نفاد أموال التعدين.. إلى أين يتجه منتجو الفحم في إندونيسيا؟

من مبيعات المناجم إلى التوسع في صهر النيكل والألمنيوم، أقدم منتجو الفحم في إندونيسيا إلى تنويع انشطتهم بعيداً عن تعدين الفحم مؤخراً.

وذلك مع تقليل تعرضهم للسلعة، بعد تزايد صعوبة العثور على التمويل اللازم لتعدين للوقود الأحفوري المعروفة بأنه الأكثر تسبباً في تلويث البيئة على الإطلاق.

ولا تزال قدرة الفحم في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا تنمو رغم ذلك، كما تظل إندونيسيا أكبر دولة مصدرة للفحم في العالم، وواحدة من أكبر الدول في نسبة انبعاثات الكربون، حيث تنتقد الجماعات البيئية جاكرتا بسبب تقدمها البطيء نحو مصادر الطاقة الأكثر خضرة.

لكن الجهود التي تبذلها الشركات لتنويع مصادرها تؤكد على التدقيق الذي تواجهه الشركات الآن وسط التحول في مجال الطاقة والمخاوف بشأن الطلب الطويل الأجل على الفحم.

وقال راي جونارا، رئيس ومدير شركة هاروم إنيرجي، التي توسعت بسرعة في معالجة النيكل كنشاط آخر بعيدا عن الفحم، أنه "من الواضح أن هناك ضغوطًا بيئية واجتماعية وحوكمة متزايدة للبعد عن الفحم"

وأضاف "من الصعب جدًا علينا جمع أي أموال لأي شيء مرتبط بالفحم الآن، لقد كانت هذه هي الحال خلال السنوات القليلة الماضية".

تعد شركة هاروم واحدة من أصغر منتجي الفحم في إندونيسيا، ولكن من المتوقع أن تكون واحدة من أوائل الشركات التي تجعل الفحم عملاً تجاريًا للأقليات.

و لم تستثمر أي أموال جديدة في الفحم في السنوات الخمس الماضية في إندونيسيا، حيث قال جونارا "لقد كنا نجمع النقد من أعمال الفحم الحالية لتذهب بعدها هذه الأموال إلى تنمية أعمال النيكل لدينا".

وتخطط الشركة لإغلاق أعمال الفحم عندما تنفد الاحتياطيات في غضون بضع سنوات، وقال جونارا: "بمجرد الاستمرار في العمل كالمعتاد، في غضون ست إلى سبع سنوات، ستسير أعمال الفحم ببطء".

ودخلت الشركة أعمال النيكل في عام 2020 للاستفادة من الطلب المتزايد على المعدن المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية.

 وتتوقع أن يساهم النيكل بنحو 60% من إيراداتها بحلول نهاية هذا العام -وهي قفزة كبيرة من 11% العام الماضي- وتهدف إلى مضاعفة الطاقة الإنتاجية لديها إلى 150 ألف طن من النيكل بحلول نهاية عام 2025.

كما يقوم منتجو الفحم الآخرون بالتحول، ومن الأمثلة، أطلقت شركة إنديكا إنيرجي دراجات نارية كهربائية ومحطات طاقة شمسية وباعت بعض مناجم الفحم، بهدف تقليص أعمالها في الفحم إلى 50% بحلول عام 2025.

وشركة أدارو إنيرجي، التي يديرها الملياردير غاريبالدي توهير، تبني الآن مصهرًا للألمنيوم ومحطة للطاقة الكهرومائية متخذة في ذلك لنفسها مسارا مغايرا بعيدا عن الفحم أيضا.

وفي الشهر الماضي، أعلنت عن خطة لفصل أعمالها في الفحم من خلال طرح عام تقدر قيمته بنحو 2.5 مليار دولار.

أيضا، كان قد أظهر تحليل أجراه معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أن خمسة من أكبر سبع شركات منتجة للفحم في إندونيسية من المدرجة رسميا في البورصة تستثمر الآن في التنويع بعيدا عن الفحم.

وفي السنوات الأخيرة، توقفت البنوك الأجنبية إلى حد كبير عن تمويل عمليات الفحم في الدولة الآسيوية، حيث حصلت الشركات الإندونيسية في المقام الأول على التمويل من المؤسسات المحلية.

على الرغم من جهود التنويع، لا تزال قدرة الفحم في إندونيسيا تتزايد وتهدد هدفها بالوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول عام 2060.

مع العلم بأن الحكومة حظرت بناء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم في عام 2022 لكنها منحت عددًا من الاستثناءات حيث لا يزال من الممكن المضي قدمًا في البناء، ففي إندونيسيا لا يزال يمكن بناء محطات جديدة للاستخدام الحصري داخل مواقع معالجة المعادن ولمشاريع أخرى تعتبر استراتيجية للمصالح الوطنية.