كيف سيكون شكل الرد الإسرائيلي على استهداف الناقلة في بحر العرب؟


854 قراءه

يافع نيوز – متابعات

تحدث خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي عن شكل الرد الذي ستقرره الدولة العبرية على استهداف السفينة الإسرائيلية ”ميرسر ستريت“ في بحر العرب، مساء الخميس الماضي خاصة بعد توجيه إسرائيل أصابع الاتهام إلى إيران بالمسؤولية عن الهجوم الذي يرجح أنه نفذ بطائرة مسيرة.

وحسب الخبراء، فإن إسرائيل لن تقْدم على الرد بشكل مباشر على الهجوم البحري، مرجحين أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية التي يترأسها نفتالي بينيت، وللمرة الأولى شكلا دبلوماسيا في الرد على الهجوم بهدف التأثير على مباحثات إيران مع الدول الكبرى بشأن ملفها النووي.

وفي السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي، إليف صباغ، إن الهجوم الأخير على السفينة التجارية يؤكد أن إيران اتخذت النهج الإسرائيلي ذاته بالهجوم والقصف دون الإعلان عن مسؤوليتها عن العملية بشكل رسمي وترك الأمر للتحليلات والتسريبات الإعلامية.

 

وأوضح صباغ، في حديثه لـ“إرم نيوز“ أن طبيعة الصراع بين إسرائيل وإيران ستبدو مختلفة نوعا ما بعد الهجوم على السفينة في بحر العرب، لافتا إلى أن الرد الإسرائيلي عسكريا سيكون بعد وقت طويل من العملية وربما يكون هذه المرة في العمق الإيراني وليس في سوريا.

وأضاف صباغ أن ”العملية ستجبر إسرائيل على وقف قصفها لأهداف إيرانية لفترة من الزمن، ستعمل خلالها الحكومة الإسرائيلية على حشد الرأي العام الدولي وسلك الطرق الدبلوماسية للتعريف بمخاطر امتلاك إيران للسلاح، وخطرها على المنطقة، ولن يكون الرد كما اعتاد الجيش الإسرائيلي خلال السنوات الماضية“.

2021-08-مصادر-إيرانية-تكشف-عن-السبب-الرئيسي-وراء-استهداف-السفينة-الإسرائيلية-قبالة-عُمان2021-08-مصادر-إيرانية-تكشف-عن-السبب-الرئيسي-وراء-استهداف-السفينة-الإسرائيلية-قبالة-عُمان

وأشار صباغ، إلى أن ذلك يرجع لعوامل عدة، أهمها أن إسرائيل لا تمتلك القدرات الإيرانية ذاتها في البحر، وبالتالي فإن حكومة نفتالي بينيت ستعمل بشكل مؤقت على تهدئة الأوضاع في بحر العرب، وستلجأ إلى الخيار الدبلوماسي الذي سيركز على مطالبة دول العالم بوضع حد للانتهاكات الإيرانية في المنطقة، وبالتالي فرض اشتراطات جديدة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.

وتابع المحلل السياسي أن ”إسرائيل ستعمل على تجنيد العالم ضد إيران، ولن تنفذ أي هجوم من أجل تحقيق مكاسب دبلوماسية تستفيد منها في الضغط على الدول العظمى فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، كما أنها ستنتقل للمعركة السياسية بدلا من العسكرية؛ وذلك من أجل تحقيق مكاسب غير مسبوقة الأمر الذي يظهر جليا في الآونة الأخيرة“.

من ناحيته، قال المحلل السياسي نظير مجلي، إن أي رد إسرائيلي على الهجوم في بحر العرب يحتاج إلى دراسة أمريكية إسرائيلية، وتوافق بين البلدين من أجل ضمان ألّا يؤدي الرد إلى تصعيد أكبر في المنقطة بالوقت الحالي.

وأوضح مجلي، في حديثه لـ ”إرم نيوز“ أن إسرائيل بحاجة لمساعدة الولايات المتحدة من أجل الرد على الهجوم الأخير والذي تشير أصابع الاتهام فيه إلى إيران، نظرا لأن واشنطن تمتلك في منطقة بحر الحرب قدرات عسكرية وبحرية بخلاف إسرائيل التي لا تحظى بأي وجود عسكري في منطقة الاعتداء أو بالقرب من إيران.

2021-08-1200px-Israeli_Sea_Corps_Soldiers2021-08-1200px-Israeli_Sea_Corps_Soldiers

وأضاف مجلي ”لا شك أن إسرائيل دائما ما تعتمد على الولايات المتحدة، وبالتالي تقديم المساعدة الأمريكية لإسرائيل من أجل الرد على إيران هو تحصيل حاصل، خاصة أن حكومة نفتالي بينيت تجري كل خطواتها السياسية والعسكرية بتنسيق مسبق مع الإدارة الأمريكية“.

ورأى مجلي، أنه وفي الوقت الراهن ربما ترى الحكومة الإسرائيلية أنه من غير الملائم الرد بشكل فوري على العملية التي استهدفت السفينة الإسرائيلية، خاصة أن الأولويات لدى حكومة نفتالي بينيت داخلية، مضيفا أن ”اهتمام نفتالي بينيت بالملف السوري والإيراني هو بسبب الضغط المتواصل من قبل بنيامين نتنياهو الذي يتزعم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي ويوجه الاتهامات لحكومة التغيير بين الحين والآخر بسبب التقصير بهذا الملف“.

وأكد مجلي، أن نفتالي بينيت يهتم بالتحديات الداخلية في الوقت الراهن، أما تحدياته الخارجية فتتمثل في ملف حزب الله والحدود الشمالية لإسرائيل، متابعا أن ”الهجمة الإسرائيلية للرد على الهجوم ستكون مباغتة لإيران وحلفائها، وبأغلب الأحوال فإنها ستكون داخل الحدود الإيرانية، وذلك لتأكيد رسالة إسرائيل بأنها تستطيع الوصول إلى أعدائها في الوقت والزمان المناسبين“، وفق تعبيره.

وكان موقع ”والاه“ العبري، نقل عن مسؤول كبير قوله، إنه من المرجح أن ترد إسرائيل على هجوم السفينة التجارية الإسرائيلية مستدركا ”لكن السؤال هو كيف ومتى سيتم الرد على استهداف السفينة؟“.

 

2021-08-2442021-08-244

وفي وقت سابق، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، خطة إسرائيل للرد على استهداف إيران سفينتها في بحر العرب، لافتا إلى أنه يريد أن ”يحيل إلى الأمم المتحدة الهجوم على ناقلة النفط التي تديرها شركة مملوكة لملياردير إسرائيلي“، والذي أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها في بحر العرب قبالة سواحل سلطنة عمان، متهما إيران بالوقوف وراءه.

وكانت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ ذكرت الجمعة، أن تقديرات في إسرائيل تشير إلى أن إيران هي من نفذت الهجوم الذي استهدف السفينة ”ميرسر ستريت“؛ ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين في إسرائيل لم تسمهم قولهم إن ”طائرة مفخخة (مسيرة) دون طيار استهدفت السفينة قبالة سلطنة عمان“.



مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24