• اخبار محلية

    عطوان : بعد التّهديد بقصفِ غزة بالنووي.. خطّة قديمة مُتَجدّدة ووثيقة صادمة بإقامة إسرائيل الكُبرى ومِصر والسعوديّة والأردن الهدف الأكبر.. لماذا يُلقي القادة العرب بعجزهم على أبطال غزة لمُواجهةِ هذا الخطر.. ولماذا نعتب على مِصر أكثر من غيرها؟


    836 قراءه

    2024-07-04 22:43:55
    60

    الاتحاد برس : عبدالباري عطوان 
     
    الظّاهرة اللّافتة للنّظر هذه الأيّام حملة إسرائيليّة رسميّة مُكثّفة في مُعظم وسائل الإعلام الإسرائيليّة، ووسائط التواصل الاجتماعي، تقودها، وتُروّج لها شخصيّات وزاريّة قياديّة في حزب الليكود الحاكم مدعومة بوثائق وخرائط تدعو للبدء في تنفيذ مُخطّط انشاء إسرائيل الكُبرى، وتتضمّن هذه الخرائط جميع أراضي الضفّة والقطاع، وكُل الأراضي السوريّة واللبنانيّة، وصحراء سيناء وحوض النيل، ومُعظم الجزيرة العربيّة بِما في ذلك شِمال السعوديّة وكُلّ الكويت ونصف العِراق، وأجزاء من تركيا.

     


     


     


    وزير التّراث الإسرائيلي عميحاي الياهو من حزب “القوّة اليهوديّة” الذي يتزعّمه إيتمار بن غفير، الذي يُطالب بقصف قطاع غزة بقُنبلةٍ نوويّة، بات يقود هذه الحملة رسميًّا، ونَشَرَ رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدّث فيها عن حتميّة إعادة احتِلال صحراء سيناء بالكامِل فورًا، وترحيل جميع أبناء القطاع (2.2 مِليون) إليها، وإقامة مُدُن خيام بتمويلٍ عربيٍّ لاستيعابهم وتوطينهم فيها بشَكلٍ نهائيٍّ وإلى الأبد.

     


     


    يستند الوزير الياهو إلى وثيقةٍ أعدّتها المُخابرات الإسرائيليّة، وجرى تسريبها إلى الصّحف والمواقع، ولم تُنكرها هذه المُخابرات، لتطبيق هذه الخطّة التي تتضمّن خطوات للتّطبيق العمليّ لهذا المشروع يتضمّن مراحل التّهجير القسري الثلاثة التي تبدأ بالتّرحيل إلى رفح ومنها إلى سيناء، وتدمير شِمال القطاع بالكامل، وكيفيّة مُمارسة ضُغوط مُكثّفة من قِبَل أمريكا على مِصر وقطر ودُول خليجيّة أُخرى للمُساندة الماليّة والسياسيّة لإنجاح هذا المُخطّط، وتم وضع وثيقة المُخابرات هذه يوم 13 تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، أي بعد أسبوع من عمليّة “طوفان الأقصى”، ممّا يعني أنّه جرى العمل على إعدادها في صيغتها النهائيّة قبل أسابيع من هذا “الطّوفان” إن لم يكن أكثر، ممّا يُؤكّد أنّ توقيت “الطّوفان” جاء في الوقت المُناسب وأنقذ القضيّة الفِلسطينيّة العربيّة من تصفيةٍ نهائيّة.

     


     


     


    ***


     


    الأب الرّوحي لمُخطّط التّهجير القسري لأبناء القطاع إلى سيناء هو أنتوني بلينكن وزير الخارجيّة الأمريكي الذي كانَ، وما زال، يتباهى بعقيدته الصّهيونيّة، وولائه لدولة الاحتلال، الذي حمل هذا المُخطّط مُتَحَمِّسًا في جولته الأولى إلى عدّة دول عربيّة شملت الأردن ومِصر وقطر والسعوديّة والإمارات، وحصل بالفِعل على مُوافقةٍ سياسيّةٍ وتمويليّة من بعضها، ورفضتها السّلطات المِصريّة لأسبابٍ أمنيّةٍ مِصريّةٍ صرفة، وخوفًا من ردّة فِعل الشّعب المِصري المعروف بوطنيّته ودِفاعه عن القضيّة الفِلسطينيّة وعدائه للصّهيونيّة.

     


     


    بلينكن قام بثماني جولات في المِنطقة مُنذ عمليّة “طُوفان الأقصى” في السّابع من تشرين أوّل (أكتوبر) العام الماضي، وبات الوكيل الشّرعيّ لتطبيق هذه الخطّة الإسرائيليّة، ولكن على مراحل، وبطُرُقٍ غير مُباشرة، تتعدّل بُنودها وِفقَ التطوّرات على الأرض، وآخِر هذه التّعديلات التّخفّي خلف مُفاوضات تبادل الأسرى، لنزع حركات المُقاومة من أهمّ أسلحتها وهي الأسرى، أو مَنْ تبقّى منهم، والوصول إلى هدنةٍ مُؤقّتةٍ ملغومةٍ لبضعة أسابيع يعود بعدها الجيش الإسرائيلي لاحتِلال القطاع، وتنفيذ مُخطّط التّهجير بقُوّة القصف والإبادة.
    مُخطّطات بلينكن، وتواطُؤ بعض العرب معها، سواءً بالضّغط على المُقاومة للقُبول بها، تماشيًا مع المشروع الإسرائيلي- الأمريكي المُشترك، أو تحصيلًا من القضيّة الفِلسطينيّة وتمهيدًا للتّطبيع لم تُحقّق أيّ نجاحٍ حتّى الآن، بسبب دهاء قيادة المُقاومة ووعيها بخُطورة هذا المشروع ومراميه الحقيقيّة، وإفشالها كُل الرّهانات الإسرائيليّة على الاستِسلام وإلقاء السّلاح سواءً بتكثيف حرب الإبادة أو نتيجةً لنفاد السّلاح والذّخائر.
    ربّما يكون المُخطّط الإسرائيلي للتّهجير القسري قد تراجع قليلًا هذه الأيّام بالمُقارنة مع الأيّام الأولى للطّوفان، بسبب الهزائم الميدانيّة المُتلاحقة التي ألحقتها كتائب المُقاومة بالقوّات الإسرائيليّة الغازية، وتجسّدت بتعاظم الخسائر البشريّة في صُفوف الجيش الإسرائيلي بفِعل “حرب الكمائن” التي ابتدعتها عُقول قادة المُقاومة الجبّارة وجِنرالاتها في الميدان والصّبر الاستراتيجي وعُنوانه ضبْط النّفس الطّويل، ولكن هذا المُخطّط ما زال قائمًا ولم يتم التخلّي عنه باعتباره جُزءًا مِحوريًّا في مشروع إسرائيل الكُبرى.
    القيادة الإسرائيليّة المهزومة تُغيّر تكتيكاتها، ولكنّها ما زالت مُتمسّكة بجوهر أهدافها، فهي تستخدم العضَلات الماليّة، والعسكريّة الأمريكيّة للضّغط على السّلطات المِصريّة لتغيير مكان معبر رفح، والسّماح لها ببناء جدار على حُدود محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الفاصِل بين مِصر والقطاع ويمتدّ عشرات الأمتار فوق الأرض وتحتها، لمنع حفر أيّ أنفاق لتهريب الأسلحة في المُستقبل، على أمل تجفيف الموارد العسكريّة لكتائب المُقاومة، وهو أمَلٌ لن يتحقّق بسبب التّصنيع الذّاتي، وتَعَدُّد الأنفاق وأسرارها.
    عدم تطبيق هذا المشروع الإسرائيلي- الأمريكي طِوال الأشهر التّسعة الماضية للعُدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يعود إلى عدّة أسباب، أوّلها بُطولات كتائب المُقاومة، وتصاعد المُواجهة والخسائر الإسرائيليّة في جبَهات الإسناد في الضفّة الغربيّة وجنوب لبنان واليمن والعِراق، والأهم من ذلك الرّفض المُطلق لأبناء القطاع لمُغادرة أرضهم وخِيامهم (بعد تدمير منازلهم) إلى أيّ مكانٍ آخَر في العالم الشرقيّ أو الغربيّ، ولم أسمع أو أرى شخصيًّا مُواطنا غزيًّا واحدًا ورُغم فُقدان الأبناء والآباء والأمّهات والمُسنّين في ملحمة الشّهادة، ورُغم حرب التّجويع وانعدام الدّواء والماء والغذاء، يُعبّر عن رغبته بالهجرة، سواءً الطّوعيّة أو القسريّة، وكُل ما سمعته، وشاهدته، على لسان هؤلاء الأهل الأبطال هو الالتِفاف حول المُقاومة والاستِعداد لتقديم المزيد من الشّهداء فِداءً لفِلسطين ومُقدّساتها، ونِعمَ الأصلُ والبُطولة.
     
    ***
     
    ختامًا نقول إنّ هذا الصّمود البُطولي الفِلسطيني، ودعم الشّرفاء العرب له في لبنان واليمن والعِراق وسورية، والأشقّاء في إيران بالسّلاح، هو حائطُ الصّد المتين في مُواجهة مُخطّط إسرائيل الكُبرى الذي ذكرناه في بداية هذا المقال، وحِماية الأراضي والكرامة العربيّة بالتّالي.
    على مِصر، المُستَهدف الأكبر في هذا المُخطّط، أنْ تتحرّك عسكريًّا وسياسيًّا للتّصدّي لهذه الغطرسة الإجراميّة الإسرائيليّة، ونُريدها أنْ تكون قائدة، وليس وسيطًا، في هذا المِضمار، ونُذَكّر قيادتها وجيشها بأنّ غزة انتصرت، وإسرائيل انهزمت، والحديث حاليًّا عن انتِقالها إلى المرحلة الثّالثة هو اعتراف بهذه الهزيمة وهروب من القطاع، وتُخطّط لإبقاء قوّاتها في محور صلاح الدين على الحُدود المِصريّة، ونُريد من مِصر أنْ تكون شريكًا مُباشرًا في هذا النّصر وليس مُراقبًا عن بُعد بحُكم جِوارها الجُغرافيّ وروابط العقيدة والدّم، مع القطاع وأبنائه، ونتمنّى أن لا تضيّع هذه الفُرصة التّاريخيّة التي لن تتكرّر.

     


    الشّعب الفِلسطيني سيظلّ الدّرع الحامي  لأُمّته وعقيدته ولن يبخل مُطلقًا في تقديم الشّهداء والدّماء والأرواح في تصدّيه بهذا المشروع الصّهيوني الإجرامي دِفاعًا عن أُمّته وعقيدته، حتّى لو تخاذل البعض، أو تواطَأ مع حرب الإبادة، دعمًا مُباشرًا، أو غير مُباشر، للمُجرمين ومجازرهم، أو بالصّمت، وإدارة الوجْه إلى النّاحية الأُخرى، وإنْ كانَ التّاريخ لن يرحم المُتخاذلين.


    مشاهدة عطوان : بعد التّهديد بقصفِ غزة بالنووي.. خطّة قديمة مُتَجدّدة ووثيقة صادمة بإقامة إسرائيل الكُبرى ومِصر والسعوديّة والأردن الهدف الأكبر.. لماذا يُلقي القادة العرب بعجزهم على أبطال غزة لمُواجهةِ هذا الخطر.. ولماذا نعتب على مِصر أكثر من غيرها؟

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ عطوان : بعد التّهديد بقصفِ غزة بالنووي.. خطّة قديمة مُتَجدّدة ووثيقة صادمة بإقامة إسرائيل الكُبرى ومِصر والسعوديّة والأردن الهدف الأكبر.. لماذا يُلقي القادة العرب بعجزهم على أبطال غزة لمُواجهةِ هذا الخطر.. ولماذا نعتب على مِصر أكثر من غيرها؟ قد تم نشرة ومتواجد على الاتحاد برس وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24