قصف إسرائيل لشمال لبنان.. لماذا الآن؟ خبير عسكري يجيب «العين الإخبارية»

كثفت إسرائيل من غاراتها على مناطق في شمال لبنان، خلال اليومين الماضيين، مستهدفة مناطق حدودية مع سوريا.

يأتي ذلك رغم أن عناصر حزب الله تتركز في جنوب لبنان أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب، الذي يتعرض لضربات إسرائيلية مركزة منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية،  لـ "العين الإخبارية"، إن نسق القصف في شمال لبنان في اليومين الأخيرين، يشير إلى أن إسرائيل تريد زيادة الضغط العسكري على "حزب الله" اللبناني، واستهداف محاور الاتصال بين لبنان وسوريا، ضمن مخططها لتوسيع الحرب في المنطقة".

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أن الطيران الإسرائيلي أغار اليوم على طريق "جرماش - قلد السبع" الحدودي مع سوريا، شمالي الهرمل، مضيفة أن "مسيّرة أغارت على بلدة حوش السيد علي في قضاء الهرمل".

كما ذكرت الوكالة اللبنانية، أن الطيران الإسرائيلي قصف منطقة أخرى في جرماش على الحدود في الهرمل.

كما قصف الجيش الإسرائيلي اليوم مبنى في حي العسيرة في بعلبك (شمال شرق بيروت) بصاروخين.

وكان أكثر من 20 شخصا قتلوا في قصف استهدف للمرة الأولى، بلدة أيطو في قضاء زغرتا بشمال لبنان، أمس، حسب إحصاء للصليب الأحمر اللبناني.

وكان هذا الاستهداف هو الثاني خلال الأسبوع الجاري لمنطقة في شمال لبنان بعد قصف بلدة دير بيلا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية، يوم السبت الماضي.

وبعد أيطو قصفت إسرائيل أمس هدفا في الهرمل الشمالي الغربي، في محافظة بعلبك الهرمل.

ومنذ بدء الحرب في لبنان، تُركز إسرائيل ضرباتها على جنوب لبنان أو الضاحية الجنوبية لبيروت، ونادرا ما قصفت أهدافا في شمال لبنان.

ووضع اللواء عادل العمدة تصعيد هذا الاستهداف في الشمال في خانة "رغبة إسرائيل في توسيع الحرب في المنطقة".

وقال: "نتنياهو يريد الوصول إلى بيروت وما بعد بيروت، لكن المقاومة الموجودة من بعض الخلايا المحدودة لحزب الله، تحول دون التقدم الإسرائيلي"، مضيفا أن "الغارات الإسرائيلية على الشمال تأتي ضمن استراتيجية عسكرية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في العمق اللبناني، مع تكثيف القصف في الجنوب للوصول إلى مناطق رخوة يمكن من خلالها اختراق الأراضي اللبناني".

وأوضح أن "تعثر التوغل في الجنوب، جعل الجيش الإسرائيلي يتجه إلى الضغط بالقصف الجوي في الشمال، وهي استراتيجية قتالية معروفة، هدفها مواصلة الضغط العسكري لاستكمال الاجتياح البري".

وأضاف أن "نتنياهو يرغب في توسيع دائرة الصراع، ومن ثم يستهدف كل أدوات وأذرع إيران، وإيقاف سبل التواصل بينها".