سلاح ترامب القديم يرتد عليه.. هل انتهك قانون لوغان؟

سلاح قديم استخدمه دونالد ترامب ليهاجم به خصومه، يرتد عليه فجأة في الأمتار الأخيرة من السباق الرئاسي، فهل انتهك قانون "لوغان"؟

وأثار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" نشر مقتطفات من كتاب جديد عن اتصالات هاتفية أجراها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تساؤلات بشأن احتمال انتهاك الأول لقانون "لوغان" الذي يحظر على مواطنين غير مخولين التفاوض مع حكومات أجنبية على خلاف مع الولايات المتحدة.

إذ قال المتحدث باسم حملة المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس، لموقع "أكسيوس"، إن "مشاركة ترامب في الدبلوماسية خارج الحكومة قد تكون غير قانونية بموجب قانون لوغان"، وهي وجهة نظر أكدتها مستشارة البيت الأبيض السابقة، سوزان رايس.

ذكر الصحفي الأمريكي بوب وودوارد في الكتاب، نقلا عن مساعد ترامب الذي لم يكشف عن اسمه، أن الرئيس السابق وبوتين أجريا "ما يصل إلى سبع" محادثات شخصية منذ ترك ترامب منصبه في عام 2021.

كما كشف وودوارد في كتابه المعنون "الحرب"، أن ترامب أرسل إلى بوتين أدوات اختبار كوفيد-19 خلال الأيام الأولى من الجائحة للاستخدام الشخصي للزعيم الروسي، وهو ما أكده الكرملين يوم الأربعاء.

وأكد ودوارد، أن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية "كان قد أمر مساعده بالخروج من مكتبه في مقر إقامته بولاية فلوريدا حتى يتمكن من إجراء مكالمة هاتفية خاصة مع بوتين".

يحظر قانون "لوغان" على الرعايا الأمريكيين غير المخولين، التفاوض مع حكومات أجنبية على خلاف مع الولايات المتحدة. إلا أنه لم يدن أي شخص حتى اليوم بموجب هذا القانون العائد إلى عام 1799، وفق وكالة "فرانس برس".

وكان قد جرى رفع قضيتين فقط بموجب هذا القانون، واحدة في عام 1803 والأخرى في 1853. ولم يتم إدانة أي شخص في كلتا الحالتين.

ورغم صدور قانون لوغان في عام 1799، إلا أنه نادرًا ما تم تطبيقه، وفقًا لتقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونجرس عام 2018.

وفقًا لتصريحات الخبير القانوني، جوليان كو، يعتمد انتهاك ترامب لقانون لوغان على محتوى المكالمات، فإذا كانت تتعلق بموضوعات عادية مثل الطقس، فلا يوجد انتهاك.

ويوضح كو في حديث لموقع "أكسيوس" أنه "إذا تطرقت المحادثات إلى محاولة تقويض سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا، فقد يكون هناك انتهاك للقانون".

ويرى كو، أنه "حتى لو تبين أن المكالمات كانت تنتهك القانون، فإن ترامب قد يكون لديه دفاع قوي استنادا للتعديل الأول من الدستور الأمريكي الذي يحمي حرية التعبير".

على الرغم من عدم إدانة أي شخص بقانون لوغان، إلا أن الساسة والجماعات السياسية غالبًا ما كانت تستخدمه لاستهداف خصومهم.

وفي العام 2019، اتهم ترامب نفسه، وزير الخارجية الأسبق، جون كيري، بانتهاك القانون بسبب مشاركته في مفاوضات مع إيران، وهو ما نفاه الأخير.

ثم اتهم ترامب في العام التالي مباشرة، السيناتور، كريس ميرفي، بانتهاك القانون بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني.

وخلص الموقع إلى أن تصرفات ترامب قد تكون "غير لائقة"، لكن تاريخ قانون لوغان وحقيقة عدم اختباره قانونيًا يعني أنه ليس "قانونًا ذا مغزى" "ولا يتوقع أن يُستخدم ضد الرئيس السابق أو أي شخص آخر"، كما قال كو.