اليمنيون غرقى في وحل المؤامرة ولتبرير لإخفاقهم وفشلهم الذريع (توثيق)

قال محلل سياسي وكاتب رأي صحفي أنه من "المهمٌ للغاية أن نقف عند منشور الأخ اليمني الشقيق عبد الناصر المودع، لأنه يحمل مضمونًا حقيقيًا حول جوهر العقلية اليمنية التي لا يمكنها أن تُغادر فكرة "المؤامرة". لطالما غرق أبناء اليمن في هذا الوحل ليُبرّروا دائمًا إخفاقهم السياسي وفشلهم الذريع في بناء دولتهم الوطنية".

وقال الأستاذ "هاني سالم مسهور" في تعليق على منشور للمدعو "عبدالناصر المودع": "الجنوبيون لا يُبرّرون دعوتهم للاستقلال بسيطرة الحوثي على الشمال، هذا مُبرّرٌ مُستجدٌ على مشهدية ممتدة، فالجنوب يرى كل الشمال (حوثي ومؤتمري وإخواني) كتلةً واحدةً هي اليمن، وريثة الإمامة الزيدية. الأحزاب كلها يمنية، وهي تُمثّل كتلةً كاملةً لليمن المُنشطر في نفوذه بين حكم الحوثي والإخوان، وما تيسّر منه مع العميد طارق، وفي النهاية كله يمن كامل".

وقال: "الهروب من مسؤولية الفشل بادّعاء المؤامرة الكونية على وحدة ماتت منذ عام 1994، لا يُغيّر من حقيقة فشل المكونات اليمنية في تعريف قضيتها اليوم، وماذا تُريد، إن كانت ترغب في مواجهة الحوثي أو مواجهة الإخوان، أو حتى العمل على ما اعتادت عليه القبائل اليمنية في تقاليدها العريقة بالمزاوجة بين المُتَناقضات وإنتاج حكم يُلائمها، يكون في مضمونه السلطة بيد الزيود".

وأكّد الأستاذ "مسهور": من العبثية الرهان على أن هناك رغبةً جادةً لدى النُّخب الفكرية اليمنية أن تُنتج مشروعًا وطنيًا، بقي اليمن لأكثر من اثني عشر قرنًا خاضعًا لسلطة القبيلة ومذهبها الزيدي، ولن يُمكن لكل النُّخب أن تُنتج نِتاجًا وطنيًا مبنيًا على قاعدة وطنية جامعة، فهكذا نشأ الشمال اليمني وسيبقى.

وأضاف: "الجنوب لديه رغبة حقيقية في الاستقلال، لأنه في جيناته القديمة تتجذّر العقيدة الوطنية التي تخلّقت في رحم العقل النخبوي الذي أنتج الفكرة الوطنية. الجنوب في طبيعة تكوينه نشأ نشأةً مدنيةً تقبل بالتعايش والمدنية، مُستندًا على إرث من التواصل الحضاري مع المُجتمعات البشرية، أثر وتأثّر بها، ولم يكن كالشمال مُنغلقًا على نفسه".

ونصح الكاتب: "من الجيد أن تلتفت النُّخب اليمنية إلى نفسها، وتبحث عن تعريف اليمن الآن، وماذا تُريد من الجنوب والعرب أن يُساهموا معهم لبنائه، بدلًا من اللجوء إلى الأفكار التآمرية، وتحويل استقلال الجنوب عن اليمن إلى مظلومية، وتحويلها إلى حسينيات يَلْطِمون فيها وجوههم وصدورهم كالشيعة الذين خذلوا عليًا، ثم عاشوا أبد الدهر يتباكون عليه ويتوعّدون بأخذ ثأره".