• اخبار محلية

    كأنها كتبت لهذا اليوم.. قصيدة تاريخية لحكيم مارب وشاعرها ابن شودق تحمل توجيهات ونصائح لمواجهة “الغزاة”


    831 قراءه

    2021-10-20 14:29:34

    تداول ناشطون من أبناء محافظة مأرب، قصيدة شعرية للشيخ المرحوم “حمد بن علي بن شودق”، حكيم مأرب وشاعرها المعروف، كانت قد نشرت في صفحة على فيس بوك يديرها أحد أفراد أسرة “بن شودق”.

    وتضمنت القصيدة التي تتكون من 15 بيت، نصائح وتوجيهات ووصايا لأبناء مأرب لمواجهة الصعاب والظروف التي تواجه أبناء مأرب اليوم، بحسب ما كان يتوقع “بن شودق” في الأيام التي ألقى فيها القصيدة.



    توفي بن “شودق” في عام 2007 وترك خلفه إرثا كبيرا من الحكم والشعر والقصائد التي تداولتها الألسن في مختلف المناطق اليمنية، لما تحمله من معاني وعبر وعظات.

    ويخاطب “بن شودق” مأرب والإنسان المأربي بمسمى “مأرب التاريخ” في العديد من قصائده، في إشارة للتاريخ والحضارة التي ينتمي لها أبناء هذه المنطقة.

    يقول “بن شودق” في قصيدته هذه المشار إليها:

    يامارب التاريخ نفسك بالأوادم راحمة
    والناس ماحد خاطره لجلك رحوم

    وهنا يتحدث الشاعر عن طبيعة أبناء هذه الأرض التي فطروا عليها، فهم أناس تغلب عليهم الطيبة والرحمة بمن وصل إليهم، أو لجأ إليهم، وبالمقابل فقلوب الناس قاسية على مأرب، وخصوصا في تلك الفترة التي عاشها الشاعر، حيث تعرضت مأرب وأهلها لتشويه ممنهج جعل منهم شياطين ومخربين وقطاع طرق.

    ويعود الشاعر لتوجيه النصائح القيمة لمأرب التاريخ:

    يامارب التاريخ عزك في زمانك قاومه
    وأصبر ليا جاك الشتاء وان جاك حوم

    ويدعو الشاعر الحكيم في هذه الأبيات إلى تحمل مختلف الظروف، حلوها ومرها، والشتاء والحوم في البيتين السابقين كناية عن تقلب الظروف والأحوال، كتقلب الجو بين الحر والبرد.

    رؤية مستقبلية
    في أحد الأبيات من القصيدة التي لا يعرف على وجه الدقة تاريخ كتابتها، يتحدث “بن شودق” عن مستقبل مأرب في السنين القادمة، وبأنها ستشتهر كثيرا، بأخبار أبنائها، وكأنه يقصد الأحداث من عام 2014 حتى اليوم، حيث أصبحت مأرب على كل لسان بعد أن صمد أبناءها في وجه مشروع فارس في اليمن، وكانوا نواة للمقاومة والجيش الوطني الذي وجد على هذه الأرض المباركة مساحة رحبة.

    يامارب التاريخ في عصر السنين القادمة
    باتشتهر باخبار قومك والعلوم

    وفي بيت آخر يقول:
    يامارب التاريخ لاجات القوافل هاجمة
    شد المطايا في ملاقاة الخصوم
    ويدعو هنا الشاعر “بن شودق” أبناء مأرب للصمود والثبات في ملاقاة الخصوم إذا أتوا على شكل قوافل، وكأنه يرى بعينيه أنساق الحوثيين وهي تباد على أطراف المحافظة.

    ثم يعطي الحكيم “بن شودق” في البيت التالي خلاصة تاريخية وحكمة بالغة الأهمية:
    يامارب التاريخ ما بالذل روحك سالمه
    والموت مره والفساله باتدوم

    فيقول “بن شودق” إن الذل والخنوع لن يمنح الإنسان السلامة وإن صورت له نفسه ذلك، فمن ذل أو جبن عن مواجهة العدو بحجة إيثار السلامة، سيعود له الخصم يوما ما ويتخلص منه، وهذا ما حدث لكثيرين هادنوا الحوثي أو عاونوه، ثم انقلب عليهم وقتلهم وانتقم منهم.

    ويضيف “بن شودق” في الشطر الثاني أن موت الإنسان مرة واحدة، ولن يموت أكثر من كرة، لكن الفسالة (الجبن والذل) ستكتب للإنسان طول عمره ومماته، وسيقال إنه كان جبانا سواء في حياته أو بعد مماته.

    ويختم “بن شودق” قصيدته ببيت يفتخر فيه بأبناء قبيلته “عبيدة”، وقبيلة “الدماشقة” التي ينتمي لها، وبجميع أبناء قبائل مأرب وقبائل اليمن، فيقول:

    يامارب التاريخ لاموجاتها متلاطمة
    أبشر بصبيان الطلق وقت اللزوم

    ويشير “بن شودق” هنا إلى فزعة قبائل مأرب، وهي فزعات معروفة على مر التاريخ لرد الغازي ونجدة الملهوف.
    فعندما تتلاطم الأمواج ويخاف الجبان ويرتعد الذليل سيأتي “صبيان الطلق” (الرجال الشجعان) وقت اللزوم، وسيقومون بالمهام الموكلة إليهم، ويحلون العقد المتشابكة، وهذه رؤية ثاقبة للشاعر لمعرفته بقومه وقبيلته على مر التاريخ.



    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24