العراق يستبق هجوم إسرائيل على إيران برسائل لأمريكا وأوروبا

مع استعداد إسرائيل لشن هجوم مرتقب على إيران، وما قد يستدعي ذلك من رد من قبل طهران أو أذرعها في المنطقة والتي يتمركز بعضها في العراق، حاول الأخير استباق تلك التطورات المتوقعة برسالة إلى أمريكا وأوروبا.

وقال رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في رسالة وجهها اليوم الأحد، إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ودول الاتحاد الأوروبي، إنه «في ظلّ التداعيات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، نوجّه رسالتنا إلى كلّ الأصدقاء، بأننا نقف على أعتاب منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي، ويعرّض التنمية إلى انتكاسة كبرى، لاسيما أن منطقتنا تمثل الرئة التي يتنفس منها العالم بالطاقة».

وبحسب السوداني فإن المرحلة الراهنة تتطلب مضاعفة الجهود، لإيقاف استهداف المدنيين، «وإنقاذ المنطقة من شرور حرب لا تُبقي ولا تذر، ولن يكون فيها رابح سوى منطق القتل والتخريب والدمار».

وأشار إلى أن «العراق سيواصل جهوده ومساعيه، من أجل التهدئة، وعدم اتساع الصراع الذي يؤثر على أمن المنطقة والعالم».

البيان العراقي استبقه مكالمة هاتفية جمعت رئيس الوزراء العراقي والرئيس الإيراني بزشكيان، أخبره فيها بأن واشنطن تقول إن هجوما عسكريا وشيكا يستهدف إيران، بحسب مصدر لـ«العين الإخبارية»، أشار إلى أن الاتصال الذي جمع المسؤولين كان سرا. ولم يصدر أي بيان من الجانبين الإيراني والعراقي حول تلك المكالمة.

وأوضح المصدر، أن بيان السوداني مؤشر على أن الضربة الإسرائيلية على إيران باتت قاب قوسين أو أدنى، وهو ما يسعى العراق للحيلولة من أن يكون طرفا فيها أو ما تعرف بـ«المقاومة الإسلامية في العراق»، التي تعد أحد أذرع طهران بالمنطقة.

بدوره، قال عضو البرلمان العراقي عن الإطار التنسيقي (الحزب الحاكم) محمد البلداوي، إن بيان السوداني يحمل رسالة مبطنة للولايات المتحدة تحديداً التي تقود التحالف الدولي، مفادها أن أي «ضربة إسرائيلية على العراق ستعقد مفاوضات الانسحاب بين بغداد وواشنطن، وستمنح الحق للفصائل المسلحة بمواصلة استهداف المصالح والقواعد الأمريكية».

وبحسب البرلماني العراقي، فإن رسالة السوداني، مفادها أن أي «ضربة إسرائيلية على العراق ستعقد مفاوضات الانسحاب بين بغداد وواشنطن، وستمنح الحق للفصائل المسلحة بمواصلة استهداف المصالح والقواعد الأمريكية».

وأضاف البرلماني العراقي، أن «الولايات المتحدة مطالبة اليوم بالعمل على منع إسرائيل من الرد على الضربات التي تعرضت لها من العراق التي شنتها فصائل المقاومة الإسلامية».

وتواصل الجماعات العراقية المسلحة والتي تطلق على نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق» عملياتها باستهداف المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية، زاعمة أن ذلك «دعما وإسنادا لغزة ولبنان».

ويوم الجمعة الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين واصابة 24 آخرين بهجوم نفذته طائرات مسيرات، انطلقت من العراق.