أثارت دعوات المرشد الإيراني، علي خامنئي، بإعلان ما وصفه بـ"نداء البراءة" على صعيد عرفات، غضب المسلمين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الكثير من التساؤلات.

وبهذا الشأن كتب الباحث السياسي اليمني، عبدالسلام محمد، جملة من التساؤلات، قال فيها: "ماذا سيعمل الإيرانيون في صعيد عرفات يوم السبت؟ وهل سيقومون بأعمال عنف ؟ أم نشاط طائفي هاديء؟".

وأضاف: "هل مراسم البراءة خطبة مستقلة عن خطيب عرفة ؟ أم بعدها؟".

وتابع : "ما هي ردود فعل السلطات السعودية ؟ وهل هناك اتفاق مسبق على مجموعة إجراءات لتخفيض أي تصعيد ؟ أم يريد خامنئي التسويق لمشروع الثورة الإسلامية بالعنف وبدون تنسيق ؟!".

وأتم منشور له على منصات التواصل: "هل ستشهد السنوات القادمة خطبة عرفة لكل طائفة بعد دعوة خامنئي؟".

ماذا قال الخامنئي

وكان المرشد الإيراني “خامنئي” قد كلف أمس، رئيس بعثة الحج الإيرانية “علي باقري” بإلقاء ندائه إلى الحجاج يوم السبت أمام الحجاج في صعيد عرفة، وسط مخاوف من محاولات إيرانية لإرباك حج هذا العام.

وقال في تدوينة على منصة إكس": سيُقرأ ويُنشر النصّ الكامل لنداء الإمام الخامنئي المهمّ إلى حجّاج بيت الله الحرام، يوم السّبت 15/06/2024، من قبل رئيس بعثة الحج لجمهوريّة إيران الإسلاميّة، في مراسم البراءة من المشركين التي ستُقام في صحراء عرفة".

وأضاف: “يجب أن تتواصل البراءة هذا العام بنحو يتخطّى موسمَ الحجّ وميقاتَه، إلى الدول والمدن التي يقطنها المسلمون في أرجاء العالم كلّه، وتتعدّى الحُجّاجَ إلى كلّ فردٍ من الناس”.

وتابع: “أيّها الإخوة والأخوات الحجيج، إنّكم تقفون الآن في ساحة التدرّب على هذه الحقائق والتعاليم الساطعة. فلتُدنوا فكرَكم وعملَكم من معارف الحج أكثر فأكثر، ولتعودوا إلى دياركم بهذه الهويّة المصقولة والممزوجة بالمفاهيم السامية؛ هذه هي الهديّة القيّمة والحقيقيّة لرحلة حجّكم”. حسب زعمه.

رد سعودي صارم

والجمعة، أكدت وزارة الداخلية السعودية، أن المملكة لن تسمح بتحويل المشاعر المقدسة لساحة للهتافات البعيدة عن مقاصد الشريعة الإسلامية، مشددة على أن أمن وسلامة ضيوف الرحمن خط أحمر، ولا تهاون فيهما.

جاء ذلك على لسان العقيد طلال الشلهوب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، خلال المؤتمر الصحافي اليوم لموسم الحج لهذا العام.

وأعلن العقيد الشلهوب، نجاح تنفيذ المرحلة الأولى من خطة نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة بسلاسة ويسر وطمأنينة، واكتمال نقل الحجاج من مكة المكرمة والمسجد الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، والمبيت فيها تمهيداً للتصعيد منها للوقوف بعرفات.

الجدير بالذكر، أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها النظام الإيراني وأتباعه نشر الفوضى في الحج، والعبث بهذه الفريضة المقدسة، وتبقى قوات أمن الحج بالمرصاد لكل محاولات المساس بطمأنينة وروحانية حجاج بيت الله الحرام.