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وحل النقاط المتنازع عليها المعلقة على الخط الأزرق.

تبدأ الجهود الدولية لدعم بناء القدرات والتنمية الاقتصادية في مختلف أنحاء لبنان لتعزيز الاستقرار والازدهار في منطقة جنوب نهر الليطاني.

ويفتح الاتفاق المجال أمام عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم في الجنوب دون قيد أو شرط، كما يتيح للنازحين الإسرائيليين، وعددهم حوالي 70 ألفا، العودة الى قراهم في شمالي إسرائيل.

وتواجه الحكومة الإسرائيلية إشكالية في إقناع النازحين بالعودة الى منازلهم، إذ قرر بعضهم ألا يعود إطلاقا إلى المنطقة، واستقر في وسط أو جنوب إسرائيل والبعض الآخر لا يطمئن بأن الاتفاق سيحميهم أصلا من هجمات مستقبلية.

ولذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يخطط لعقد مؤتمر صحفي يشرح من خلاله أن العودة ستكون آمنة، وأن حزب الله لم يعد يمتلك القدرة لتنفيذ هجوم على شمالي إسرائيل على غرار هجوم "حماس" في يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن الحزب سيبتعد عن الحدود إلى شمال نهر الليطاني.

ولكن يتوقع أن يواجه نتنياهو إشكالية في إقناع الإسرائيليين بأن حزب الله ليس قادرا على مهاجمة وسط وشمالي إسرائيل بالصواريخ، خاصة وأن الهجمات لم تتوقف إطلاقا رغم الضربات الموجعة التي تلقاها الحزب.