«هدنة لبنان» حائرة بين «قيود» إسرائيل في الجنوب و«زناد» حزب الله

بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار في لبنان، لوح طرفا الاتفاق، إسرائيل وحزب الله، بالاستعداد لكسره ردا على أي انتهاك.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، فرض قيود على الحركة في جنوب الليطاني، وقتل واعتقال عناصر من "حزب الله" اليوم، متوعدا بالرد بقتل كل من يقترب من مواقع قواته في الجنوب، في وقت أكد حزب الله أنه "انتصر" في الحرب، وأنه سيراقب ويده على "الزناد" انسحاب إسرائيل من الجنوب.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إن: "القتال في لبنان كان حازماً للغاية، لكن فرض الاتفاق سيكون أكثر حزما".

وأضاف أن "عناصر حزب الله الذين سيقتربون إلى قواتنا، وإلى منطقة الحدود، وإلى القرى الواقعة في المنطقة التي حددناها، سيستهدفون".

وأوضح أن "هناك قوات برية في الميدان هم أول من سيواجه من يعود إلى القرى، وهناك عمل في الجو على مدار الساعة، وقطع بحرية تجمع المعلومات وقادرة أيضاً على الهجوم في القطاع الغربي".

وتابع قائلا إنه " نستعد ونتجهز لإمكانية عدم تطبيق هذا الوضع، وسنقوم بإعادة التحليل، وسنتخذ خطوات أكثر صرامة. ستكون أقوى، ونحن مصممون جداً على فرض القواعد وخلق واقع مختلف تماماً لسكان الشمال".

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي: "ممنوع على أي شخص أن يقترب من المواقع المعلنة لوحداتنا، اعتقلنا وقتلنا اليوم عددا من نشطاء حزب الله".

وأضاف: "انتبهوا إلى خريطة تواجد قواتنا في المنطقة.. أي وجود لمسلحين في هذه المناطق هو خرق للاتفاق، وأي مسلح سنقتله أو نعتقله، ولن نسمح بالدخول ليلا في هذه المناطق".

وتابع قائلا: "نحن ننفذ ما نقول. لا تقتربوا من تلك المناطق"، لافتا إلى أن "الاتفاق مبني على التدريج، وسنعلمكم متى تستطيعون العودة".

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي وجد اليوم أسلحة في إحدى القرى التي ما زلنا نعمل بها، مضيفا: "ضربنا قيادات حزب الله وقلصنا قدرته وقواته ودمرنا نحو 70% من طائراته المسيرة، وأنهينا كل احتمالات حصوله على أسلحة من سوريا".

وقال: "نستعد للعودة إلى القتال القوي، وسلاح الجو لا يزال يحلق في سماء لبنان وسنظل نجمع المعلومات".

كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حظر  الانتقال جنوبًا نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها، لافتا إلى منع التنقل بشكل مطلق ابتداء من الساعة الخامسة مساء، وحتى الساعة السابعة، في كل منطقة جنوب نهر الليطاني.

في المقابل، أعلن "حزب الله"، في بيان لغرفة عملياته، "تحقيق النصر" على إسرائيل. واستعرض عدد العمليات التي نفذها منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، "لم يفلح في إقامة منطقة عسكرية وأمنية عازلة" على الحدود، لافتا إلى أنه أعد أكثر من 300 خط دفاع جنوبي نهر الليطاني.

وقال إن كل عناصره "من مختلف الاختصاصات العسكرية سيبقون على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، وأن أعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قواته إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعا عن سيادة لبنان".