صواريخ حزب الله وغارات إسرائيل.. المستشفيات في مرمى النيران

صواريخ مقابل الغارات، هكذا بدا التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية مؤخرًا، فبينما يطلق «حزب الله» المزيد من القذائف اليومية باتجاه الدولة العبرية، ترد الأخيرة بطلعات جوية على مناطق لم تقتصر على معاقل الجماعة اللبنانية التقليدية.

ففي بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من مساء السبت، أعلن رصد إطلاق نحو 40 قذيفة صاروخية، من الأراضي اللبنانية تجاه الدولة العبرية.

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيانه، أنه في أعقاب الإنذارات التي جرى تفعيلها في الساعات 23:21-23:22 في منطقة الجليل الأعلى، تم رصد إطلاق نحو 25 قذيفة صاروخية عبرت من الأراضي اللبنانية، حيث اعترض بعضها وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة.

وأشار إلى أنه في أعقاب الإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الأعلى في الساعات 23:27-23:28، جرى رصد إطلاق نحو 15 قذيفة صاروخية عبرت من الأراضي اللبنانية، اعترض بعضها وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة.

وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان سابق، إن 320 قذيفة أطلقتها جماعة حزب الله عبرت إلى إسرائيل خلال عطلة يوم الغفران، والتي بدأت حوالي الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي يوم الجمعة.

بدورها، قالت جماعة حزب الله، السبت، إنها واصلت إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مستهدفة ما قالت إنه «تجمع لقوات العدو الإسرائيلي» في قرى جنوب الحدود مباشرة.

وكانت جماعة حزب الله قالت إنها شنت «هجوما جويا بسرب من الطائرات المسيرة الهجومية»، فيما أكد الجيش الإسرائيلي، رصد طائرتين في وسط إسرائيل قادمتين من لبنان.

وأوضح أنه اعترض إحدى الطائرتين لكنه لم يحدد ما حدث للطائرة الثانية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن مبنى دار رعاية في هرتسليا شمال تل أبيب تضرر لكن لم تقع إصابات.

ويوم السبت، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية السبت مقتل 15 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية على ثلاث مناطق لا تعد معاقل تقليدية لحزب الله.

وأكدت الوزارة مقتل تسعة أشخاص وإصابة خمسة عشر آخرين بجروح، في غارة إسرائيلية على بلدة المعيصرة شمال بيروت، بعدما أعلنت في حصيلة سابقة سقوط خمسة قتلى.

كما أفادت بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 18 آخرين في غارة على برجا في قضاء الشوف جنوب العاصمة.

في شمال البلاد، قتل شخصان وأصيب أربعة آخرون «إضافة إلى وجود أشلاء يتم التحقق من هوية أصحابها» إثر غارة إسرائيلية على دير بللا قرب مدينة البترون.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية قد تحدثت عن غارة «استهدفت منزلا لجأت إليه عائلات من الجنوب في بلدة دير بللا».

وفي شرق لبنان، أفاد مستشفى تل شيحا بأنه تعرض لـ«بعض الأضرار المادية الخفيفة، جراء الغارات التي استهدفت محيط مدينة زحلة» ذات الغالبية المسيحية. ولم يبلغ المستشفى عن وقوع إصابات في صفوف المرضى والعاملين، معلنا استمراره في أداء عمله.

وأضافت وزارة الصحة أن مستشفى تمنين ومستشفى رياق في البقاع تعرضا لأضرار بعد ضربات في محيطهما. كما أبلغت الوكالة الوطنية للإعلام عن وقوع أضرار في الجامعة الأنطونية في رياق. ولا تعد هذه البلدات من معاقل حزب الله.

كما طال القصف الإسرائيلي مركز الدفاع المدني للهيئة الصحية التابعة لحزب الله في عيتيت بقضاء صور، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ «الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ قرابة الثامنة والربع من مساء السبت، غارة استهدفت وسط السوق التجاري في مدينة النبطية»، في جنوب لبنان.

وأفادت أن الغارات الإسرائيلية على النبطية خلفت في حصيلة أولية ثمانية جرحى، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ مستمرة بالإطفاء ورفع الركام.

الأسبوع الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي سكان النبطية بمغادرة المدينة التي تضم مؤسسات حكومية ومستشفيات وفرعا للجامعة اللبنانية.

بعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود، تحولت هذه المواجهات حربا مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر/أيلول، حين كثّفت الدولة العبرية غاراتها الجوية على مواقع لحزب الله وبدأت بعد أسبوع من ذلك عمليات برية في جنوب لبنان.

ومذاك، قتلت الغارات الإسرائيلية اليومية أكثر من 1200 شخص وأدّت لنزوح أكثر من مليون آخرين، بحسب الأرقام الرسمية.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية السبت إنّ 26 شخصا قتلوا الجمعة، ما يرفع إلى 2255 عدد القتلى منذ اندلاع المواجهات في أكتوبر/تشرين الأول 2023.