”تصعيد حوثي بأجندة روسية: هل يصنع البحر الأحمر أوكرانيا جديدة؟” كاتب صحفي يجيب

في تدوينة له بموقع "إكس"، أفاد الكاتب الصحفي اليمني خالد سلمان بأن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التقى أمس الثلاثاء الحوثيين وبحث معهم مجموعة من الملفات، كان أبرزها التصعيد في البحر الأحمر.

وأشار سلمان إلى أن الروس يهتمون بالبحر الأحمر من خلال تقديم عروض مغرية للسودان، تتضمن تسليح جيش البرهان مقابل إقامة قاعدة بحرية في بورتسودان، وهو نفس العرض الذي قدمته إيران وقبله البرهان من الطرفين معاً.

وأوضح الكاتب أن الحوثيين يمثلون أداة في صراع دولي، تصب جميع نتائجه في مصلحة إيران وفي المستقبل القريب روسيا.

تهدف إيران من خلال هذا الصراع إلى تحسين موقفها التفاوضي في ملفها النووي والتخفيف من العقوبات الأمريكية، بينما تسعى روسيا إلى استنزاف الأمريكيين في كل مكان ومحاولة إقناع الحوثيين بتغيير قواعد الاشتباك من استهداف الملاحة الدولية المدنية إلى استهداف الأساطيل والجنود الأمريكيين مباشرة، وهو ما لم يفعله الحوثيون حتى الآن بناءً على حسابات ومخاوف مرتبطة بتوجيهات طهران.

وأضاف سلمان أن البنتاجون يقدم تنازلات للحوثيين، من أبرزها الإعلان عن الانتقال من قصف المناطق الداخلية التي يسيطر عليها الحوثيون إلى الاكتفاء بحماية الملاحة البحرية دون مواجهة الصواريخ والمسيرات الحوثية قبل وصولها إلى مياه البحر الأحمر.

وأكد الكاتب أن الحوثيين يقدمون أنفسهم لمن يدفع أكثر، مما يفتح المجال لتقاربات خطيرة بين الحوثيين وروسيا، قد تصل إلى حد التسلح النوعي وتقديم الخبراء العسكريين. تسعى روسيا إلى إقناع الحوثيين بالتصعيد وتنفيذ أجندتها، مما قد يخلق "أوكرانيا أخرى" للأمريكيين في البحر الأحمر، مشابهة للوضع في أوكرانيا الذي صنعته واشنطن لروسيا.

وصرح بوتين سابقاً بأن بلاده ستسلح الدول والجماعات غير الحكومية لإنهاك الدور الأمريكي وإجباره على التفاوض الاستراتيجي.

واختتم سلمان بأن الحوثيين سيسعون لاستغلال الفراغ بين الصراع الأمريكي الروسي، مما يتيح لهم الحصول على مكاسب من الجانبين: الحماية من القوة الأمريكية المميتة وتسليحهم من قبل الروس لتنفيذ أجندتهم.

وأشار إلى أن هذا الخط الرفيع قد يصل بالحوثيين إلى نهايتهم، إذا استجابوا للاستنزاف العسكري الأمريكي وأحدثوا إصابات في صفوفه وفق الطلب الروسي، وعندها سيصبحون شيئًا من الماضي.