المجمع الانتخابي يشكل «الديمقراطية الأمريكية».. لغز عام 1787

فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 رغم تقدمها عليه بحوالي 3 ملايين صوت شعبي.

وفاز جورج دبليو بوش في انتخابات عام 2000 متغلبا على آل غور مع حصول الأخير على نصف مليون صوت أكثر منه في اقتراع رئاسي يستند إلى نظام معقد وفريد، وفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية.

ويشكل "الناخبون الكبار" في الهيئة الناخبة أو ما يسمى أيضا بالمجمع الانتخابي، لب هذا النظام. وفي المثالين السابقين يفسر الفوز المفاجئ لهذين المرشحين الجمهوريين بكونهما تجاوزا عدد الناخبين الكبار الضروري للفوز وهو 270 صوتا.

ويعود نظام المجمع الانتخابي إلى دستور العام 1787 الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر بدورة واحدة.

ورأى الآباء المؤسسون في ذلك حلا وسطا بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر وبين انتخابه من قبل الكونغرس وهو أمر اعتبر أنه لا يستوفي كل الشروط الديمقراطية.

ويبلغ عدد أعضاء المجمع الانتخابي 538 عضوا غالبيتهم من المسؤولين المنتخبين والمسؤولين المحليين في أحزابهم ولا يرد اسمهم على بطاقات الاقتراع وهم بغالبيتهم غير معروفين من الرأي العام.

لكل ولاية عدد ناخبين كبار يعادل عدد ممثليها في مجلس النواب الذي يحدد وفقا لعدد السكان وفي مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية).

ونتيجة لتعداد عام 2020، شهدت 13 ولاية تغييرًا في حجم وفدها، حيث نالت تكساس مقعدين في الهيئة. وحصلت خمس ولايات أخرى هي كولورادو وفلوريدا ومونتانا وكارولينا الشمالية وأوريجون على مقعد واحد.

كما خسرت كل من كاليفورنيا وإلينوي وميتشغان ونيويورك وأوهايو وبنسلفانيا وغرب فرجينيا مقعدا واحدا.

والمرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات في ولاية ما يحصد كل الناخبين الكبار فيها باستثناء نبراسكا وماين اللتين توزعان الناخبين الكبار على أساس نسبي.

ويتم اختيار أعضاء الهيئة الانتخابية من قبل حملة الحزب بالتعاون مع الناشطين المحليين.

ولتقليل خطر "خروج" الناخبين عن المسار، يجري اختيار أعضاء الهيئة من أعضاء موثوقين في الحزب لديهم سجل حافل بالالتزام بالخط.

ويجتمع أعضاء الهيئة في عواصم الولايات يوم الإثنين الأول بعد الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الأول للإدلاء بأصواتهم.

تُرسل النتائج المعتمدة بعد ذلك إلى واشنطن، حيث يتم في السادس من يناير/كانون الثاني فرز الأصوات في جلسة مشتركة للكونغرس، برئاسة نائب الرئيس الحالي.

خسر خمسة رؤساء أمريكيين التصويت الشعبي لكنهم فازوا بالانتخابات كان أولهم جون كوينسي في 1824 في مواجهة أندرو جاكسون.

وأدت انتخابات عام 2000 الشهيرة إلى معركة قضائية غير مسبوقة في فلوريدا بين جورج دبليو بوش والديموقراطي آل غور.

وكان هذا الأخير قد فاز بعدد أكبر من الأصوات على الصعيد الوطني إلا أن المرشح الجمهوري حصل على 271 من أصوات الهيئة الناخبة.

وخلال الفترة بين عامي 1796 و2016، صوت 180 من أعضاء المجمع الانتخابي خلافا للتوقعات في الانتخابات الرئاسية. لكن هذه العمليات لم تؤثر على النتيجة النهائية حول هوية الفائز بالانتخابات.

aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg

جزيرة ام اند امز