رئيس أول شركة بنظام العمل عن بعد: لن أطلب من موظفيي العودة مطلقا

تم إطلاق Park My Fleet كأول شركة تعتمد استراتيجية العمل عن بعد منذ تأسيسها أثناء فترة الجائحة..

هل تستمر تجربتها مع ضغوط الشركات لإلغاء العمل عن بعد؟

في ظل ما تعيشه الآن العديد من الشركات من جدل حول تعريف أنظمة العمل في مرحلة ما بعد كوفيد -19؛ ما بين نظام العمل الكامل من المكتب والنظام الهجين الذي يسمح بتوزيع أيام العمل من المنزل ومن المكتب على مدار الأسبوع، اختصر الرئيس التنفيذي لهذه الشركة الأمريكية الطريق، بأن أصبح أول رئيس تنفيذي يعتمد العمل من المنزل كنظام أساسي للدوام منذ إنطلاق عمل شركته.

وبحسب بيزنس إنسايدر التي سلطت الضوء على هذه التجربة، فإن رائد الأعمال هو الأمريكي مايك لاندو، مؤسس ومدير شركة Park My Fleet، وهي شركة تعمل عن بعد وتقدم خدمات لأساطيل المركبات التجارية.

وقد تحقق موقع بيزنس إنسايدر من هويته وأسلوبه في توظيف العاملين.

وأطلقت شركة Park My Fleet أثناء جائحة فيروس كورونا أثناء فترة الإغلاق الكلي للشركات حول العالم.

وفي حواره مع بيزنس إنسايدر، قال لاندو، "لم يمنحني ذلك أي خيار سوى بدء عمل الشركة عن بعد والاعتماد على خبرة ونضج الأشخاص الذين كان توظيفهم من البداية لإنجاز المهمة من المنزل".

وأضاف "قبل ذلك، كنت أعتقد أنك بحاجة إلى التواجد في المكتب لبناء الفريق والحصول على التماسك، لكن أفكاري حول هذا الأمر تغيرت تمامًا أثناء الوباء، لم أعد مقيدًا جغرافيًا بتجنيد واستقطاب المواهب".

وتابع "منذ ذلك الحين، وجدت أنك لست بحاجة إلى التواجد في المكتب للحصول على التماسك بين الفرق والتنفيذ، يمكنك أن تنجح دون أن تكون حاضرا جسديًا".

وبحسب بيزنس إنسايدر، زاد افتتان رائد الأعمال الأمريكي بالعمل عن بعد.

وقال إنه "من منظور التوظيف، "العالم هو ملكي" في إشاره لراحته في تخطي حدود البلدان للتوظيف عن بعد.

وذكر لاندو، "أحب فكرة أن الموظفين لا يضطرون إلى التفكير في تنقلاتهم أو لا يزال بإمكانهم القيام بإحضار الأطفال من المدرسة، مما يساعد في تحقيق التوازن بين العمل والحياة".

وأضاف "لا يهم بالنسبة لي كيف تقضي وقت استراحة العمل، وأعتقد أننا حققنا معدل احتفاظ بالموظفين مرتفعًا للغاية بسبب هذه المرونة".

ويقول "بيزنس إنسايدر"، إن معظم موظفي Park My Fleet مقيمون في الولايات المتحدة، لكن الشركة تمتلك فرق تقنية في كوستاريكا ومنطقة الشام.

وبخلاف ذلك، هناك بعض المواقع المادية التي تتطلب من الأشخاص العمل على المركبات، حيث يقوم موظفو المبيعات بزيارة العملاء، لكن الجميع يعملون عن بعد.

وأكد رئيس الشركة في حديثه للموقع ثقته في أن الموظفين لديه منضبطين بما يكفي للعمل من المنزل وأداء المطلوب منهم على أكمل وجه.

مما ذكر أنه يتبعه أيضا من أنظمة العمل، أكد لاندو على اعتماده بشكل أساسي على تشغيل كاميرات الحاسوب أو الهواتف خلال إجراء الاجتماعات بين أفراد الشركة عن بعد.

وقال "ما زلنا نحاول الاجتماع وإقامة فعاليات بناء الفريق ربع السنوية أو مرتين على الأقل في السنة حتى يتمكن الأشخاص من قضاء بعض الوقت مع زملائهم، لدينا أيضًا سياسة تشغيل الكاميرات، حتى يتمكن الجميع من التعرف على بعضهم البعض".

وأوضح بقوله "أجد أنه من الأسهل كثيرًا التعاون عن بعد، وخاصة فيما يتعلق بأشياء مثل مشاركة شاشة عبر الإنترنت، بدلاً من تجمع الأشخاص حول شاشة واحدة والنظر إلى شيء ما أو محاولة الاتصال بجهاز عرض في غرفة مؤتمرات".

ووصف محيط العمل الذي يدير منه شركته بقوله "لدي مكتب في منزلي، مما يجعله مكان عمل مريح وممتع، ولدينا أيضًا سياسة العمل من أي مكان، طالما أن الموظفين يمتثلون لقوانين العمل المحلية، فأنا سعيد بقيامهم بذلك، لقد عملت من الفنادق على الشاطئ وفي أوروبا".

في الوقت نفسه، يرى رئيس الشركة أن الجانب السلبي الوحيد الذي يراه في العمل عن بعد هو أنه قد يكون أمرًا شاقًا للموظفين الجدد، خاصة إذا كانوا معتادين على بيئة المكتب.

أيضًا، قد يكون من الصعب إطلاع الجميع على كل ما هو جديد، وتعريفهم بالهيكل التنظيمي، ومساعدتهم على فهم لائحة العمل الداخلية للشركة.

رغم ذلك يحاول لاندو ومساعديه التغلب على ذلك من خلال مكالمات الفيديو وجهاً لوجه.

وقد تحتاج المؤسسات الكبيرة مثل أمازون إلى هذا المستوى من الاتصال والتكيف مع العمل عن بوعد، وربما يكون هذا هو القرار الصحيح بالنسبة لها.

وأكد لاندو في تصريحاته أنه لا يعتقد أن هناك أي خطأ في العمل المكتبي الشخصي، فهو منطقي في بيئات معينة.

ومع ذلك، قال أن "العمل عن بعد هو الأفضل بالنسبة لي بصفتي الرئيس التنفيذي لشركة تنمو بسرعة وتحاول الحصول على الأشخاص المناسبين في الأدوار المناسبة بسرعة وكفاءة".

وفي حالة تعديل الشركات العالمية لنظام العمل الهجين بإلزام الموظفين للعودة للمكتب، يرى أنه إذا قرر الرئيس التنفيذي في هذه الشركات تغيير سياسة العمل عن بعد سيكون ذلك مربكًا للغاية، ولن يكون جيدا لمعنويات الموظفين الذين تقدموا للعمل من البداية عن بعد.