”اتهام الناس في أعراضهم ليس وجهة نظر. اعقلوا”..محامي يوجه رسالة شديدة اللهجة للحوثيين

انتقد المحامي والناشط اليمني عبد الوهاب الشرفي بشدة الاعترافات التي نشرتها الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء، والتي تضمنت اتهامات لأفراد من المعتقلين بالتبعية لشبكة تجسس أمريكية إسرائيلية والترويج للمثلية الجنسية في اليمن.

وفي تغريدة نشرها على منصة إكس (تويتر سابقًا)، قال الشرفي: "الإنترنت والفضائيات أصبحت متواجدة في كل منزل، السفارة الأمريكية ليست منتظرة لهؤلاء الخمسة المعتقلين في صنعاء الترويج للشذوذ في البلاد".

وأضاف الشرفي: "دليلي على ذلك هو أن من أعد المادة، ومنتجها، وأشرف عليها، وسمح بإذاعتها، لم يخطر ببال أحدهم أن (المثلية) هو مسمى ثقافة غربية، بينما في ثقافتنا يُسمى شذوذ".

وخاطب الشرفي الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين بنبرة ساخرة قائلاً: "نصيحة، ابحثوا عن عقول راجحة تتعامل مع هذه الملفات الحساسة، تجيد التشخيص وقادرة على تمييز ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي".

وأكد الشرفي أن هناك عشرات الآلاف من اليمنيين يعيشون في الولايات المتحدة، وملايين يتقدمون لليانصيب على أمل الحصول على فرصة للسفر إلى هناك. وأضاف: "لو تتاح لهم الفرصة، والله ما يجلس واحد".

وختم الشرفي تغريدته موجهاً رسالة إلى سلطة الحوثيين قائلاً: "اتهام الناس في أعراضهم ليس وجهة نظر. اعقلوا".

شهدت تغريدة الشرفي تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أيد العديد من المستخدمين موقفه، واعتبروا أن الاتهامات التي وجهتها الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين مبالغ فيها وتفتقر إلى الأدلة الملموسة.

وتأتي هذه الانتقادات في وقت تشهد فيه اليمن أزمة سياسية وأمنية حادة، حيث تسيطر جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد منذ عام 2014.

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين قد نشرت أمس مقطع فيديو يظهر فيه خمسة معتقلين وهم يعترفون بالتعاون مع شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، وزعموا أن السفارة الأمريكية في صنعاء عملت بشكل سري على الترويج للمثلية في اليمن.

وأثارت هذه الاعترافات جدلاً واسعاً بين اليمنيين، حيث رأى البعض أنها محاولة لتشتيت الانتباه عن القضايا الحقيقية التي يعاني منها البلد، بينما اعتبرها آخرون دليلاً على استمرار التوترات السياسية والأمنية في المنطقة.

يبقى الوضع في اليمن معقداً ومليئاً بالتحديات، ويبدو أن الجدل حول هذه الاعترافات سيستمر لفترة طويلة، مما يزيد من حدة النقاش حول قضايا الحريات والحقوق في البلد الذي يعاني من أزمات متعددة.