أين إيفانكا ترامب؟

فعلت إيفانكا ترامب كل شيء تقريبا في الأشهر الأخيرة، من ركوب الأمواج لحضور سباق فورمولا 1 في ميامي، إلا أنها غابت عن أقرب الناس لها.

ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن المكان الوحيد الذي لم تذهب إليه إيفانكا هو الحملة الانتخابية، رغم ظهورها العام المتكرر في الأشهر الماضية.

ورغم أنها حاولت أن تكون صريحة بشأن غيابها، من الناحية السياسية، فإنها لا تزال غامضة إلى حد ما. فخلال آخر محاولتين للرئيس السابق دونالد ترامب للترشح للرئاسة، ظهرت إيفانكا في التجمعات الانتخابية وفي الإعلانات التلفزيونية وعلى منصات المؤتمرات الوطنية، وغالبًا ما كان دورها الضمني هو استمالة الناخبات.

ولكن منذ ما يقرب من عامين، عندما بدأ والدها مسار ترشحه للمرة الثالثة للبيت الأبيض، أعلنت إيفانكا أنها وزوجها كوشنر سيبتعدان عن السياسة لإعطاء الأولوية لأطفالهما وحياتهما العائلية.

وقالت: ”في حين أنني أحب والدي وأدعمه دائمًا، إلا أنني سأكون من الآن فصاعدًا خارج الساحة السياسية“.

وفي حملة والدها الانتخابية الأشد ضراوة وربما الأخيرة، أصبحت إيفانكا - ابنته الكبرى وأحد أكبر مساعديه السابقين وربما أقرب أفراد عائلته - مراقبًا صامتًا تقريبًا، ولا يبدو أنها تنوي تعزيز ترشيحه بأي شكل من الأشكال علنًا.

يأتي قرار إيفانكا فصل نفسها عن سياسة والدها في الوقت الذي واجه فيه ترامب أربع محاكمات جنائية منفصلة، بما في ذلك محاكمة في مانهاتن، حيث أدين بارتكاب 34 جريمة في أواخر مايو/أيار.

وكان أبرز ظهور لإيفانكا ترامب خلال سباق 2024، في قضية الاحتيال المدني المتهم فيها والدها، في الخريف الماضي، عندما شهدت بأنها لم تكن ”مطلعة“ على الشؤون المالية لوالدها.

ورفضت إيفانكا البالغة من العمر 42 عامًا إجراء مقابلة، وطلبت بدلاً من ذلك أن يتحدث كوشنر نيابة عنها وعن عائلتها.

وعندما سُئل كوشنر عن فرص انضمامها مجددًا إلى الحملة الانتخابية في المرحلة الأخيرة من السباق، كان صريحًا، ورد بـ”صفر“.

وقال كوشنر (43 عامًا) إن إيفانكا ”اتخذت قرارًا عندما غادرت واشنطن بأنها ستغلق هذا الفصل من حياتها. وقد كانت متسقة بشكل ملحوظ“.

كما أشار إلى أن نتيجة المنافسة بين ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، "قد لا تغير شيئًا يذكر بالنسبة لعائلتهما".

كوشنر مضى في قوله ”من الواضح أن العالم سيختلف بالنسبة لنا على مدى السنوات الأربع المقبلة إذا كان والدها رئيسًا“، إلا أنني "لا أرى ”تحولًا كبيرًا فيما يتعلق بما نحدده من أولويات“ للعائلة.

وأضاف: ”نحن نشجعه - من الواضح أننا فخورون به، ولكن، كما تعلمون، في كلتا الحالتين، ستستمر حياتنا في المضي قدمًا.“

ومع ذلك، يقول منتقدو الزوجين إنه حتى لو بقيت إيفانكا خارج الحكومة، فإنها وزوجها قد يستفيدان مالياً إذا أعيد انتخاب والدها، مع الزخم المتوقع الذي سيحدث لمشاريعهما. 

ولم يتوقف الأمر على الحملة، إذ كما كان حضور إيفانكا ترامب في الأحداث الهامة الأخرى في حياة والدها منخفضًا أو معدومًا. فعلى عكس شقيقيها إريك ترامب ودونالد ترامب الابن، لم تحضر محاكمة والدها في مانهاتن، حيث أدين بـ 34 تهمة جنائية.

وعلى الرغم من أنها ظهرت لفترة وجيزة في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو/تموز، إلا أنها لم تتحدث - في تناقض صارخ مع المؤتمرين السابقين، عندما قدمت والدها في ذلك الوقت. وفق الصحيفة.

في الماضي، حاولت إيفانكا الترويج لترامب كبطل للنساء وصوّرت رئاسته على أنها نهضة للمرأة في سوق العمل، لا سيما في اللحظات التي كانت فيها تعليقات الرئيس السابق وسلوكه تحت المجهر.

وبالنسبة لسوزان ديل بيرسيو، وهي خبيرة سياسية جمهورية، فإن غياب إيفانكا وزوجة ترامب ميلانيا عن الحملة كان مؤثرًا.

وأوضحت ديل بيرسيو، أن "الإيجابيات التي يمكن أن تحققها ابنته أو زوجته في السباق الانتخابي هامشية، ولكن حقيقة غياب إيفانكا وميلانيا عن السباق قد يكون أمرًا هامًا“، مشيرة إلى أن "قضايا مثل الحقوق الإنجابية كانت تحفز العديد من الناخبين".

وبدلًا من إيفانكا وميلانيا، اضطلعت زوجة ابن ترامب، لارا، بدور أكبر، منذ أن ضغط لتعيينها رئيسة مشاركة للجنة الوطنية للحزب الجمهوري في مارس/آذار.

وظهرت لارا في فعالية ”جولة فريق ترامب النسائية“ يوم الخميس، ومن المقرر أن تقوم بالمزيد من الفعاليات في الأيام الأخيرة من السباق.

كما ظهرت كيمبرلي غيلفويل، خطيبة دونالد ترامب الابن، في محطات الحملة الانتخابية وفعاليات جمع التبرعات.

وفي بعض الأحيان رافقت ترامب عناصر نسائية أكثر إثارة للجدل، بما في ذلك لورا لومر، وهي مؤيدة لنظرية المؤامرة اليمينية، وحضرت مناظرة سبتمبر/أيلول مع الرئيس السابق.

وكذلك، كريستي نويم حاكمة ولاية ساوث داكوتا الجنوبية التي تفاخرت بقتل كلب في مذكراتها التي صدرت في أبريل/نيسان، ووقفت إلى جانب الرئيس السابق خلال تجمع محرج تحول إلى حفل راقص هذا الشهر.