• دليل المواقع

  • عربي ودولي

    بين «النووي» والفن.. معرض لسد «فجوة التاريخ»


    818 قراءه

    2024-10-09 19:49:48
    160

    لا شيء في الظاهر يجمع الطاقة النووية والفن، بل تفصل بينهما مسافة بعيدة، لكن ماذا لو التقى المفهومان المتنافران تحت سقف واحد؟

    يحدث ذلك في العاصمة الفرنسية باريس، هناك حيث ألهَم هذا الموضوع عددا من الفنانين منذ الاكتشافات العلمية الأولى حول الذرة إلى استخدام القنبلة الذرية، لعرض أعمالهم في متحف الفن الحديث بباريس، في حدث سيكون الأول من نوعه.

    «فجوة كبيرة»

    في تصريح لوكالة فرانس برس، لاحظت إحدى منسِّقَتَي المعرض، أستاذة تاريخ الفن المعاصر في جامعة لوزان ماريا ستافريناكي أنها "فجوة كبيرة في تاريخ الفن".

    وأضافت ستافريناكي التي تتولى تنسيق المعرض مع جوليا غاريمورث، القيّمة الرئيسية لمتحف الفن الحديث "أردنا سدّ هذه الثغرة من خلال إظهار ازدواجية الطاقة النووية، والطريقة التي نظر بها الفنانون إليها في مختلف المراحل الزمنية".

    ويضمّ المعرض الذي يُفتَتَح بعد غد الجمعة ويستمر إلى 9 فبراير/شباط المقبل نحو 250 عملا، من لوحات ورسوم وصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو وأفلام وأعمل تجهيز غير معروفة للجمهور العريض.

    ومن بين ما يحويه أعمال تُعرَض للمرة الأولى، مصدرها مختبر لوس ألاموس الأمريكي الذي كان يديره مخترع القنبلة الذرية ج. روبرت أوبنهايمر، ومتحفا هيروشيما وناغازاكي اليابانيان.

    إلى جانب فيلم مذهل للمخرج الأوكراني فلاديمير شيفتشينكو، أنجزه بعد الحادث النووي الذي وقع في محطة تشيرنوبيل السوفيتية السابقة للطاقة النووية عام 1986، ومات بسببه.

    وصُمِّمَ مسار المعرض الذي يحمل عنوان "العصر الذري، الفنانون واختبار التاريخ"، في أقسام مواضيعية تربط بشكل وثيق بين الفن والعلم والسياسة.

    وتركّز المحطة الأولى على حقبة بدايات القرن العشرين التي شهدت أولى الاكتشافات المتعلقة بالذرة والنشاط الإشعاعي والتي أحدثت تغييرا جذريا في العلاقة بالمادة.

    ومن أبرز ما يتناوله المعرض "رقصة الراديوم" التي أدتها الأمريكية لوي فولر للفرنسيين ماري وبيار كوري عام 1911، واضعة جناحين ضخمين وكمّين حريريين مغطيين بمادة فسفورية.

    قنبلة وملابس سباحة

    شرحت القيّمتان على المعرض أن "بعض الفنانين اختاروا وقتها التجريد الصوفي، كالروسي فاسيلي كاندينسكي والسويدية هيلما أف كلينت، فيما اعتمد آخرون الفن المفاهيمي على غرار مارسيل دوشام"، ولهؤلاء أعمال عدة معروضة.

    وذكّرت الخبيرتان بأن "اختراع القنبلة الذرية واستخدامها في اليابان من جانب الولايات المتحدة في أغسطس/آب 1945 مثلا نقطة تحول في التاريخ الحديث للذرة، ودشّنا +العصر الذري+".

    وأوضحتا أن الذرّة المدمّرة أصبحت حقل اختبار لعدد من الفنانين بفعل "الحضور الواسع لصورة سحابة الفطر التي جعلت حقيقة الطاقة النووية موضوعا للدعاية السياسية والاستهلاك والعروض الفنية".

    وتتناول وثائق أرشيفية مسابقة بعنوان "ملكة جمال الذرة" التي نظمت لدعم التجارب النووية في صحراء نيفادا في الولايات المتحدة.

    وتُذكّر بأن تسمية "بيكيني" التي أطلقت على ماركة ملابس السباحة النسائية الشهيرة المؤلفة من قطعتين هي في الأصل اسم جزيرة حلقية مرجانية في المحيط الهادئ فجّرت فيها الولايات المتحدة عام 1946 أول قنبلة نووية تحت الماء.

    وإلى جانب أعمال فرانسيس بيكون وسلفادور دالي ولوتشيو فونتانا وغاري هيل وأسغر يورن وإيف كلاين وسيغمار بولكه وجاكسون بولوك وتوماس شوته، يضم المعرض رسوما مؤثرة لناجين من قنبلتَي هيروشيما وناغازاكي صنفت على أنها ضمن أعمال الذاكرة الجماعية.

    كما يضم أيضا صورا لم يسبق أن نُشرت، التُقِطَت بعد انفجار القنبلتين اللتين أطلق عليها الجيش الأميركي تسميتي "ليتل بوي" little boy (أي "الصبي الصغير") و"فات مان" fat man (اي "الرجل السمين").

    "الاستعمار النووي"

    منذ نهاية ستينيات القرن العشرين، ظهر وعي بيئي متزايد بالتهديد المستمر الذي تمثله الطاقة النووية لكل الكائنات الحية.

    ويسلط المعرض الضوء على جماعات السكان الأصليين في الولايات المتحدة وأفريقيا ومنطقة المحيط الهادئ التي تحتج على ما تصفه بـ"الاستعمار النووي"، أي التجارب النووية وأعمال استخراج اليورانيوم من قبل سكانهم.

    وتُبيّن صور وأعمال فنية أيضا الأثر الضار لهذه الأنشطة في الجزائر وبولينيزيا، أو على الساحل الغربي للولايات المتحدة أو في جنوب أفريقيا.

    وثمة جانب آخر يتناوله المعرض، وهو الحركة النسوية البيئية والمناهضة للنزعة العسكرية في الستينات، ونشاطها المُعارض للطاقة النووية، ومن وسائله الفن.

    ففي عام 1977، ابتكرت الرسامة إيلين دو بوفوار، شقيقة الروائية والفيلسوفة سيمون دو بوفوار، لوحة "مورتيفير" Mortifères (أي "قاتلة") المعروضة بجانب فستان من المصابيح الكهربائية المتعددة الألوان من تصميم الياباني أتسوكو تاناكا.

    إضافة إلى عمل بألوان الغواش لنانسي سبيرو، تحتج فيه على التأثيرات المدمرة للنشاط الإشعاعي على الأعضاء التناسلية الأنثوية.

    وينتهي المعرض بأعمال سوداوية عن شتاء نووي آتٍ، ورسوم للفنانة الفرنسية ناتاشا نيسيتش، مستوحاة من كارثة محطة فوكوشيما اليابانية للطاقة عام 2011، تذكّر بأن "العصر الذري" هو حاضر العالم.

    aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg جزيرة ام اند امز US


    مشاهدة بين «النووي» والفن.. معرض لسد «فجوة التاريخ»

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ بين «النووي» والفن.. معرض لسد «فجوة التاريخ» قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24